محيي الدين: الاستثمار في البشر أهم ما تملكه أي دولة تسعى للنمو والتقدم -(صور)    مدير تعليم القاهرة: لا تهاون في الصيانة واستعداد كامل لاستقبال الطلاب    انطلاق فعاليات جني القطن المصري "الذهب الأبيض" بالقنطرة شرق (صور)    "القومي للمرأة" يستقبل وفد زوجات الظباط الأفارقة    السفيرة الأمريكية تقود وفداً تجارياً إلى الموانئ المصرية    القمة العربية – الإسلامية فى الدوحة.. بين المُتاح والمأمول    نتنياهو يغيّر مسار رحلته إلى أمريكا بسبب المحكمة الجنائية الدولية وجرائم غزة    دبلوماسي روسي: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات معنا على مدار الساعة    كيف فشلت الرادارات الأعلى تطورًا في رصد الهجوم على قطر؟.. عماد الدين أديب يحلل    إسرائيل تجمد جميع أنشطتها الدبلوماسية حول العالم.. ما القصة؟    الحوثيون: مقتل 31 صحفيًا بهجوم إسرائيل على صنعاء الأربعاء الماضي    " الدب الداشر" على خُطى "شيطان العرب" .. الرياض تُلاحق واشنطن في عقوبات على الإخوان بالسودان بدلا من مليشيا التمرد    قرار صارم من إدارة الأهلي ضد اللاعبين بعد التعادل أمام إنبي    مشاهد مثيرة من مباراة الأهلى وإنبي.. فيديو    عمرو وردة: تعرضت لظلم وتجاهل كبير.. وأريد المشاركة مع مصر فى كأس العالم    احتجاجات مؤيدة لفلسطين تُربك "الفويلتا" وتحوّل ختامه إلى مشهد استثنائي    "بعد تعادل الأهلي".. أمير مرتضي منصور يثير الجدل بستوري على الإنستجرام    تفاصيل السيطرة على حريق داخل مستشفى أسوان الجامعى بسبب ماس كهربائى.. المحافظ: النيران التهمت أوراقا بمكاتب إدارية.. رئيس الجامعة: المعامل لم تتأثر ونقل 15 حالة للأدوار العليا ولا توجد خسائر بشرية.. صور وفيديو    رغم محدودية الحريق.. "أسوان الجامعي": نقلنا المرضى احترازيًا (صور)    قبل المحاكمة.. التسلسل الزمني لجريمة "العيش المسموم" بالمنيا (صور)    قبل تصنيعه موزاريلا.. ضبط طن لبن فاسد في أسيوط (صور)    متحدث "التعليم": انتهاء صيانة المدارس وإنشاء 7000 فصل جديد    محمد عادل حسني: تأهل منتخب الكرة للساق الواحدة لكأس العالم إنجاز غير مسبوق    قائد منتخب مصر لكرة القدم للساق الواحدة: حولت الابتلاء إلى قصة نجاح وأمل    لقاء الخميسي في الجيم ونوال الزغبي جريئة.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    "قصيرة وشفافة".. 25 صورة ل هيفاء وهبي بفساتين جريئة    محمود محيي الدين: النظام الاقتصادي العالمي انتهي ويجب تحييد السياسة لأجل الاقتصاد    مؤلف "أزمة ثقة" فى برنامج "لمن يهمه الفن": المسلسل تجربة شخصية فى الأساس    آمال ماهر: أغنية «حاجة غير» شبهي.. وحب الجمهور غذاني    التطعيمات والفيتامينات: درع وقاية من الأمراض الموسمية في المدارس    أخبار كفر الشيخ اليوم.. المحافظ يتفقد عددًا من المصانع بالمنطقة الصناعية بمطوبس    تفاصيل إصابة تامر حسني بكسر في القدم    موعد شهر رمضان 2026 وأول أيامه فلكيًا.. فاضل 156 يومًا    مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس تصلي على جثمان الكاتب الصحفي والمفكر الراحل سليمان شفيق    ما حكم عمل المقالب في الناس؟.. أمين الفتوى يجيب    محمود محيي الدين: «حياة كريمة» أفضل مبادرة في ال15 عامًا الأخيرة    محمد أبوتريكة: عصام الحضري أفضل من دوناروما    «رفع لافتة تشارلي كيرك على مبنى بلبنان».. حقيقة الصورة المتداولة    5 مشروبات دافئة تقوي المناعة وتخفف أعراض البرد    جامعة قناة السويس تستقبل وفد منطقة الوعظ بالإسماعيلية لبحث التعاون    حقيقة اقتحام الشرطة لمنزل سيدة بالمنوفية    مستشفيات سوهاج الجامعية تطلق نظام الحجز الهاتفي للعيادات الخارجية لتخفيف الزحام    «صلاح من بينهم».. أبوتركية ينتقد لاعبي ليفربول: «لابسين بدلة وبيلعبوا بالشوكة والسكينة»    شركة مياه الشرب تعلن عن وظائف جديدة بمحافظات القناة    توزيع حقائب مدرسية وأدوات مكتبية على الأيتام والأسر غير القادرة بمطروح    "فيشر موجود وأسد مش صح".. شوبير يكشف تحركات الأهلي في الساعات الماضية    تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 284 ألف مواطن ضمن "100 يوم صحة" بالمنيا    البنك الأهلي يساهم ب 60 مليون جنيه لصالح وحدة "الايكمو" من خلال لجنة زكاة طوارئ قصر العيني    حتى المساء.. أمطار غزيرة على هذه المناطق في السعودية    تأجيل محاكمة «موظف» متهم بالاختلاس في المنيا لدور نوفمبر    وزيرة البيئة تلتقي ممثلي الجهات المنظمة لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير    الصحة: إيفاد كوادر تمريضية لليابان للتدريب على أحدث الأساليب في التمريض    وزير الاتصالات يشهد تخريج أول دفعة من جامعة مصر للمعلوماتية    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعطيل العمل بالقسم القنصلي للسفارة المصرية بالدوحة    السيسي يؤكد أهمية تعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوفير فرص العمل في قطاع الطاقة الجديدة    «الإفتاء» تواصل عقد مجالسها الإفتائية في المحافظات حول «صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام»    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلب من حجر

أنا نفسي أشوفه بيتعدم زي ما قتل أمي واخواتي قدام عيني‏..‏ ده عمره ما كان أببهذه الكلمات بدأت الطفلة شيماء في سرد مأساتها لالأهرام المسائي والتي ماتت أمها وأخوها
وأصيبت هي وشقيقتها بطلقات نارية رابع أيام عيد الفطر علي ايدي والدها إبراهيم الهندي الرجل الخمسيني الذي يعمل مساعد شرطة في مجزرة بشعة لم تشهدها محافظة الدقهلية من قبل‏.‏ فقد عاشت هذه الأسرة التعيسة تحت وطأة جبروت أب مستهتر طامع وأم مغلوبة علي أمرها و‏7‏ أبناء لا حول لهم ولا قوة حيث كانت الأم والابناء يعيشون راضين قانعين بما قسمه
الله لهم رغم جحود أب يملك قلبا أشد قسوة من الحجارة‏.‏
كان الأب إبراهيم يمشي وسط الناس في خيلاء وتعال وكأنه يستطيع أن يخرق الأرض أو أن يبلغ الجبال طولا مستندا إلي علاقاته المتعددة ببعض الضباط ممن يرتبط معهم بعلاقات عمل وكان سليط اللسان تعود علي توجيه الشتائم والألفاظ النابية لزوجته وأولاده الذين كانوا يكرهون أفعاله تلك‏.‏
ولم يكتف الأب بذلك بل كان فاجرا كفارا فلم يصم يوما في رمضان ولم يصل لله ركعة بل الأدهي من ذلك أنه كان يمنع ابناءه من الصلاة والصيام حتي في يوم الجمعة لم يسع يوما إلي ذكر الله بل كان دائم التفكير في دنياه التي لهته ومنعته من القيام بأبسط واجباته تجاه أسرته وكان لا يجد حرجا في طلب الأموال من ابنائه كما ذكروا لنا في لقائنا معهم‏.‏
تقول شيماء الفتاة التي لم تبلغ الخامسة عشرة وهي تبكي بعد أن تملكتها الحسرة عندما سألناها ماذا حدث؟ أنا عايزة حقي وحق اخواتي بإعدام الراجل اللي اسمه إبراهيم الهندي أمام عيني لأنه ميعتبرش أب
وتضيف كان أبي سيئ التعامل معنا وكأنه عدونا وليس رب الأسرة فكان دائما جيبه فاضي ومفلس علي مدار الشهر وكان دائم الشجار مع اشقائي الكبار حافظ وشادي فالأول يعمل بالقاهرة والثاني ترزي وبالكاد يستطيعان توفير عيشنا وعيشهما وكان يتشاجر معهما لطلب الأموال منهما ويقول أنت ومالك لأبيك مش الدين قال كده وتضحك بسخرية وهي في حالة بكاء قائلة‏:‏ كان بياخد من الدين اللي يعجبه
وتكمل شيماء‏:‏ من أفعاله المشينة معنا أيضا انه قبل العيد بيوم سكب بنزين داخل المنزل وحاول اشعال النيران وأبلغ الشرطة التي أتت وألقت القبض علي شقيقي شيام بعد أن حرضهم ضده وخدع الشرطة وقال ان أخي اعتدي عليه رغم ان هذا لم يحدث ونال أخي ما نال من ضرب واهانة علي ايدي رجال الشرطة ممن يعرفهم أبي‏.‏
وأضافت انه طلق أمي واهانها ولم يكن أبدا الأب الحنون علينا نحن ابناءه‏.‏
كما أنه كان دائم الاعتداء علينا بالضرب ولم يكن يوفي بالتزاماته كأب من مشرب ومأكل وملبس بل بالعكس كان يأخذ النقود عنوة منا جميعا ففي يوم العيد أعطي‏40‏ جنيها لاخوتي ولكن سرعان ما أخذها عنوة منهم مرة أخري وكان يمنع اشقائي من الصلاة لأنه لم يكن يصوم ولا يصلي حتي صلاة الجمعة وكان يتحجج دائما بالتعب‏..‏
وكان يذهب إلي الأرض الزراعية المجاورة لنا ويجلس مع الناس ليأكل دون ان يدعوه أحد للطعام وفي يوم من أيام رمضان أجبرنا علي الافطار في منتصف الليل بعد أن أخذ طعامنا وألقاه في منور المنزل وذهب إلي خالي عصام الذي يعمل بالشرطة وقال له‏:‏ لو لقيتك واقف مع عيالي مرة ثانية ولا رايح لهم هاقتلك ورفع المسدس في وجهه وكان يمنعني من دروس القرآن وحفظه والمسابقات وكان يرفض دفع ثمن دروسي والتي كان يدفعها اخوتي وفي احدي المرات أجبر شقيقتي رانيا التي تبلغ من العمر‏15‏ سنة ان تحمل محصول الذرة علي رأسها إلي ان سقطت علي ظهرها‏3‏ مرات في الترعة اثناء عبورها ولم يرحم توسلاتها في أن يعفيها من الأمر‏.‏
وتضيف الطفلة المكلومة كنت بحب بابا زمان بس دلوقتي خلاص بعد اللي عمله انا عايزاه يتعدم وعايزة حقي
وبدأت شيماء في تذكر ما حدث ليلة الحادث وهي تراقب حركة غراب بالمصادفة فوق احدي أشجار النخيل أمام نافذة المنزل وقالت‏:‏ في يوم الجمعة رابع أيام العيد استيقظنا من النوم وكنا نستضيف اصهار شقيقي شيام هذا اسم أخيها قال المجرم أنا رايح المستشفي وذلك بعد ان ارتدي جلابية بيضاء فرد عليه أخي شيام وقال له اجي معاك يابا فرد لا هروح لوحدي ومش هروح الشغل النهاردة لاني تعبان
وتكمل شيماء بانه عندما خرج اثناء صلاة المغرب عاد ليلا حاملا بين طيات ملابسه كيسا أسود كان يحاول اخفاءه وأغلق باب المنزل بالمفتاح ودخل غرفته ومكث بها دقيقة وخرج منها متوترا وكنت حينها جالسة علي السلم في الدور الأرضي بجوار أمي ومحمد وشيام بينما كانت شقيقتي رانيا وكريمان نائمتين وفوجئنا به يخرج علينا شاهرا مسدسه في وجوهنا وأطلق الرصاص علي أخي شيام واصابه برصاصة في الرأس وعلي الفور دون أن ندري قفزنا أنا وأمي بعيدا إلي الطابق الخامس من شدة الخوف لان منظره كان مخيفا وحاول أخي المصاب ان يلحق بنا إلا انه فشل وسقط غارقا في دمائه أمام شقة أخي حافظ في الدور الثالث وأخبرت أمي حينها بوجوب الاختفاء منه وردت هي بانه سينال منا مهما حدث وتركتها أنا في تصرف لا ارادي سريع واختبأت وسط بعض ركام المنقولات القديمة علي السطح ولكنه لحق بنا وأصر علي قتلنا بسلاحه الميري وواجهنا قائلا تعالي هنا وأقفي مكانك فأسرعت للاختفاء خلف والدتي وفجأة صوب المسدس نحونا وخرجت طلقة واستقرت بصدري وسقطت علي الأرض وتظاهرت بأنني لفظت انفاسي وبقي وجها لوجه هو ووالدتي التي أخذت تتوسل إليه لكي لا يقتلها وهي تقول له حرام عليك ولكنه أطلق عليها الرصاص بدم بارد إلي أن سقطت واصابها بعدة طلقات في الرأس والصدر والبطن‏.‏
وبعد أن تأكد من قتلي وقتلها تركنا وهرع مرة أخري للدور الأرضي وزحفت رغم الألم إلي أن وصلت إلي أمي فوجدتها تتألم بشدة وتلفظ أنفاسها الأخيرة وسمعت أصوات شقيقاتي البنات وهن يصرخن‏.‏
حينها أطلق الرصاص علي شقيقي محمد واصابه في رقبته وبعد ذلك توجه إلي سطح المنزل وأخذ يطلق الرصاص في الهواء ابتهاجا بما فعله‏.‏
وكان شقيقي شادي في أحد الأفراح وكنت خائفة جدا بعد ان حملوني علي دراجة نارية إلي المستشفي ودائما ما يأتيني قلق وخوف وأنه يمكن ان يأتي إلي ويقتلني بالمستشفي‏.‏
وكنت أتمني أخذ الطبنجة منه واطلاق الرصاص عليه كما فعل معنا ولكن لم استطع وكل ما اتمناه الآن هو أن يكرمني الله بالشفاء واخرج من المستشفي وأقف من جديد علي قدمي‏.‏
بينما يقول حافظ‏23‏ سنة عامل ابن المتهم‏:‏ نحن‏7‏ اشقاء وقد قتلت أمي زينب النبوي عثمان‏51‏ عاما وأخي الأكبر شيام‏27‏ عاما وقتل محمد‏19‏ عاما وشيماء‏13‏ عاما ونجي الله اخوتي كريمان‏20‏ عاما ورانيا‏15‏ عاما وشادي‏22‏ عاما ترزي
وكنت حينها في القاهرة واتصل أقاربي وأبلغوني بالواقعة وأن القاتل وهو للأسف أبي اعتاد علي اطلاق الرصاص علينا مستغلا عمله كشرطي ومعرفته الوثيقة بالضباط بمباحث أجا ويوم الواقعة هدد شادي وشيام وخاف شادي الذي نصح شيام بترك المنزل لكي لا يتمكن منهما فرد عليه شيام بكل براءة قائلا له ده أبونا وهو طول عمره بيقول كدة
فترك شادي المنزل بعد أن أدخل الموبيليا في شقته والله أعلم أننا تعبنا لنقتات لقمة العيش حيث عاش شيام‏3‏ سنوات في ليبيا عمل كل أنواع العمل ليحصل علي النقود‏.‏
وكان يقوم بتحويل مبالغ مالية لنا لكي نعيش ونصرف ونبني البيت واستطعنا بناء المنزل المكون من‏4‏ طوابق وسطح وأرض المنزل ملك جدي لأمي وتبرع بها لنا‏.‏
وقبل العيد ذهب والدي مع أخي شيام وحددا ميعاد فرحه وقال له أبي مهددا والله ما هيتعملك فرح إلا اما تكتبوا نصف البيت باسمي وذلك لأنه كان يريد الزواج من امرأة أخري‏.‏
وللأسف أقاربنا من ناحية الأب يتجاهلوننا ولا يسألون عنا وهو السبب في هذه المقاطعة وأؤكد أنه كان بكامل قواه العقلية أثناء ارتكابه الجريمة وقام بالتدبير لها حيث أنه لا يتعاطي أي نوع من المخدرات وكان يعمل بنظام نصف يوم عمل ويوم كامل راحة ويقوم بتسليم سلاحه الميري قبل عودته للمنزل‏,‏ ويضيف لكن السؤال الذي لم أجد له اجابة كيف استطاع والدي أن يتسلم عمله في يوم الحادثة وهو يرتدي الجلباب؟


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.