تقدم الدكتور جمال زهران، عضو مجلس الشعب، باستجواب ضد كل من الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، وماجد جورج، وزير البيئة، وعبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية، لموافقتهم علي إعطاء التراخيص اللازمة لإنشاء مصنع تكرير المازوت بمسطرد الملوث للبيئة، علي حد قوله، مطالبا بنقل المصنع إلي مكان غير آهل بالسكان. وقال النائب، في تصريحات خاصة، إن المصنع الجاري إنشاؤه يعتبر إهدارا رسميا للمال العام ومحاولة للتزاوج بين القطاع العام ومستثمرين ممولين من البنك الدولى، كما أنه يعتبر قنبلة موقوته تهدد منطقة مسطرد والخصوص بالقليوبية وسوف تمتد آثاره الصحية الضارة إلي سكان نصف القاهرة (المطرية وعين شمس، وحلمية الزيتون، والنزهة، ومدينة السلام، وتوابعها). وطالب النائب بضرورة وقف العمل في المشروع فورا، مؤكدا أنه لن يسكت عن جريمة الإبادة الجماعية التي سيتسبب فيها المصنع، علي حد تعبيره. وأضاف زهران: «منذ أن تم الإعلان عن توقيع عقود إنشاء المصنع، بدأت موجة عارمة من الرفض الشعبي من الأهالي والذين يبلغ عددهم في تلك المنطقة نحو مليوني مواطن، فقاموا بعدد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات المناهضة للمشروع، وتقدموا بشكاوي رسمية ومراسلات للعديد من الجهات المسئولة للمطالبة بنقل المصنع بلا استجابة. من ناحية أخري أكدت دراسة لمركز البحوث والدراسات البيئية بجامعة عين شمس أن إقامة المصنع في هذه المنطقة يحمل مخاطر شديدة علي صحة المواطنين نظرا للكثافة السكانية الكبيرة فيها، لافتة إلي أن هذا الأمر يحتاج إلي معالجات بيئية ضخمة بتكاليف باهظة وتكنولوجيا حديثة غير متوافرة، وإعادة تأهيل المنطقة بيئيا، وهي الأمور غير المتوافرة والتي لم تقم بها الشركة المقيمة للمشروع. وقالت الدراسة إن إقامة المصنع ستؤدي إلي ارتفاع تركيزات المركبات العضوية الكلية في المنطقة عن الحدود المسموح بها في القوانين العالمية حسب قياسات جهاز شئون البيئة، وذلك حيث تعاني المنطقة من التلوث بالفعل بحكم وجود عدد من المصانع، مشددة علي أن الرياح السائدة علي القاهرة هي شمالية غربية مما سيؤدي إلي اتجاه الانبعاثات الناتجة من عمليات التصنيع إلي مناطق شرق القاهرة المأهولة بالسكان مهما كان ارتفاع المداخن المستخدمة، كما أن عملية سحب المياه من ترعة الإسماعيلية والتي تقدر ب655.000 متر مكعب يوميا لاستخدامها في عمليات التبريد تمثل نسبة لا يستهان بها مما سيؤدي إلي نقصان كمية المياه المستخدمة في ري الأراضي الزراعية خصوصا في فصل الشتاء علاوة علي نشر الأمراض السرطانية بين المستخدمين لمياه الترعة في الزراعة والشرب نتيجة صرف مياه المصنع المحملة بمواد التصنيع الخطرة في الترعة.