مع بدء العد التنازلى لموعد انطلاق منافسات كأس الأمم الإفريقية المقبلة وإعلان العديد من المنتخبات قوائمها الأولية لخوض غمار البطولة الكبرى بدأت تلمع فى الصورة ظاهرة أثارت ولا تزال تثير الجدل ما بين مؤيد ومعارض وهى إعادة اللاعبين »كبار السن والنجومية« ممن غابوا عن المشهد الدولى فى الأشهر أو الأعوام الأخيرة بحثا عن بدء فترة إعداد قوية ومن بعدها المنافسة بقوة على بطل الكان فى نسخته الجديدة 2019 . وفجرت القوائم الأولية لمنتخبات البطولة المقبلة العديد من المفاجآت عبر استدعاء المديرين الفنيين للاعبينأما ابتعدت منذ فترة طويلة لتقدم السنأو توترت العلاقات أو إصابات قوية لأصحابها . ويتصدر المشهد هنا المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم ومدربه المكسيكى خافيير أجيرى المدير الفنى الذى أعلن عن قائمة من 25 لاعبا حفلت بالمفاجآت المدوية وكتبت السطر الأبرز فى الظاهرة حيث استدعى عبدالله السعيد 34 عاما صانع ألعاب فريق بيراميدز الذى رفض ضمه منذ توليه المسئولية فى أغسطس الماضى والمبرر هو حاجة المنتخب لصانع ألعاب مخضرم بالإضافة إلى اقتناع مفاجئ من جانب أجيرى بقدرات اللاعب والذى وصفه « الأفضل فى الدورى المصرى « فى الموسم الجارى . كما فاجأ أجيرى الجميع باستدعاء أحمد على 33 عاما مهاجم المقاولون العرب وهداف الدورى الممتاز برصيد 18 هدفا، والذى كان خارج الحسابات أيضا وكان يفضل أجيرى عليه صلاح محسن مهاجم الأهلى قبل ان يستدعى « أحمد على « بناء على ضغوط جماهيرية كبيرة . ويمثل وليد سليمان 35 عاما صانع ألعاب الأهلى حالة خاصة جدا فى الظاهرة حيث اعتزل اللعب دوليا قبل أشهر وتحديدا بعد استبعاد أجيرى له حينما تألق مع الأهلى فى دورى أبطال إفريقيا أواخر العام الماضى ولكن فجأة وبدون مقدمات ظهر اسمه ضمن قائمة ال 25 لاعبا الأولية. وعلى نفس النهج سارت منتخبات عربية وإفريقية من حيث إستدعاء لاعبين مخضرمين عواجيز منهم من ابتعد عن المشهد الدولى منذ أشهر ومنهم من عاد بعد إصابة طويلة وتسعى بلاده للاستفادة من خبراته. ومن الأسماء البارزة جدا فى الصورة يظهر اسم يوسف المساكنى 28 عاما العائد من إصابة طويلة ضمن قائمة المنتخب التونسي، وجرى استدعاءه من جانب آلان جيريس المدير الفنى بعد تألقه فى الدورى البلجيكى خلال الموسم المنقضى واستعادته لياقته البدنية القديمة وحساسية التهديف، وهو ورقة يراهن عليها جيريس فى الجمع بين دورى لاعب الوسط المهاجم ورأس الحربة فى البطولة القارية الصعبة لبلوغ المربع الذهبى على الأقل. وتبدو الظاهرة أكبر فى المنتخب الجزائرى الذى لجأ جمال بلماضى المدير الفنى لمحاربى الصحراء إلى إعادة لاعبين قدامى من بينهم من كانوا ضمن جيل 2014 الذى خاض منافسات كأس العالم لتوفير عنصر الخبرة، ويتصدر هؤلاء رياض بودبوز جناح أيسرسلتا فيجو الإسبانى وسفيان فيجولى جناح أيمن جالاطا سراى التركى هما من اللاعبين أصحاب الخبرات القوية التى يراهن عليها بلماضى فى ترجيح كفة الفريق خاصة وأنهما لعبا فى أكثر من بطولة قارية برفقة الجزائر واستعاد بريقهما . ولم يتوقف الأمر عند حد المنتخبات العربية وانتقل بدوره إلى منتخبات من كبار القارة السمراء لجأت بدورها إلى عناصر الخبرة وبشكل كبير وإعادة لاعبين غابوا عن التمثيل الدولى لفترات طويلة، ويظهر فى الصورة المنتخب الغانى الذى ضم 10 لاعبين دفعة واحدة من جيل مونديال 2014 من بينهم جيان أسامواه 34 عاما مهاجم قيصرى سبورت التركى واعادكوادو أسامواه 30 عاما لاعب وسط الإنتر الإيطالى وكلاهما يعود للعب الدولى بعد فترة غياب طويلة عن المنتخبوشكل استدعاء جيان أسامواه جدلا واسعا حيث كان اللاعب أعلن اعتزاله دوليا قبل إعلان القائمة بنحو 48 ساعة ثم تراجع فى اللحظات الأخيرة بعد تدخل شخصيات حكومية غانية أجروا اتصالات معه لينهى الصدام مع جيمس كواسى أدياه المدير الفنى للبلاك ستارز ويقرر العودة والموافقة على اللعب فى الكان، والمثير ان أدياه لم يكن يرغب فى إبعاد جيان ولكنه رفض استمراره قائدا للمنتخب وقرر اختيار أندرى أيو نجم فناربخشة التركى قائدا للبلاك ستارز. وفى منتخب آخر هو الكونغو الديمقراطية الذى يلعب فى المجموعة الأولى برفقة الفراعنة، استدعى فلوران إبينجى المدير الفنى لاعبه تريزور موبوتو 33 عاما الهداف التاريخى لنادى مازيمبى وكذلك يوسف مولومبو 32 عاما المحترف فى كليمارنوك الإسكتلندى وقائد المنتخب ليكونا ضمن القائمة الأولية وسط تزايد لأسهم استمرارهما مع الفريق فى النهائيات . وتعيش نيجيريا جدلا واسعا فى الأيام الأخيرة منذ إعلان الألمانى جيرنوت روهر المدير الفنى للنسور الخضر استدعاء جون أوبى ميكيل 32 عاما لاعب وسط ميدلسبروه الإنجليزىأحد فرق الدرجة الثانية الإنجليزيةومنحه شارة القيادة رغم ابتعاد اللاعب فى عام 2019 عن المنتخب، وتعرض روهر لانتقادات واسعة لإجباره على التراجع عن القرار وإبعاد اللاعب عن تشكيلة النسور الخضر فى بطولة الكان المقبلة فى مصر .