اختفي حسن عن الأنظار فترة طويلة بعد أن رغب في اعتزال الاتجار في البانجو فقد جمع من المال الحرام ما اعتقد أنه يكفيه وتزوج وأنجب أطفالا, فالحرام رغم أنه يورث طمعا ومتعة في البداية إلا أنه لا يترك صاحبه يهنأ به. دارت الدنيا دورتها ليختبر حسن صموده وصبره عن الحرام, فتبدد المال الحرام وعاد لحياة البؤس فوهنت نفسه وارتكنت إلي وسوسة الشيطان الذي أرجع الحنين إلي الحرام إلي نفسه الضعيفة, فعاد إلي المخدرات باسم وصنف جديدين. كانت بداية حسن في مطلع الألفية الثالثة وفي العقد الثالث من عمره عندما اجتمعت ضالته مع شلة الأنس التي تلقفته بحرفية متقنة مستغلة ظروفه المادية الصعبة ورغبته الشرهة في الثراء بعد أن عاني كثيرا في طفولته البائسة التي تسببت في أن يخرج طريدا من مدرسته. مع شلة الأنس عرف حسن طريق الإدمان الذي يحتاج إلي مال لا يملكه, فاستسلم الشاب لإرادة شلته التي كانت توجهه إلي توزيع البانجو علي المدمنين كيفما ووقتما تشاء باعتباره وجها جديدا غير مألوف لدي أجهزة الأمن. بعد أن ذاق حسن طعم المال الحرام ولعب الزهر معه فازدهرت له الدنيا, تحول من موزع قطاعي إلي تاجر للجملة يعقد الصفقات الواحدة تلو الأخري من بعيد لبعيد حتي كشف للمقربين له عن رغبته في الاعتزال مكتفيا بما حققه من مكاسب طائلة تكفيه ذل السؤال, فتزوج وأنجب وعاش حياة هادئة. بعد فترة, بدأ حسن يشعر بالقلق علي مستقبله بعدما أنفق أمواله علي ملذاته حتي أوشك علي الإفلاس فبدأ الشيطان يوسوس له بالعودة مرة أخري إلي طريق الحرام, وأوهمه بأن هذا الطريق هو السبيل الوحيد للخروج من ضائقته المالية التي يمر بها فأخذ يبحث هنا وهناك عن أصدقاء الماضي حتي عرف من أحدهم أن معظمهم قد وقعوا في قبضة رجال الأمن الذين نجحوا في تطهير المحافظة من بؤر بيع البانجو بنسبة كبيرة, حتي ارتفع سعر الكيلو الواحد في سوق الإدمان من3 إلي18 ألف جنيه, بعدها عاد حسن ليفكر في شكل جديد لتجارته المحرمة بعيدا عن البانجو فاختار مخدر الأفيون لعدة أسباب أولها صغر حجمه بالمقارنة بالبانجو وثانيها اختلاف نوعية مدمني هذا المخدر ولقب نفسه بأبو علي. مع تولي اللواء نائل رشاد مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان مهمته الجديدة, شدد علي ضرورة تطهير المحافظة من بؤر وأوكار المشبوهين من تجار السموم البيضاء, ونفذ اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية هذا التكليف من خلال جمع التحريات والمعلومات الدقيقة حول جميع تجار المخدرات, حيث برز اسم أبوعلي علي رأس المطلوبين وبعد تقنين الإجراءات والتأكد من شروع المتهم في التعاقد علي صفقة أفيون, داهم رجال المباحث مسكنه ليسقط متلبسا بحيازة نصف كيلو من هذا المخدر, ليكون حسن هو الضحية الأولي من عصابات الشر في عهد مدير الأمن الجديد.