لم يكن السيد الأستورجي الشهير بمدينة دراو الأسوانية قنوعا بمهنته التي ورثها عن أبيه في تلميع وتجميل الموبيليا في محله الشهير الذي كان مقصدا للجميع, ورغم ان محل السيد كان واسع الرزق, إلا أن تصرفاته الشيطانية وملذاته الخاصة بددت أحلامه في الثراء بعد أن فقد زبائنه الواحد تلو الآخر, ليتجه نحو تجارة المخدرات قبل أن يسقط في قبضة رجال المباحث متلبسا بترويج البانجو. بداية مشوار السيد مع مهنته كانت عندما حل ضيفا علي مدينة دراو مقبلا من إحدي المحافظات للبحث عن أي عمل, وفور وصوله إلي المدينة شابا متحمسا تلقفه أحد تجار الأثاث المعروفين ليلحقه بالعمل لديه, حيث لم يكن هناك من يحترف مهنة تلميع الأثاث من موبيليا وخلافه بالمدينة, فبرزت مواهبه في حرفة الأستورجي,ومنها استطاع السيد أن يدبر أحواله ويمتلك محلا صغيرا ذاع صيته بين أهل المدينة حتي اكتسب شهرة مابعدها شهرة بين القري. لم يكن السيد يلاحق طلبات عملائه الذين كانوا يحجزون دورهم في المحل لمدة شهور, ومع امتلاكه الأموال فتنته لعنة الثراء الذي حل به مما غير من طباعه وسلوكه فانجرف نحو عالم المخدرات التي أدمنها مع مجموعة من قرناء السوء, وبمرور الأيام أهمل الإستورجي الشهير محله ولم يحافظ علي رزقه الحلال فأصبح كثير التغيب عن عمله لايهمه سوي العودة في آخر النهار ليضع بين يديه حفنة من الأموال التي يجمعها صبيانه, لينفقها في الليل علي سهراته الخاصة التي كانت تمتد حتي الفجر مع شلة الأنس, وهي الشلة التي كان ينفق عليها ويتباهي بينهم بأنه الأكثر مالا ونفوذا. حل الخراب سريعا علي محله, وهجره عملاؤه وصبيانه من الحرفيين تاركينه وحيدا يلاطم أمواج الحياة الصعبة, ليتحول السيد الأستورجي من ثري ينفق هنا وهناك إلي عاطل غير قادر علي تدبير متطلبات أسرته الأساسية, وبعد أن أفاق السيد من صدمته الشديدة, تنكر له أصدقاء الشر من شلة الأنس التي كان ينفق عليها, عدا واحدا منهم كان يلقبونه الشيطان من كثرة أفعاله الإجرامية, ولأنه كان مثل إبليس فنفخ له هذا الشيطان في بوق آذنيه بالحل الذي سينقذه من ورطته المالية بالاتجار في البانجو, وبعد أن تردد السيد في قبول النصيحة, لم يستطع المقاومة وبدأ المشوار في عالم الجريمة والحرام, حيث سقط في قبضة الأجهزة الأمنية في4 مناسبات دونها سجله الجنائي بقضايا مخدرات وحيازة سلاح بدون ترخيص. وبعد أن مرت السنوات الواحدة تلو الأخري كان الأستورجي السابق قد أقبل علي العقد الخامس من العمر, ورغم ذلك لم يرتدع ويعود إلي رزقه الحلال, واستمر في مغامراته الإجرامية وسط ملاحقات أمنية فهجر بيته وأولاده, ومع تذوقه طعم المال الحرام الذي اكتنزه من تجارة السموم البيضاء, سيطرت عليه أحلام الثراء الفاحش الذي كان يتمناه, وارتفع سقف طموح الأستورجي إلي عنان السماء ليواصل نزواته وصفقاته التي أوقعته في شر أعماله بعد أن رصد رجال مباحث المركز تحركاته متحينين الوقت المناسب للقبض عليه متلبسا. وأمام اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان, وضع رئيس مباحث مركز دراو المعلومات التي تفيد ظهور السيد بإحدي القري وعزمه علي ترويج كمية من البانجو, حيث شكل مدير المباحث فريقا ضم عددا من ضباط مباحث المركز وإدارة مكافحة المخدرات, وفي سرية تامة وبعد تقنين الإجراءات تحرك الفريق صوب القرية, ليدهم مخبأ الاستورجي الذي سقط متلبسا بحيازة2 كيلو جرام من البانجو. تم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم وإحالة المتهم إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.