يقف صائما منذ الخامسة صباحا ولمدة تزيدعلى 7ساعات فى جو الفرن الحارلخبز العيش.. لا يعرف الكلل ولا يشتكى حاله لأحد بل يحمد الله الذى أعطاه الصحة والعافية ليكسب قوته من عرق جبينه ويكفل لأسرته حياة كريمة . يروى شعبان أبو عمران 34 سنة ، ابن قرية مشطا بمحافظه سوهاج ل «الأهرام المسائى» أنه ترك المدرسة فى المرحلة الابتدائية واستكمل العمل فى مهنة الفران وبمرور السنوات تزوج وأصبح مسئولا عن أسرة . ويقول : «خرجت من المدرسة واشتغلت مع أشقائى لمساعدة أسرتى الكبيرةوكان أول أجر لى فى الفرن جنيهين .. وأصبح أجرى الآنما بين 100إلى 120جنيها فى اليوم«.وخرج صوته مليئا بالشجون وهو يقول : » أعمل فرانا منذ أن كانعمرى10 سنوات وهى المهنة التى تعلمتها من أشقائى ولا يمكن ان أعمل فى غيرها ولكنى أحببتها لأنها مهنة إنسانية فى المقام الأول .. ولا أشعر بمتاعب الصيام أو شدة العطش وأشعر بسعادة داخلية لأنى أعمل لكى أوفر الخبز للصائمين وأحتسب أجرى عند الله .. حيث أبدأ عملى عقب صلاة الفجر وأحيانابعدالساعةالعاشرةحسب مواعيدالتشغيلفىالشهرالكريم حيث أقوم بتسخين الفرن وضبط حرارته واختباره من خلال إدخال عدد من الأرغفة به حتى أطمئن من ضبطه بالشكل الذى يمكننى من تجهيز الخبز الجيد والمطابق للمواصفات والتقليل من الفاقد الذى يتسبب فى خسارة بعد تطبيق نظام الصرف بالبطاقات الذكية . ويضيف بصوت تملؤه الحرارة :العمل فى شهر مضان يحتاج إلى عزيمة فولاذية خاصة واننى أواجه حرارة الفرن وحرارة الجو معا ومع ذلك أحمد الله على صيامى الشهر الكريم طيلة حياتى ولم أستخدم الفتاوى التى تبيحلى الإفطار وقضاء أيام الصيام فى أوقات أخرى لأن صيام رمضان له طعم آخر عن بقية الشهور ولانى أعلم بان اجرى مضاعف مع كل قطرة عرق خاصه وانى ليس لى دخل آخر سوى مهنتى كفران والتى أتكسب منها قوت يومى . وعن مخاطر المهنة يشير شعبان إلى أنه يتعرض للكثير من المخاطر نتيجة الوقوف لساعات طويلة امام الفرن خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة فى الصيف و الصيام الذى يؤدى إلى الشعور بالتعب و الارهاق،كما أن النظر لنار الفرن تصيب الفران بضعف البصر وحساسية الصدر من الدخان المنبعث نتيجة احتراق الردة والتى قد تتطور إلى الاصابة بمرض الربو كما ان التواجد فى الجو الساخن داخل المخبز ثم الخروج الى الجو الطبيعى يجعل الفران عرضة للاصابة بنزلات البرد المتكررة . وقال : مهنتناورثناها من آبائنا وأشقائنا ونعشقها بكل متاعبها. وعن أمنياته قال انه يتمنى أن يديم الله عليه الصحة والستر ويعمل حتى آخر يوم فى حياته وان يتقبل الله صيامه ويجعل أجره مضاعفا، لأنه يعلم حجم المشقة التى يعانيها فى عمله اليومى .