شهدت فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة أمس، ندوات تكريم لثلاثة أسماء مهمة، جاء فى مقدمتها إحدى رائدات السينما التسجيلية، المخرجة عطيات الأبنودى حيث أعلن خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة فى البداية أنه سوف يتم إنتاج فيلم من ميزانية المركز القومى للسينما الجديدةلعطيات الأبنودى ويخرجه على الغزولى ليسجل به كل الشهادات الجميلة الخاصة بها من خلال القامات السينمائية، قبل أن تقاطعه الناقدة ماجدة موريس، مطالبة بإطلاق اسم عطيات الأبنودى على مكان فى وزارة الثقافة، إلى جانب ضرورة مشاهدة أفلامها. وردًا على ذلك، قال عبد الجليل فيما يخص أفلامها بأنه سوف يتم ترميمها وعرضها فى احتفالية خاصة بها فى أغسطس المقبل بتونس، أما فيما يخص الشق الخاص بوضع اسمها على مكان بوزارة الثقافة فسوف يعرض ذلك لأن وجود اسم عطيات شرف لنا جميعًا لأنها رائدة كبيرة. حضر الندوة أسماء يحيى الطاهر، ابنتها بالاختيار، التى قالت إن علاقتها بوالدتها عطيات تمت بالاختيار المشترك وكان عمرها 5 سنوات عندما كانت تجمع أوراق «يحيى الطاهر عبد الله» والدى ولم تكن رأتنى منذ كنت رضيعة وعندما رأتنى وعلمت أنى ابنة يحيى الطاهر طلبت أن تقوم بتربيتى، وظلت تتعامل معى على أننى ابنتها ورفضت أن يطلق فى أى مكان أنها تكفلنى ولكن دائمًا كانت تقول هذه ابنتي. بينما قال أحمد السعيد ابن شقيق الراحلة إنها كانت تقول إنها تحلم بمشروع كاميرا ديجيتال لكل مواطن لتصوير يوم من أيامه ويعيد مشاهدته مرة أخرى. وقال السيناريست حسين عبد اللطيف صاحب كتاب «عطيات الأبنودى سفيرة الغلابة» إنه لم يتمكن خلال فترة الإعداد للكتاب من مقابلتها بسبب ظروفها الصحية، لكنه كان متابعًا جيدًا لأعمالها، إضافة إلى أن الناقد عصام زكريا قام بتوفير مادة أرشيفية مهمة له، إلا أن المدة الزمنية قبل المهرجان حكمتنا فى حجم الكتاب، لأن تاريخ المخرجة كبير وكان يحتاج لأكثر من 500 صفحة، مشيرًا إلى أنه قام بتقسيم الكتاب لعدة فصول وكان من بينها جزء مهم يشير لأعمالها الفولكلورية مثل فيلم «سندوتش». وقال المخرج هاشم النحاس إنها أشجع مخرجة فى تاريخ السينما التسجيلية وقفت أمام السلطة بمفردها ولن تتنازل يومًا عن أفكارها فيما تقدمه، كما نقلت عطيات الفيلم التسجيلى نقلة فعلية واستطاعت تغيير تيار السينما التسجيلية والتعبير عن أفكارها من خلال مناقشة مشاكل الإنسان المهمش والدفاع عن حقوقه المهدرة. وكشف مدير التصوير سعيد شيمى عن سر يخص المخرجة الراحلة حين كانت لديها فكرة فيلم وقدمتها للجنة كان يترأسها بجمعية الفيلم ووافقت الجمعية على الفكرة وبعد التصوير وجدت عطيات عيوبًا بالتصوير وعلمت أن الجمعية لن تقوم بتصوير الفيلم مرة أخرى بسبب التكاليف، قبل أن تطلب منه بيع ذهبها لتصوير الفيلم مرة أخرى. وأشار المخرج يسرى نصر الله إلى أن عطيات تمتلك لغة سينمائية مميزة، فهى شاعرة قبل أن تكون مخرجة سينمائية، كما أنها من المخرجين الذين حفروا فى الصخر ونعتبرهم تاريخًا لنا. واختتمت الندوة بتسليم ابنتها درع التكريم الخاص بالمخرجة عطيات الأبنودى وسلمها الدرع د.خالد عبد الجليل والناقد عصام زكريا. كما أقيم بقصر ثقافة الإسماعيلية عرض فيلم «أفراح مصرية» للمخرجة الراحلة فريدة عرمان أعقبه ندوة أدارتها الناقدة صفاء الليثي، بحضور شقيقة المخرجة إيمان عرمان، وأولادها إسماعيل وجميلة. وقالت شقيقتها المخرجة إيمان عرمان، التى كانت مساعدتها فى فيلم «أفراح مصرية»،إن النسخة التى عرضها المهرجان، ليست كاملة، بسبب عدم أمانة المونتير الذى قام بعمل مونتاج للفيلم، مشيرة إلى أنها واجهت مشكلة أثناء بحثها عن أفلام شقيقتها لكنها لم تجد أى فيلم منهم، وطالبت العائلة فى خطاب رسمى الحصول على أرشيف فريدة عرمان، خاصة أنها جمعت لها كل أعمالها على شرائط ديجيتال وتم وضعها فى المكتبة التسجيلية للتليفزيون، وعندما ذهبنا إلى المكتبة للحصول على الأفلام لم نجد إلا فيلمًا واحدًا فقط من إجمالى 90 فيلمًا. ونوهت إيمان إلى أنها ستتقدم بشكوى لرئيس التليفزيون لكى يبحث عن باقى الشرائط. وقال الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان: إن تاريخ المخرجة الراحلة كبير جدًا، ولها السبق فى أشياء كثيرة من خلال أفلامها، مشيرًا إلى أنه سيتبنى اقتراحًا فى جمعية النقاد بعمل برنامج لأفلامها بشكل أوسع، بالإضافة لتبنى حملة للبحث عن أفلامها والحصول عليها من خلال التليفزيون أو من مكان آخر. وشهد مساء اليوم نفسه ندوة تكريم اسم المخرج الراحل أسامة فوزي، أدارها الناقدمحسن ويفي، وسبقها عرض فيلمه «إنسانى إنسانى جدا». ومن جانبه، قال الناقد محسن ويفى إنه تعرف على المخرج الراحل أسامة فوزى عن طريق صديقهما المشترك رضوان الكاشف، منذ أكثر من 30 عاما، وكان قد قدم أول أفلامه «عفاريت الأسفلت»، وزاره فى بيته الكلاسيكى وتعرف عليه، ليجده شخصا هادئًا ومستمعًا جيدًا ومثابرًا. وأوضح ويفى أنه واجه صعوبات فى عمل الكتاب، تتعلق بحالة الحزن السائدة لموته المفاجئ، الذى جعل بعض الناس غير قادرين على الكتابة، بينما سيطرت طاقة الحب على آخرين وتمكنوا من الكتابة رغم حزنهم، مشيرا إلى أن الكتاب ينقسم إلى 3 أقسام أساسية، الأول يتضمن شهادات مهمة لبعض من عملوا معه، حيث كانت هناك مراعاة فى تمثيل الأجيال المختلفة فيها، مثل على بدرخان ومصطفى زكرى وليلى فهمى ومجموعة من المخرجين الشباب الذين تأثروا به، ومجموعة من الممثلين الذين شاركوا فى أفلامه. واختلف الحضور حول وفاته المفاجئة، فمنهم من رأى أنه توفى إثر إحباطه بسبب محاولات ذبح أفلامه وإطفاء إبداعه، ومنهم من دافع بقوة عن إيجابية فوزى وروحه البراقة التى تأبى الاستسلام للاكتئاب. وأكد المخرج يسرى نصر الله أن السينما بشكل عام تمر بأزمة احتكار كبيرة، وهو ما تسبب فى تقييد إبداع شاب مثل فوزى وعدم قدرته على تقديم كل ما يحمله فى جعبته. وطالبت المخرجة منى أسعد بفتح ملف الاهتمام بترميم الأفلام وأخذ قرارات جادة للحفاظ على التراث السينمائي، خاصة لما تعرضت له نسخ أفلام فوزى من تلف تسبب فى ضياع بعضها، وتوافر نسخ سيئة للبعض الآخر.