استطاعت جملات أخيرا الحصول علي فرصة عمل مناسبة عند احدي السيدات الثريات بمنطقة الساحل بعد أن قتلها البحث عن قوت يومها لأطفالها الصغار خاصة ان زوجها لا يكترث لأي شيء حتي أبسط حقوقهم وهي أن يعمل ويوفر لهم لقمة الخبز من أي عمل, لم يفعلها وظل قابعا في المنزل. تسلمت جملات مقاليد الأمور داخل منزل نعمات العجوز التي تبلغ من العمر61 عاما والتي تقيم بمفردها بعد ان تزوج أبنائها وتركوها وحيدة تعيش بين جدران مسكنها دون ونيس منهم, وتظاهرت جملات في البداية بروح الخادمة المطيعة المخلصة والتي لا تدخر جهدا في طاعة مخدومتها, ولكن بعد أن كشفت سر المنزل وما به من خيرات من أموال ومشغولات ذهبية ملك سيدتها رغم أن السيدة لم تبخل عليها بشيء حيث اغدقت عليها بالأموال والأطعمة والملابس لها ولأبنائها. ولأن محمود زوج جملات مسجل خطر وسبق اتهامه في عدد من القضايا ولم يتب أو يتراجع عن فكره الاجرامي فقد وسوس له شيطانه بسرقة السيدة العجوز بأي طريقة متصورا أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الثراء السريع الذي يصبو إليه. وعندما طرح الأمر علي زوجته وافقت علي الفور واتفقا معا علي خطة القتل والتخلص من العجوز حيث تقوم جملات بوضع الأقراص المخدرة في الطعام للعجوز ثم يأتي زوجها وأصدقاؤه لإكمال المهمة وسرقة المشغولات والنقود. وبالفعل قامت بتخدير مخدومتها بينما مكنت اثنين من أصدقاء زوجها وهما: حسن وأحمد من دخول مسكن العجوز بينما انتظر زوجها أمام العقار لمراقبة الطريق وذلك بعد أن وضعت أقراصا مخدرة بكوب عصير قدمته للمجني عليها إلا أنها لم تغب عن الوعي وشعرت بأن هناك مخططا للغدر بها وحاولت الوقوف والخروج فقامت المتهمة بإحضار سكين من المطبخ وأعطته لحسن صديق زوجها الذي انهال به طعنا علي المجني عليها محدثا اصابتها ب30 طعنة نافذة أودت بحياتها بمناطق متفرقة بالبطن والصدر والرقبة وسط استغاثات يائسة من العجوز إلي مجرم مسلوب المشاعر لا يعرف سوي منطق القتل بلا رحمة وسقطت العجوز جثة هامدة غارقة في دمائها بين قدمي القاتل وعلي الفور قامت جملات بالتوجه إلي دولاب المجني عليها وقامت بالاستيلاء علي مشغولاتها الذهبية ولم يتوقف الأمر عند حد القتل ولكن في محاولة الجناة لإخفاء معالم الجريمة قاموا باشعال النيران بشقة المجني عليها وبداخلها جثتها التي احترقت وكادت تتفحم تماما لولا تدخل بعض الجيران. وبعد دقائق من اشتعال النيران كان الجميع الخادمة وزوجها وصديقه خارج محيط المنطقة السكنية التي تقطنها المجني عليها ولكن دائما ما تتدخل العناية الإلهية ليهرول الجيران إلي الشقة اثناء احتراقها ويبلغوا شرطة الحماية المدنية لتنتقل سيارات المطافيء إلي مكان الحريق وتتمكن من السيطرة عليه ولكن كانت العجوز قد اصيبت بحروق بالإضافة إلي الطعنات وفارقت الحياة. وبإخطار اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة أمر بضبط المتهمين الذين سقطوا في قبضة رجال المباحث وبمواجهتهم أمام اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة كانت جملات أول من انهار واعترفت بكل تفاصيل الواقعة. وبمواجهة باقي المتهمين بأقوال المتهمة الأولي اقروا بما جاء علي لسانها من اعترافات وتم بإرشادهم ضبط المسروقات والسلاح المستخدم في الجريمة. تم تحرير محضر بالواقعة واخطرت النيابة التي أمرت بحبس المتهمين وتولت التحقيق.