«ومن آياته منامكم بالليل والنهار ..» (الروم: 23) النوم نعمة كبرى من نعم الله سبحانه وتعالى للإنسان ولمعرفة ذلك فهل يستطيع الإنسان أن يحرم نفسه من النوم عدة أيام، ويرى ماذا يحدث له، وبطريقة أخرى ما هى أمراض النوم التى تصيب الإنسان؟ إن من أمثلتها: نقص النوم: وينشأ من زيادة فراز رمونات اليقظة مثل نورأدرينالين وسيروتونين، مما يؤدى إلى زيادة الضغط النفسى والعصبى وأمثلة ذلك والذى يعرفه أغلب الناس ما يحدث من الأرق وقلة النوم ليلة امتحان أو عند حودث صدمات نفسية. زيادة النوم: وينشأ من نقص هرمونات اليقظة ويكون فيها سرعة إحداث النوم المصاحب بحركة العينين السريعة ويمكن علاج هذا المرض ببعض الأدوية مثل التى تزيد إفراز هرمون نورأدرينالين أو التى تقلل مادة أستيل كولين. أمراض النوم الحركية: وهى أمراض تتميز بزيادة الحركة أثناء النوم ومن أمثلتها الكلام أثناء النوم ويسمى ومن أمثلتها مرض طحن الأسنان أى الحركة الشديدة للأسنان على بعضها محدثة صوتا شديدا، وهكذا يتضح أن للمخ دورا مهما فى أمراض النوم ولكن هل ينام المخ أثناء نوم الإنسان أم لا؟ وقد تم اكتشاف رسام المخ الكهربائى (EEG) عام 1928 على يد عالم النفس الألمانى أدولف برجر وهذا الرسام الكهربائى للمخ أثبت أن المخ لا ينام أثناء نوم الإنسان بل يقوم بدور عجيب فى إحداث النوم بنوعيه (REM SW) وإحداث اليقظة وعند تسجيل هذه الموجات وجد منها: موجات بيتا: وتحدث فى أثناء اليقظة مع التركيز والعينان مفتوحتان ومعدل هذه الموجات أسرع من 13 ذبذبة/ثانية. موجات ألفا: وتحدث فى أثناء اليقظة مع التراخى والعينان مغلقتين بذبذبة قدرها من 8-13 ذبذبة/ثانية وتتحول إلى موجات بيتا نتيجة للمؤثرات الخارجية والداخلية. موجات ثيتا: وتحدث بذبذبة قدرها 4-7 ذبذبة فى الثانية وتحدث فى المرحلة الأولى من النوع الأول من النوم (SW) وتستبدل على فترات بموجات النوم المغزلية بمعدل من 12-14 ذبذبة فى الثانية ويكون النوم فى هذه المرحلة ضعيفا مع فقد الانتباه وسرعة الإيقاظ بمؤثرات متوسطة الشدة. موجات دلتا: وهى موجات عالية الفولت بطيئة وتكون أيضا مصاحبة مع موجات ثيتا وذلك فى المرحلة الثانيةمن النوع الأول من النوم وتحتاج إلى مؤثر أشد من المرحلة السابقة للإيقاظ من النوم ومع الدخول فى المرحلة الثالثة والرابعة يقل معدل موجات ثيتا ودلتا إلى أقل من 4 ذبذبة فى الثانية ويزداد عمق النوم ويحتاج الإيقاظ من النوم إلى مؤثر أقوى من السابق ويكون ذلك مصحوبا بالنقص فى معدل ضربات القلب والتنفس والضغط ومستوى التمثيل الغذائي. وتصل أعمق درجات النوم فى النوع الثانى من النوم (REM) وتكون موجات المخ فيه مشابهة للموجات الموجودة أثناء اليقظة وهى موجات بيتا مع وجود موجات مشابهة لأسنان المنشار ويصعب الإيقاظ من هذا النوع من النوم إلا بمؤثر قوى جدا. وهكذا يتضح أن النوم نعمة كبرى وأن الإنسان ينام والمخ لا ينام بل يقوم بتوفير هذا النوم للإنسان بملايين التفاعلات الكيميائية، هذا ولم تكن هذه المعلومات معروفة بتلك الدقة إلا بعد التقدم العلمى الكبير فى علم الفسيولوجيا منذ عدة عقود، وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى سورة الروم آية 23 «ومن آياته منامكم بالليل والنهار ....».