بمحطة مترو العتبة تجد معرض شعبي فرض نفسه بقوة رغما عن أنف المسئولين ونجح في خطف الأضواء من محال وسط البلد بالمناسبات خاصة لشراء ملابس العيد نتيجة انخفاض الأسعار به وتنوعها. فهو يحتوي علي كل المنتجات التي يمكن أن تتصورها فوجودهم له شكل مختلف تماما ووجودهم لا يقتصر علي مداخل المحطة فقط ولكنه ممتدا علي طول السور المجاور للمحطة وهناك يعرض الباعة بضائعهم معلقة علي الأسوار والأشجار ولم يكتفوا بذلك لفرض نشاطهم خاصة بعد أن اعطاه المواطنون الشرعية بالاقبال عليه. حيث قاموا بسرقة تيار كهربائي لاشعال لمبات للاضاءة ليلا, ونظرا لحرارة الشمس قاموا بنصب شمسيات لتعمل كمظلات لحمايتهم من الجو الحار حتي تحول المشهد اشبه بالمخيمات. ملابس..أحذية...لعب أطفال...مستلزمات المنزل هنا بالعتبة يباع كل شيء فالسوق لا يعرف التخصص فكل ما يمكن أن تتصوره تجده هناك وتصل إلي بيع الفاكهة والخضراوات ولأن السوق يحتوي أيضا علي ملابس بأسعار معقولة فيتوافد الألاف يوميا علي سوق العتبة لشراء مستلزماتهم قبل العيد توافدت العديد من الأسر المصرية علي سوق العتبة لشراء ملابس العيد ورصدنا رواج حالة البيع والشراء التي غابت عن محال وسط البلد رغم الاعلان عن الاكازيون الصيفي الذي ظل طوال الشهر الماضي لم يجد زبائن تعوض أصحاب المحال خسارتهم التي تعرضوا لها رغم قرب السوق من وسط البلد, اما الحال بسوق العتبة فمختلف تماما, فالباعة هناك يفرضون نشاطهم بالقوة وسيطروا علي كل المساحات المحيطة بالمكان ليصبح من الصعب أن تجد لقدمك مكانا وسط وجود هذا الكم الهائل من الباعة. والطريف في الأمر أن المقاعد التي من المفترض أن يستخدمها المواطنون للاستراحة تم السطو عليها من قبل هؤلاء الباعة رغم أنها تحمل جمل مع تحيات وزارة الداخلية من أجل راحة المواطنين فلم تكن تعلم وزارة الداخلية أن يصبح الأمر من أجل عذاب المواطنين وليس لراحتهم. بمداخل المحطة الوضع لا يختلف كثيرا عن خارجها فالباعة يفترشون المداخل مما جعل المحطة تختفي معالمها ورغم مطالبة الإذاعة الداخلية بعدم التعاطف مع الباعة فإنك تجدها بواد وحركة البيع بواد أخر فغزو الباعة لا يمكن أن يتصوره آحد ورواج حركة البيع والشراء بعيد عن أي ظروف اقتصادية. ورغم دخول محطة مترو العتبة بالمرحلة الثالثة لمترو الأنفاق ومن المقرر افتتاحها قريبا فإنها لم تسلم من وجود الباعة, حيث يحتلون مداخل وأحواش المحطات وصولا لعربات المترو حتي أصبح عدد الباعة أكثر من عدد المتوافدين يوميا من المواطنين. تتراوح اسعار الملابس بين20 جنيها إلي35 جنيها للتي شيرت و60 جنيها للبنطلونات وبجود العربات بطول الشارع لتشعر بأن لا نهاية لوجودها من أمام عربة لبيع الملابس رصدنا حالة البيع والشراء وقابلنا السيدة فايزة التي جاءت للسوق لشراء احتياجاتها لأبنائها الخمسة وقالت إن السوق يحتوي علي كل شيء وبأسعار منخفضة, مما اتاح لها شراء مستلزماتها بأقل الأسعار لكل أبنائها. وتري أن وجود هذا السوق يوفر علي الأسر البسيطة شراء مستلزماتها خاصة مع الظروف الاقتصادية التي تعاني منها الأسر, وهو مايجعل المواطنين يقبلون علي الشراء من الباعة دون النظر إلي الجودة. اما حامد شكري الذي جاء للسوق لشراء مستلزمات لمنزله فاعرب عن عدم اهتمامه بتواجد الباعة بهذا الشكل خاصة وأنه يحرص يوميا علي شراء مستلزماته من هذا السوق لقرب سكنه من السوق مؤكدا أن وجودهم أصبح أمرا طبيعيا وواقعا لا محال منه بكل الميادين والشوارع واقبال المواطنين عليها يشجع وجودهم بهذا الشكل. ولكنه يري أن تواجدهم بهذا الشكل يعوق حركة المشاة ويغتال حقهم في العبور لاستقلال مترو الأنفاق ولكن الباعة يختاروا مثل هذه الأماكن لاعتبارها من الأماكن الحيوية والتي يقبل ويتردد عليها يوميا وبالتالي فرصة جيدة لهم لعرض بضاعتهم. وتحدثنا لبائع الأحذية هناك الذي يفترش المكان يوميا ويحرص علي الوجود في الصباح الباكر للحاق بالموظفين ويظل حتي ساعات متأخرة, مؤكدا أن الفترة الماضية رغم أنه يبدو هناك رواج لحركة البيع والشراء ولكن حركة البيع والشراء انخفضت بشكل ملحوظ بعد الثورة ولكنها انتعشت قليلا لشراء مستلزمات العيد ويحاول رب الأسرة أن يدخل الفرحة علي جميع أفراد اسرته رغم اي ظروف. ويضيف أن في السابق كانت هناك مواجهات مع البلدية ولكن الآن لا توجد مضايقات, مطالبا بتقنين أوضاعهم والاعتراف بهم ليمارسوا عملهم دون أي مشاكل. بسوق العتبة شعرنا بفرحة العيد بتوافد الأسر عليه لشراء مستلزماتهم ولكن هذا لا يمنع من أنه سوق لايعرف القانون مع سطوة الباعة علي المنطقة دون مراعاة لحق المشاة أو حركة المرور ولكن هذا يضع الحكومة أمام تحدي قوي لتقنين أوضاع هؤلاء الباعة خاصة باعتبارها طوق نجاة للأسر.