لم تكن حياة العاطل حسين سوى عبارة مجموعة من المطبات الصعبة دفعته لاحتراف مهنة الاتجار فى السموم البيضاء حتى يستطيع من خلالها أن يدبر احتياجاته ويحقق طموحه فى تكوين أسرة صغيرة داخل قريته التى تبعد كيلومترات قليلة عن مدينة إدفو فى شمال محافظة أسوان، وبعد أن حقق حلم الزعامة الزائفة على مجموعة من أصدقائه، استيقظ على كابوس السقوط متلبسا بحيازة البانجو. بداية حسين كانت شقية، حيث كان هذا الشاب المراهق يمارس نشاطا عنيفا مع أقرانه مفتعلا العديد من المشكلات، حتى شلة أصدقاء السوء لم يسلم واحد منها من ممارسته التى كان يستهدف من خلالها فرض سطوته على الجميع ليكون زعيما عليهم ، وبعدما ضاق به الأقران ونبذوا تصرفاته لم يجد حسين سوى أن يهجرهم ليبحث عن تكوين مستقبله قبل أن يصل إلى مرحلة الضياع. وبينما كان الأب العامل البسيط مستغرقا فى همومه مشغولا بمناحى الحياة ، لم يعر اهتماما بفلذة كبده الذى يعود مساء كل يوم وعيناه زائغتان من فرط إدمانه للسموم البيضاء ، إلى أن وقع المحظور واكتشف الأب إدمان ابنه ليحتد النقاش بينهما والغريب أنهما تخاصما لفترة طويلة حتى خرج من بيت أبيه مصرا على الاعتماد على نفسه مهما كلفه ذلك. ومرت السنوات الواحدة تلو الأخرى، ليصبح حسين واحدا من أشهر مروجى السموم البيضاء على مسرح عالم المخدرات فى شمال أسوان؛ ومع توسعه فى تجارته واقترابه من نهاية عقده الثالث من العمر ، اتجه حسين نحو شلة جديدة من الأصدقاء حقق خلالها حلمه القديم بتنصيب نفسه زعيما عليهم ودان له الجميع بالولاء والطاعة. ترامت أخباره إلى رجال مباحث مركز إدفو الذين ظلوا ينتظرون اقتناص هذا الصيد متلبسا ، وبعد عرض المعلومات على اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان، وجه إلى سرعة ضبطه ، وبالفعل تم رفع التحريات المكثفة أمام النيابة العامة لاستئذانها فى ضبطه وإحضاره . وفى مأمورية أمنية خاصة قادها المقدم محمد إمبابى رئيس مباحث المركز ، تتبعت المأمورية وبتحركات سرية خطوات حسين لتلقى القبض عليه وبحيازته بندقية خرطوش و4 كيلو جرامات بانجو ، وأمام المحقق وقف حسين نادما يبكى حاله وزعامته الزائفة ، ليأمر وكيل النائب العام بحبسه وتحريز المضبوطات .