بعد أن توقفت أعمال تطوير وترميم طريق الكباش بالأقصر, لم يجد شباب الأثريين أمامهم سوي الابتهال إلي الله من أجل استكمال العمل الذي سيكون إضافة قوية للسياحة داخل مدينة السحر والجمال. ولاشك أن الظروف التي يمر بها الوطن ومنها الانفلات الأمني, وانعدام الضبط والربط قد ساعد إلي حد كبير, في تنامي التعديات العشوائية التي لجأ إليها ذوو الضمائر الخربة علي حرم الطريق, الذي لو علم هؤلاء قدره الحقيقي, وتأثير ذلك سلبيا علي السياحة باعتبارها مصدر الرزق الرئيسي لأهل الأقصر لأعادوا حساباتهم من جديد. علي أي حال فقد أصبح حال الأقصر لايسر عدوا ولا حبيبا, فالسياحة تنمو ببطء والبلطجة تتألق وتفرد ذراعيها لتطول الشوارع والمباني والاشغالات والتعديات, وللأسف الدولة تتفرج وتبارك. يقول أنور أبوالمجد رئيس نقابة المرشدين السياحيين: لابد من عودة العمل مرة أخري في طريق الكباش, لأنه يعد من أهم الإضافات المتوقعة للسياحة, وأعلن عن استعداد الشباب الأقصري للإسهام في العمل والمشاركة في استكمال ترميم الطريق في حالة تعثر الدولة في توفير الاعتمادات. ويقول الأثري صالح شعلان إن العمل قد توقف تماما في الترميم وأعمال الصيانة رغم أن المجلس الأعلي للآثار منوط به القيام بأعمال الحفر وإنشاء واستكمال الأسوار, مشيرا إلي أن القطاع الأخير من الطريق هو الذي توقف حاليا ولابد من استكماله. وللتأكد من زحف العشوائيات علي حرم الطريق رصدنا وجود العديد من التعديات الخطيرة علي حرم الأثر وهو ما يعد ظاهرة خطيرة من الممكن أن تتكرر في المعابد الأخري. وسألنا منصور بريك المشرف علي آثار الأقصر الذي بادر بالاعتراف بتعدد المباني العشوائية علي حرم الطريق, إلا أنه عاد وأشاد بجهود المحافظ حيث قال إن المحافظة قد بذلت جهدا كبيرا لإزالة المعوقات التي تعترض الترميم في الطريق الذي يصل طوله إلي نحو2 كيلو و700 متر, ولكن علي حد قوله فإن الانفلات الأمني قد ساعد المتعدين علي تنفيذ مخططاتهم, وأكد أن هناك أعمال صيانة دورية تجري علي بعض الأجزاء الأخيرة التي تم اكتشافها, حيث ننتظر الاعتمادات المالية لإنهاء الترميم والتطوير. من جانبه, أشار الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر إلي الرغبة الكبيرة في التعاون مع المجلس الأعلي للآثار لاتخاذ إجراءات جادة في بدء العمل في طريق الكباش مرة أخري, وأكد إزالة المباني العشوائية التي اقيمت في ظل الفوضي والانفلات الأمني, موضحا أنه تم التنسيق بين الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي واتصالات الأقصر للعمل علي رفع الخطوط والكابلات الأرضية التي تعترض العمل.