في نهاية يوليو الماضي وبينما ينتظر العالم نتائج تقرير بالمر الصادر عن الأممالمتحدة حول الاعتداءات علي أسطول الحرية الأول, المتوجه لكسر الحصار علي غزة. كانت الصحفية الإيطالية المتخصصة في شئون الشرق الأوسط. تحشد عبر حسابها علي شبكة التواصل الاجتماعي تويتر لمساندة قافلة الحرية الثانية, التي سعت لتكرار المحاولة لكسر الحصار عن القطاع المغلق منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. تبدو باولا كريدي شديدة القرب من القضايا العربية الداخلية والإقليمية, لهذا اختار المركز القومي للترجمة كتابها عرب لاتراهم الذي تحاول فيه نقل رؤيتها للعالم العربي ومواطنيه إلي قارئها في إيطاليا( مسقط رأسها) وأوروبا. الكتاب الصادرة ترجمته اخيرا تصدرته مقدمة كتبها الروائي علاء الأسواني, عرض فيها لقضية تنميط العرب وفقا لصورة سلبية, صارت تحكم رؤية الغرب لهم. وقارن الأسواني بين رؤية المواطن الأوروبي والمواطن الأمريكي للعرب, معتبرا أن الصورة التي يراها الأمريكي للعرب أكثر سلبية وقتامة. خاصة مع ازدياد تحكم رءوس الأموال التي يمكن التعرف علي خلفياتها العرقية والسياسية في الإعلام الأمريكي, بشكل يفرض رقابة شبه صارمة علي أية محاولات لتقديم صورة إيجابية عن العرب علي الجانب الآخر من المحيط. تطرح كريدي في كتابها الذي ترجمته عن الإيطالية مروة علي فوزي توضيحا لأسباب ارتكان المجتمعات الاوروبية لصورة نمطية عن العرب وسكان الشرق الأوسط, تقول كريدي: إن الإسلام الذي يتم تصديره للغرب هو الإسلام المعادي للغرب والمسيحية, هذا الإسلام الذي يتبع منهج الحملات الصليبية البائدة في معاداتها للآخر وسعيها لإبادته والمصادرة علي حقه في حرية الاعتقاد والحياة. هذه الصورة السلبية التي صدرها إسلام( القاعدة) وجماعات الإسلام السياسي الشبيهة, تخفي عن المواطن الغربي الوجه المشرق للحضارة العربية التي تتسم بالتعددية والثراء. يضم الكتاب عددا من التحقيقات الصحفية التي أعدتها كريدي مستفيدة بخلفيتها المهنية حول قضايا الحجاب وارتباطه بالخلفيات الاقتصادية والثقافية في المجتمعات العربية, كما ترصد الحركات السياسية والمبادرات الشابة كحركة كفاية التي كانت طليعة العمل السياسي المعارض للتوريث والفساد بدءا من عام2005. بالإضافة لحركة التدوين المصرية التي اتسمت منذ بدايتها بمعارضة النظام ونشر الوعي ضد الفساد, ورصد الانتهاكات المتكررة من قبل الأجهزة الامنية وأجهزة الدولة الأخري ضد المواطنين خلال فترة حكم الرئيس المخلوع. كما تتناول كريدي في كتابها أثر الإنترنت في تغيير المزاج السياسي للشباب في العالم العربي وخاصة في مصر وتونس. واللافت أن كريدي انتهت من تأليف الكتاب قبل بدء الثورتين الشعبيتين اللتين أطاحتا بحاكمي مصر وتونس خلال أيام معدودة. وتتنبأ في كتابها, بأن الشباب العربي سيقود حركات سياسية قد تؤدي في النهاية إلي إنهاء الديكتاتورية في بلدانهم.