الدلتا للصلب أحد أقدم مصانع الحديد والصلب الحكومية في مصر حيث يتجاوز انشاؤه50 عاما ومنذ ذلك الحين وحتي الآن والمصنع لم يطور نفسه ويعمل بالطرق القديمة التي تلوث البيئة وتخرج سمومها يوميا لتهدد صحة حوالي مليوني مواطن من أبناء مدينة شبرا الخيمة. فالأدخنة والنيران اليومية التي تخرج منه يشاهدها أبناء القليوبيةوالقاهرة معا لوقوعها علي ترعة الإسماعيلية بمسطرد في الحدود مع القاهرة ونتيجة لعدم وجود فلاتر تمتص الأدخنة والغازات السامة الناتجة عن إعادة تصنيع الحديد مرة أخري.. فان المداخن التي تعلو أفران الصلب تظل تخرج سمومها في سماء المنطقة لتصيب السكان بكوارث صحية. والغريب أن هذا المصنع الحكومي صدرت له العديد من المخالفات البيئية وقرارات بالغلق لمخالفته اللوائح والقوانين البيئية.. إلا أن مسئولي هذا المصنع مازالوا يضربون عرض الحائط بكل القوانين سواء من مسئولي المحافظة أو جهاز البيئة بالقليوبية.. بل ان بعض مسئولي المصنع عللوا عدم الاقتراب من المصنع..( بانه محمي من الحكومة ولا يمكن الاقتراب منه).. فهل يتحرك مسئولو حكومة ما بعد الثورة لتطهير الفساد والإهمال بتلك المصانع.. وهل تتحرك محافظة القليوبية لحماية ابنائها من التلوث القاتل.. الإجابة وحدها تملكها وزارة البيئة والحكومة المركزية ومحافظة القليوبية. وقد عبر بعض مواطني القليوبية عن خطورة وجود هذا المصنع وسط الكتلة السكنية مما يصيبهم وأطفالهم بأمراض عديدة يقول سامي أبوعقدة رئيس مجلس إدارة مركز شباب الحرية والسماع بحي شرق ان سكان المنطقة يعانون منذ سنوات طويلة من السحب والأدخنة الكثيفة والسامة التي تغطي سماء مسطرد وشبرا الخيمة التي تخرج من أفران الحديد بمصنع الدلتا للصلب ويراها القادمون من القاهرة إلي القليوبية, وقد تم تقديم العديد من سكان المنطقة للشكاوي ضد المصنع مطالبين بتوفيق أوضاعه أو إغلاقه نظرا لخروج أدخنةسامة مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الهيدروجين وتعرض السكان لأمراض سرطانية وصدرية خطيرة.. موضحا أنه سبق تشكيل لجنة من المحليات وجهاز شئون البيئة بالمحافظة لمعاينة المصنع وطالبت اللجنة بهدم وإزالة المصنع القديم وإعادة تجديده وتركيب فلاتر جديدة تمتص هذه الأدخنة السامة وبما لا يضر البيئة بالمنطقة. ويضيف المهندس خالد خلاف أعمال حرة أن مصنع الدلتا للصلب يمثل تحديا صارخا للقانون لان أحدا من أجهزة الدولة المسئولة عن تحرير المخالفات ورصدها لم يتخذ قرارا حاسما للمصنع إما بإيقافه تماما عن العمل حرصا علي سلامة وصحة المواطنين.. أو توفيق أوضاعه بيئيا والتأكد من تنفيذه لكل الاشتراطات البيئية, فإذا كانت هناك مجاملات للمحسوبية وفساد في العصر والحكومات السابقة فهل تستطيع حكومة الثورة التي حاربت الفساد اقتلاع جذور الاهمال في تلك المصانع التي تتحدي القانون وتخرج لسانها للجميع, فالمواطن البسيط يريد أن يلمس علي أرض الواقع أن هناك تغيير قد حدث بعد ثورة25 يناير وأن الأفضل هو القادم وان القادم يختلف تماما عن السابق في فساده ومخالفاته. أما نادية عبدربه ناشطة سياسية بحزب الوفد فقد أكدت أن مصنع الدلتا للصلب كان في العهد السابق من المحرمات الممنوع التحدث عنها وينطبق عليه( ممنوع الاقتراب أو التصوير) دون سبب واضح فهل هي حماية حكومية من مسئول ما أم هي حماية خاصة وفي النهاية لم يعلم أحد السر في الصمت الرهيب علي مخالفات الدلتا للصلب.. وحتي عندما تقدم العديد من أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة من جميع الأحزاب بطلبات احاطة.. كانت تشكل لجانا وهمية تنتهي بكلمة شهيرة( نري توفيق الأوضاع) ولم يكن هناك قرار حاسم بوقف الأدخنة السامة من مصنع الدلتا للصلب.. ولكن الآن ومع حرية الرأي نطالب بقرارات حاسمة إما بالغلق أو التطوير.