حرص العديد من الرياضيين ونجوم كرة القدم علي المشاركة في اليوم الأول لانتخابات مجلس الشعب التي تعد الأولي بعد سقوط نظام حسن مبارك الذي نجح خلال30 سنة في أن يبعد كل المصريين عن لجان الانتخابات في القاهرة والمحافظات. مفضلا أن يصوت الموتي بدلا من الأحياء.. وقد تكون المرة الأولي التي يشارك فيها الرياضيون في الانتخابات مثل غالبية المواطنين المصريين الذين كانوا يعرفون النتائج مبكرا من الكنترول, كما كانوا يدركون أن الصناديق تمتلئ ليلة الانتخابات فلم يروا إجهاد أنفسهم أو علي الأقل قرروا حماية أرواحهم من البلطجة التي تحميها وترعاها الدولة, ولكنهم أمس خرجوا, وقد يكون منهم من صوت لأول مرة بعد أن تجاوز الستين أو أكثر من ذلك! ومشاركة الرياضيين في الانتخابات خطوة أولي وجيدة في طريق العودة إلي الشعب والانتماء له بدلا من النظام الحاكم, ولكن الخطوة الأفضل هي إعلان العديد منهم أراءهم بكل حرية وصراحة دون حسابات أو خوف, وإفصاحهم عن الأحزاب والتيارات التي أعطوها أصواتهم, وهو في حد ذاته إعلان عن عهد جديد يتنفس فيه الشعب المصري بكل فئاته هواء نقيا بعد أن كتم المزورون علي صدره سنوات طويلة جعلته يكفي خيره شره ويجلس في بيته لا رأي له في اختيار برلمان أو رئيس جمهورية أو نقيب في نقابة من النقابات أو رئيس لاتحاد رياضي! مصر كلها اتفقت بل واتفق معها العالم كله علي أن أمس كان يوما رائعا لن ينساه أو يغفله التاريخ لأنه أعلن عن أن الشعب المصري يكره الظلم ولا يرضي بالهوان ولا يتنازل عن حقوقه التي أعطتها له القوانين والمواثيق الإنسانية.. كان يوما عظيما خرج فيه الجميع إلي الشوارع وسيخرجون اليوم أيضا و في كل المراحل المقبلة في دليل لا يقبل الشك علي أن الشعب يقدر خطورة المرحلة الحالية وأهمية العبور إلي الديمقراطية والحرية بأسرع ما يمكن.. فالتجاوزات كانت قليلة.. والأخطاء بسيطة ووقعت بسبب تداخل العديد من الأسباب.. والمجلس الأعلي للقوات المسلحة قادر علي أن يتجاوزها فيما هو مقبل من الأيام بعد أن أكدت المؤشرات أنه نجح في تنظيم أفضل انتخابات في التاريخ المصري في زمن قياسي وتحت ظروف صعبة وقاسية, والتي لا يقدر عليها إلا الجيش المصري. [email protected]