فوق آثار الأقصر وحولها أقيمت العشوائيات عبر امتداد زمني طويل والتي طمست معالم تراثنا أو شوهته, عوامل كثيرة أدت الي غياب القدرة علي التخلص منها نظرا لتكلفة ذلك العالية وتصادمه مع مئات الأسر التي استوطنت هذه الأماكن وركزت فيها معاشها. الجهود تحركت مؤخرا لإزالة هذا الفسخ وإعادة الجمال للأقصر التي تمتلك أضخم وأجمل تراث حضاري من الآثار, السائح سيري قريبا الصورة مختلفة وكأن الفراعنة قد عادوا للحياة من جديد. الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر يقول إن العشوائيات كانت قد أمتدت مؤخرا في المناطق الأثرية بالأقصر حتي وصلت لدرجة وجود بيوت عشوائية بلا كهرباء أو ماء تبني فوق الآثار خاصة فوق طريق الكباش الذي كان يربط بين معبدي الأقصر والكرنك مما أدي لتلف معظم تماثيل الكباش الموجودة أسفل تلك البيوت ووصل الإهمال لدرجة أن هناك بعض الأهالي يقومون بتربية الأغنام والماعز أمام الساحة الرئيسية لمعبد الكرنك وأيضا زراعة أشجار وبناء مبان تحجب الرؤية عن أجمل معبد في العالم معبد الأقصر, ولكن الآن أعلنا عن خطة التنمية الشاملة لمدينة الأقصر والتي استهدفت تحويلها مرة أخري الي أكبر متحف عالمي مفتوح, وهي ترمي أيضا لإيجاد رؤية شاملة ووضع تخطيط مستقبلي متكامل لمدينة الأقصر برؤي تمتد لعام2030 يتم تنفيذها علي مراحل واسبقيات. وقد استفدنا في ذلك من الدراسة التي قام بها المركز الانمائي للأمم المتحدة والتي تكلفت مليوني جنيه وظلت حبيسة الأدراج لسنوات طويلة والبيانات والاحصائيات الصادرة من الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء ووزارة السياحة ومجلس الوزراء. ويضيف محافظ الأقصر أن الخطة ارتكزت علي توفير متطلبات المواطن الأقصري ودعم أوجه النشاط عن طريق تنمية متواصلة بيئيا للحفاظ علي الموارد الثقافية التي تحفظ التراث المصري وزيادة عوامل الجذب لتشجيع السائحين علي البقاء لمدة أطول وزيادة المعروض من التراث الأثري والثقافي بكشف المزيد مما هو موجود تحت باطن الأرض وتخفيف الكثافة الحالية علي الآثار وفتح محاور جديدة والربط بينها وإنشاء محاور سياحية جديدة مثل امتداد كورنيش شمال الكرنك بطول2,3 كيلو متر وعمل ازدواج طريق مطار الأقصر وفتح آفاق جديدة للاستثمارات لتحقيق8880 غرفة فندقية جديدة تحتاجها الأقصر خلال الأعوام العشرين المقبلة لمواجهة مايقرب من4 ملايين سائح جديد من خلال توفير المساحات المطلوبة في ضوء المعايير والمتغيرات الدولية لنمو الإقامة السياحية وإضافة عناصر مكملة لها وتنمية السياحة الرياضية داخليا وخارجيا. مشكلات الأقصر وسألت د. سمير فرج عن المشكلات التي تواجهها المدينة خلال المرحلة الأولي للتطوير, فرد ان أهمها البطالة وسكان القرنة المقيمون فوق المقابر الأثرية بالبر الغربي ومشكلة المياه الجوفية وتأثيرها علي الآثار ومساكن الأهالي والتعديات علي المناطق الأثرية ومحدودية المحاور المرورية داخل المدينة وعدم وجود مشروعات ومناطق استثمار, وبعد أن تمت الموافقة علي تنفيذ خطة التنمية الشاملة للأقصر وتوفير الدعم المادي اللازم لكل مشروع, بدئ في تنفيذ الخطة علي مراحل وأسبقيات وفق الامكانيات المتاحة فمثلا مشروع نقل سكان مقابر القرنة وبناء القرنة الجديدة نجد أنه منذ أكثر من قرنين والسكان يقيمون فوق المقابر الأثرية بالبر الغربي ويرفضون الرحيل, ولكن الآن يستفيد هؤلاء السكان للانتقال للقرنة الجديدة حيث تم تخصيص180 مليون جنيه لبناء مدينة سكنية متكاملة تحتوي علي4200 وحدة سكنية مساحة الوحدة167 مترا منها100 متر أرض فناء بناء علي طلب المواطنين وبالفعل تم بناء المدينة وتوفير جميع الخدمات بها وبناء مدرستين وقسم شرطة وسوق تجارية وجامع ومركز للبريد ومعهد تكنولوجي عال ولمزيد من الترغيب في الانتقال تم تحديد3500 قطعة أرض لمن لا يرغب في الوحدات السكنية لنقل جميع السكان, وبالنسبة لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية فقد تم الانتهاء من تنفيذ مشروع سويدي أمريكي لخفض منسوب المياه الجوفية في معبد الأقصر والكرنك بتكلفة50 مليون جنيه, بخصوص تطوير ساحة معبد الأقصر فقد تمت إزالة جميع العشوائيات الموجودة أمام الساحة والتي كانت تحجب الرؤية عن المعبد بمشروع بلغت تكلفته20 مليون جنيه ليستطيع السائحون القادمون لزيارة الأقصر عن طريق محطة القطار ان يشاهدوا معبد الاقصر من بداية المحطة, وأيضا تطوير ساحة معبد الكرنك فمن اجل الحفاظ علي اكبر اثر تاريخي في العالم يجري حاليا العمل في مشروع تطوير ساحة معبد الكرنك بتكلفة50 مليون جنيه من أجل ازالة جميع العشوائيات الموجودة في المنطقة حول حرم المعبد بحيث يستطيع الواقف امام الساحة الامامية للمعبد ان يري معبد حتشبسوت في البر الغربي مع بناء منطقة خاصة للبازارات والكافتيريات وموقف للاتوبيسات السياحية ومركز للزوار يحكي تاريخ الكرنك. المواقف المقدسة ويبقي السؤال.. بعد ان تقرر إزالة الكنيسة التي تعترض تنفيذ طريق الكباش كيف سنري الطريق بعد تنفيذه ويرد د.سمير فرج بانه بعد تنفيذ الطريق فإن السائح سيستطيع ان يسير من معبد الاقصر الي معبد الكرنك كما كانت المواكب المقدسة للملوك وللالهة في احتفالات اعياد الاوبت. ويبلغ طول الطريق القديم2 كيلو و700 متر بعرض76 مترا من المفترض وجود1200 تمثال لابو الهول طوال الطريق وتبلغ التكلفة الاجمالية لتنفيذ المشروع240 مليون جنيه, حيث تم تنفيد200 متر كجزء استرشادي للطريق بأكمله, وبالنسبة لتمثالي ممنون فقد عملنا علي الحفاظ عليهما عن طريق نزع85 فدانا حول منطقة التمثالين حيث ان المياه الجوفية التي تنتج عن زراعات قصب السكر تهدد التمثالين لذلك لابد من التخلص من مشكلة المياه الجوفية للحفاظ علي الآثر وتصل تكلفة المشروع لاربعة ملايين جنيه الجزء الاكبر منها سيكون للتعويضات. الشوارع الداخلية وأستفسرنا من محافظ الاقصر عن محطة السكة الحديد والتي بدآ لنا ان التطوير والحداثة قد بدأ يلاحقانها ورد بأنه انتهي العمل في مشروع تطوير مبني محطة السكة الحديد بتكلفة18 مليون جنيه لتصبح اجمل محطة بما يليق بمكانه المدينة التي تقوم باستقبال اكثر من مليوني سائح كل عام كذلك تم تطوير وتجميل شوارع المدينة والمناطق الرئيسية بها نظرا لعدم وجود منظومة لعناصر تنسيق المسار وعدم وجود شكل موحد لاعمدة الانارة وقلة صناديق القمامة وعدم تناسقها مع باقي عناصر تنسيق المسار, وقد تم انتهاء العمل في شارع المحطة بتكلفة20 مليون جنيه فتم توسعته وازالة جميع العشوائيات الموجودة به والمباني الموجودة خارج خط التنظيم وتوفير البديل المناسب لجميع المواطنين, حيث استلم المواطنون الشقق السكنية الجديدة وكذلك اصحاب المحلات محلاتهم التي تم بناؤها علي جانبي مبني محطة السكة الحديد, كذلك شهد شارع التليفزيون عملية تطوير كاملة أما بالنسبة لتطوير شارع السوق السياحي والذي يعد من أقدم واهم الشوارع السياحية بمدينة الاقصر حيث يقع في قلب المدينة. فقد تم تنفيذ مشروع بالشارع بتكلفة19 مليون جنيه لتجميل الشارع الذي يصل طوله الي1950 مترا حيث يتم عمل بوابات علي اشكال فرعونية للواجهات الامامية وبوابات للشوارع الجانبية التي تطل علي معبد الاقصر وساحة مسجد ابو الحجاج التي يجري حاليا توسيعها وتجميلها, كما تم تجديد جميع مرافق الشارع ومع نهج التطوير ومن اجل التخلص من ظاهرة الباعة الجائلين تم بناء السوق الحضارية في موقع متوسط من المدينة وبالقرب من منطقة السوق الحالية ويحتوي السوق علي عدد كبير من المحلات للانشطة المختلفة. أهالي النوبة وبالنسبة لأهالي النوبة المقيمين في الاقصر قال د. سمير فرج إنه يعيش علي ارض الاقصر ما يزيد عن25 ألف نوبي من اهالي قرية منشية النوبة التي هاجر اليها اهالي النوبة بأسوان منذ عام1933 عند عمل التعلية الثانية لخزان أسوان ليعيشوا في قرية منشية النوبة التابعة لمركز البياضية بالأقصر التي تقع علي بعد7 كيلو مترات جنوب مدينة الاقصر وتنقسم الي ستة نجوع هي نجع الشويشا والغربيا والسقيلا والانصار والسكورا والوليا جاءوا الي الاقصر حاملين معهم ثقافتهم وتراثهم الخاص المميز بكل ما به من لغة خاصة بهم وعادات وتقاليد واعمال يدوية وحرفية مشهورة في جميع انحاء العالم, وظل اهالي النوبة طوال هذه السنوات يحاولون الحفاظ علي هذا التراث من الاندثار خائفين من مظاهر المدينة وبعدهم الجغرافي عن موطنهم الاصلي فقاموا ببناء معرض نوبي صغير في قرية منشأة النوبة كمحاولة منهم للابقاء علي هذا التراث ولكن كان لهذا المكان مشكلاته العديدة منها ضعف الامكانيات المادية وبعد المعرض عن مدينة الأقصر مما كان يؤدي الي وجود ضعف كبير في عملية التسويق والدعاية هذا بالاضافة الي وجوده داخل زراعات القصب في طريق غير ممهد لحركة الأفواج السياحية, ولكن ومنذ15 شهرا وفي ظل مشروعات خطة التنمية الشاملة التي تشهدها الاقصر حاليا تم البدء في تنفيذ المركز النوبي الحضاري والذي تم تطوير فكرته ليصبح قرية نوبية نموذجية تكون متحفا حيا مفتوحا لعرض طبيعة حياة اهالي النوبة ليتولي مسئولية تنفيذ المشروع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بتكلفة15 مليون جنيه في موقع متميز لمشروع سياحي استثماري يضمن وجود عنصر الجذب السياحي جنوب كوبري الاقصر ليكون في مسار الطريق السياحي الواصل ما بين البر الغربي والبر الشرقي.