فور الإعلان عن فتح باب الترشيح وتلقي الطلبات الخاصة لانتخابات مجلسي الشعب والشوري وتحديد الاربعاء القادم لذلك ولكون الاسكندرية ضمن المرحلة الأولي التي تجري بها الانتخابات يوم28 نوفمبر المقبل, فقد بدأت استعدادات القوي السياسية والوطنية والتيارات الدينية لخوض الانتخابات بقوة, حتي أصبح الحديث عنها يسيطر علي المشهد السياسي رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من انفلات أمني وبلطجة وتدهور اقتصادي وغيرهما من الأمور التي تهم المواطن العادي اذا كان الأخوان المسلمون والسلفيون نظرا لقوتهم المسيطرة علي الشارع السكندري قد بدأوا في مناوشات بينهما فان ذلك لا يعني اتفاق سائر القوي الأخري حتي في ظل تأكيد إعداد قائمة موحدة تجمع جميع الأطياف والأحزاب, وقد اتضح أن هناك انفساما حادا بين ما يسمي الحرس القديم الذي يمثل أحزاب ما قبل ثورة25 يناير والحرس الجديد الممثل في الأحزاب الحديثة التي خرجت من رحم الثورة, حيث ان هناك خلافا فكريا ومنهجيا في الرؤي والأفكار, ففي الوقت الذي يري أنصار الأحزاب القديمة أنهم أصحاب تاريخ سياسي طويل في النضال والكفاح مهد الطريق لثورة25 يناير وينبغي الأخذ والعمل بآرائهم وعدم تجاهلهم مع الوضع في الاعتبار وجود نسبة غير قليلة لهم في مرشحي الدوائر الانتخابية المختلفة. وفي المقابل يري الحرس الجديد ممثلا في الأحزاب الوليدة أنه حان الوقت للتخلص من الأحزاب القديمة التي تعاونت مع النظام السابق واستفادت منه علي حساب الشعب المصري ولم تقدم شيئا لخدمة الوطن وأن أداء هذه الأحزاب تحت قبة البرلمان وفي المجالس النيابية المختلفة خير شاهد علي ضعف أدائها وعدم قدرتهاعلي تلبية مطالب الجماهير وحل مشكلاتها وبالتالي حان الوقت لضخ دماء جديدة ووجوه قادرة علي تحقيق طموحات المواطن ومطالبه التي ضاعت في العهد البائد. يري الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية, أن حزب الغد هو الوحيد الذي يجمع مابين القديم والجديد, فهو الحزب الذي ناضل قبل ثورة25 يناير ورئيسه تم سجنه عقابا له علي تصديه للنظام الفاسد وتصدي للتوريث وأدي ذلك إلي حرق مقر الحزب والتنكيل بقياداته لذلك فانه الحزب الوحيد من الأحزاب القديمة التي لها وجود, كما أننا نعتبر أنفسنا من احزاب الثورة لكوننا في طليعة من شاركوا في المظاهرات التي أطاحت بالنظام ورموز الفساد. وفجر نور مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إن هناك أحزابا قديمة يجب بترها وإزاحتها من الساحة السياسية لأنها أحزاب أمن دولة وورقية لا وجود لها في الشارع وتستخدم حاليا لأغراض خاصة بل ان بعضها يتم حاليا تأجيره مفروشا كدكاكين سياسية لذلك فان المشهد السياسي سيشهد خلال الفترة القادمة حكم المواطنين علي الأحزاب القوية والوهمية. أما إسماعيل سليمان أمين حزب التجمع بالاسكندرية فيؤكد ان الحزب له تاريخ طويل من النضال والمواجهة مع السلطة والنظام السابق, فقد عارضنا بشدة اتفاقية كامب ديفيد ودفعنا الثمن غاليا بدخول ثلاثة آلاف من كوادر الحزب السجون والمعتقلات, كما تصدي الحزب أيضا لتصفية القطاع العام ونظام الخصخصة وإلغاء الدعم, بل ان حزب التجمع كان وراء الثورة الشعبية التي حدثت في18 يناير عام1977 م التي كان المتهم الأول فيها الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب الحالي. ويتساءل سليمان: أين كان رؤساء الأحزاب الجدد وقت أن دفع حزب التجمع الثمن غاليا بل ان بعضهم كان متعاونا مع النظام الفاسد وساندة وللأسف يحاول البعض حاليا خلط الأوراق وقلب الحقائق لتحقيق مكاسب شخصية, ورغم ذلك فإننا مستمرون في نضالنا وسننسق مع القوي الوطنية الجادة والحقيقية التي تسعي وتعمل من أجل المواطن البسيط.