( النوم المرضى ) و هو اضطراب يطرأ على حالة اليقظة، و يُعرض الفرد لهجمات من النوم الذى لا يمكن مقاومته طوال فترة النهار. و الناركوليبسيا لا تعد من الأمراض الشائعة، و هى تنتشر فى أسر معينة و لذا بعض العماء يظنون أن هناك استعداداً وراثياً لها . أعراض الناركوليبسيا : * يتعرض الإنسان خلال اليوم لهجمات من النوم الذى لا يمكن مقاومته، و التى يمكن أن تتكرر عدة مرات يومياً و نجد الشخص ينام لفترات قصيرة – أقل من 15 دقيقة – ثم يستيقظ ثانيةً و هو فى غاية النشاط والحيوية و تعد هذه الهجمات هى أبرز أعراض الناركوليبسيا. * و هذه الهجمات لا تؤثر فقط على حالة اليقظة بل تؤثر أيضاً على نوم الإنسان بالليل. * و تعد خطورة هذه الهجمات هى أنها من الممكن أن تقع فى أى وقت ، كأن تقع أثناء قيادة السيارة أو أثناء الأكل أو أثناء معاشرة الرجل لزوجته ، و هذا من شأنه أن يؤدى إلى مشاكل عديدة. * و الشىء المؤسف حقاً أن كثير من الناس يعتبر هذه الأعراض دليل على الكسل والخمول، دون أن يفكر فى أن هذا الشخص مريض ويحتاج إلى علاج، وبهذا يواجه المريض انتقادات كثيرة تمثل عبئاً عليه بجانب مرضه الأصلى. * ضعف أو شلل فى العضلات: يتعرض حوالى 50% من مرضى الناركوليبسيا إلى نوبات مفاجئة من ضعف أو شلل بالعضلات ، و تستمر هذه النويات لفترة قصيرة جداً تتراوح ما بين ثوانى إلى دقائق قليلة و يكون المريض واعياً و مدركاً لما حوله، و ما إن تنتهى هذه النوبات حتى يعود المريض إلى حالته الطبيعية. * ربما أدت هذه النوبات من ضعف العضلات إلى عدم قدرة الشخص على الوقوف على ساقيه فتجده يخر بسرعة على الأرض أو يتكلم كلاماً غير مفهوم. * و مما يؤدى إلى حدوث هذه النوبات تعرض المريض للإنفعالات القوية كالغضب ، و الضحك ، و النشاط الرياضى، والإثارة الشديدة، و المعاشرة الزوجية، الخوف، الفرح .... إلى غير ذلك (وهذا يحدث لمن يعاني من هذا المرض فقط). * وجدير بالذكر أيضاً أن الأصحاء يشعرون بضعف فى الركبتين عند سماع خبر سىء أو الفرح الشديد ... الخ، فيبدو وكأن هذه الإستجابة موجودة عند جميع الناس ولكنها تزداد ازدياداً ملحوظاً عند مرضى الناركوليبسيا بالشكل الذى يجعل المريض يخر ساقطاً على ركبتيه. * وتعد هذه النوبات من العلامات المميزة لمرضى الناركوليبسيا بشكل يجعلنا نشخص المرض بإطمئنان و هدوء تامين. شلل النوم * وفى هذه الحالة يشعر المريض بشلل تام أو جزئى لفترة قصيرة جداً قد تستغرق ثوانى قليلة أثناء الإستيقاظ من النوم و أحياناً عند الدخول فى النوم، و يكون المريض واعياً و لكنه لا يستطيع أن يتحرك أو أن يفتح عينيه، و يقل هذا الشعور بأن يلمس شخصٌ آخر المريض أو أن يتعرض لأى مؤثر خارجي آخر. * يحدث هذا الشعور قلق و خوف شديد عند المريض. * ومن الجدير بالذكر أن شلل النوم يحدث لدى الأصحاء و لكنه يزيد بشكل ملحوظ عند مرضى الناركوليبسيا. مثال : مريض ( م ) كان يشعر عند الإستيقاظ من النوم بشلل تام، لا يستطيع أن يحرك أى عضو من أعضائه، و لا يستطيع أن يفتح عينيه، و يستغرق هذا الشعور فترة قصيرة جداً ثم يعود الشخص إلى طبيعته مرة أخرى، و لكن هذا الشخص يشعر بقلق وخوف شديد عند الإحساس بهذا الشعور مما دفعه إلى عدم النوم فى بيته و الذهاب إلى بيت والده لينام هناك، وكان يشعر براحة شديدة عندما ينام بجوار شخص آخر. وسبب هذه الظاهرة هو أن الإنسان عندما يقل توتر عضلاته الطبيعي (اللازم لحفظ شكل جسمه وحركته muscle tone) عند النوم وعند الإستيقاظ يعود التوتر العضلى إلى العضلات مرة أخرى، ولكن فى حالة شلل النوم يتأخر التوتر العضلى فى العودة قليلاً ، فيستيقظ الشخص ومازال التوتر العضلى الطبيعي لم يرجع إلى العضلات فيشعر الإنسان بالشلل. هلاوس سمعية و بصرية عند النوم أو الإستيقاظ كثير من مرضى الناركوليبسيا يخبرون عن أحلام حية واضحة إما عند الدخول فى النوم أو عند الإستيقاظ . في مرضى الناركوليبسيا نجد أن نوم - حركة العين السريعة sleep REM - يظهر بعد 15 دقيقة من النوم مع أنه فى الشخص الطبيعى يظهر بعد 90 دقيقة من الدخول فى النوم . أيضاً يزداد معدل حدوث أمراض أخرى عند مريض الناركوليبسيا مثل : * توقف التنفس أثناء النوم . * حركة القدم المنتظمة أثناء النوم . * الإستيقاظ كثيراً أثناء النوم . * اضطراب الذاكرة . * اكتئاب . * زغللة فى العين و عدم وضوح فى الرؤية . بداية المرض و تطوره : * تبدأ الناركوليبسيا فى المراحل الأخيرة من سن المراهقة و عند سن 20 عاماً . * عد الناركوليبسيا من الأمراض المزمنة . * أحياناً يتأخر ظهور نوبات الشلل المفاجىء للعضلات كثيراً عند ظهور نوبات النوم المفاجئة التى تظهر مبكراً فى بداية المرض . العلاج : * 1. النوم فى مواعيد منتظمة . 2. الحصول على فترات متفرقة من النوم خلال النهار فى مواعيد منتظمة . 3. ينبغى على الإنسان أن يأخذ بوسائل الحيطة و الأمان عند قيادة السيارة ، أو عند استخدام الادوات الحادة أو غير ذلك من الأعمال التى تحتاج إلى انتباه و تركيز (وأحيانًا قد ينصح الطبيب مريضه بعدم قيادة السيارات أو النزول إلى الماء أو الوقوف بجانب الأسوار المنخفضة الارتفاع مطلقًا). 4. النسبة للشعور بالنوم أثناء النهار فإن الأدوية المنبهة هى التى تستخدم وأيضاً يمكن استخدام عقار البروبرانولول حيث يُعطى نتائج جيدة عند استخدامه بجرعات عالبة . 5. بالنسبة للشلل المفاجىء للعضلات ، شلل النوم ، الهلاوس ، و بقية الأعراض التى لها علاقة بمرحلة نوم - حركة العين السريعة sleep REM - ، فإننا نستخدم : + مضادات الإكتئاب ثلاثة الحلقة ، مثل إميبرامين ، كلوميبرامين ، أميتريبتلين . + مثبطات استرجاع السيروتونين مثل : السيرترالين ، السيتالوبرام . اضطرابات النوم المتعلقة بالتنفس و تنشأ هذه المجموعة من الإضطرابات نتيجة لإختلال فى عملية التنفس مما يؤدى إلى اضطراب فى عملية النوم قد يظهر فى صورة أرق ، أو زيادة فى النوم . و تشمل هذه المجموعة توقف التنفس أثناء النوم بنوعيه ، و نقص التشبع بالأكسجين فى الدم . توقف التنفس أثناء النوم : و ينقسم فقدان التنفس أثناء النوم إلى ثلاثة أقسام : 1. فقدان التنفس لوجود عائق يمنع دخول الهواء إلى الرئتين . 2. فقدان التنفس نتيجة لسبب مركزى (في المخ). 3. نوع مركب من النوعين السابقين . فقدان التنفس لوجود عائق يمنع دخول الهواء إلى الرئتين ( انسداد فى الممرات الهوائية ): * و فى هذه الحالة يتوقف الهواء عن الدخول من خلال الأنف أو الفم ، و ينتج عن ذلك نقص فى نسبة الأكسجين فى الدم ، و كذلك استيقاظ المريض من النوم . * يكون ذلك أكثر انتشاراً فى الرجال ، فى سن الأربعين الذين يُعانون من السمنة المفرطة . * يحدث فقدان النفس فى خلال مرحلة نوم - حركة العين السريعة sleep REM- هو الأكثر خطورة ، و كذلك فى خلال مرحلة نوم – حركة العين غير السريعة Non REM sleep - و هو الأكثر وقوعاً . * و يستمر فقدان النفس لثوانى قليلة و يحدث مئات المرات فى الليلة الواحدة . * و عندما يتوقف المريض عن التنفس يصير كثير الحركة فى الفراش و لكنه لا يشعر بذلك ، و يرتفع صوت المريض بالشخير عالياً جداً . * يعانى المريض من شعور دائم بالنوم طوال النهار مع قضائه لفترات طويلة من اليوم فى النوم و لكن هذا النوم غير مريح وغير مُنعش بالمرة . * يشعر الإنسان فى الصباح بصداع شديد و قلق و اكتئاب . * و مما يؤثر سلباً على فقدان النفس أثناء النوم ، المنومات ، و الكحوليات لأنها تُخفض من معدل التنفس ، فبالتالى تجعل الحالة أكثر سوءاً . العلاج : * يجب اجتناب الكحوليات – و هذا من حكم الله سبحانه و تعالى الذى حرّم علينا الخمر – فما أحله الله عز و جل لعباده هو الخير كله و ما حرمه عليهم هو الشر كله و يجب عليهم اجتنابه . * يجب أيضاً اجتناب المنومات . * علاج السبب الذى يؤدى إلى ذلك . * فقدان التنفس أثناء النوم لسبب مركزى (في المخ) : * و فى هذه الحالة يتوقف الإنسان عن التنفس مع أن الممرات الهوائية ليس بها انسداد . * يحدث بين كبار السن فى الغالب . * يحتاج هذا المريض إلى أن يُوضع على جهاز تنفس صناعى .