«ومن آياته منامكم بالليل والنهار...» (سورة الروم آية23) قبل أن نتعرف على نعمة النوم علينا أن نعرف ما هو ضدها إنها اليقظة، ففى القاموس (يقظ من نومه) أى صحا وتنبه للأمور وفطن أو هى خلاف النوم. ويعتبر الحفاظ على اليقظة عاملا معقدا جداً، حيث يتطلب باستمرار دخول إشارات حسية من أماكن مختلفة إلى المخ مع وجود الانتباه والذاكرة والإحساس والاستقبال والعاطفة والغريزة والإرادة واللغة وهذه الوظائف العليا للمخ والتى تعطى الانتباه للعالم الخارجى هى أساس التفاعل والتأقلم مع البيئة. وفى أثناء اليقظة ينبغى أن تكون هناك بوابات عصبية مفتوحة لاستقبال النبضات الحسية وإرسال النبضات الحركية وينبغى أن يكون المخ يقظاً ومتفاعلاً لاستقبال وإرسال تلك النبضات، وفى اليقظة أيضاً تكون هناك القدرة على الحكم على الأشياء والقدرة على ضبط وضع الجسم. وهناك مراكز مهمة للحفاظ على هذه اليقظة مثل مركز لوكس سريولس والموجود بقناة فارول وكذلك مناطق(A1-A4-A6-A7) والموجودة بقناة فارول والنخاع المستطيل والمنطقة (A1-A3) والموجودة فى جذع المخ ومنطقة A5-A7)) والموجودة فى جذع المخ والحبل الشوكى. وفى أثناء اليقظة يتميز رسم المخ بوجود موجات بيتا ((Beta وسرعتها أكثر من 13 موجة فى الثانية.وفى أثناء اليقظة يتم باستمرار إفراز كميات ثابتة من مواد تساعد على اليقظة هى نورأدرينالين- سيروتونين – أستيل كولين – هستامن – جلوتاميت. مادة نورأدرينالين: يتم إفرازها من مجموعة خلايا فى قناة فارول تسمى لوكس سريولس وهو أهم مركز مسئول عن اليقظة وهذا المركز الخطير يتصل بمراكز الإحساس بجذع المخ والحبل الشوكى كما يتصل أيضاً بالقشرة المخية والمخيخ ومنطقة المهاد البصرى، مادة سيروتونين: يتم إفرازها من مراكز عصبية تمتد بين النخاع المستطيل والمخ الأوسط، مادة أستيل كولين: يتم إفرازها بكميات تكفى الحركة العضلية أثناء اليقظة ويتم إفرازها بكثرة أثناء النوم وأهم مراكز إفرازها مركزين موجودين بقناة فارول. وفى أثناء اليقظة الهادئة يتم إفراز مادتى نورأدرينالين وسيروتونين ببطء بينما يزداد إفرازها بشدة أثناء الانفعالات العصبية الشديدة. وأما النوم فله نوعان الأول المصاحب بموجات المخ البطيئة والثانى والمصاحب بحركة العينين السريعة وتتبادل اليقظة مع هذين النوعين من النوم تحت تأثير عدة مراكز عصبية هامة، Supra chiasmatic N: والموجود بمنطقة تحت المهاد البصرى وهى المسئولة عن الساعة البيولوجية للنوم واليقظة، منطقة المهاد البصرى والقشرة المخية، حيث يبدأ النوع الأول من النوم عن طريق تثبيط هذين المركزين. مراكز إفراز سيروتونين والموجودة بالنخاع المستطيل وتفرز مادة السيروتونين والذى لها دور هام فى اليقظة، GABA-ergic N، والموجودة فى منطقة تحت المهاد البصرى وتؤدى إلى تثبيط المراكز المنشطة لليقظة بجذع المخ وبالتالى تؤدى إلى النوم. Cholinergic N: وتفرز مادة أستيل كولين وموجودة بجذع المخ وتنشط القشرة المخية والمهاد البصرى أثناء النوع الثانى من النوم حيث تفرز بكثرة وأما أثناء اليقظة فتفرز بكمية تكفى للحركة العضلية. Noradrenergic N: وتفرز مادة نور أدرينالين وأهمها مركزلوكس سريولس وهو أهم مركز للحفاظ على اليقظة. وهكذا يتضح أن النوم واليقظة ليست عملية هينة وإنما عملية معقدة جداً يتحكم فيها عدد كبير من المراكز العصبية. وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى كتابه الكريم فى سورة الروم آية23 «ومن آياته منامكم بالليل والنهار....».