جلس أيمن أمام المحقق مهموما يعض نواجزه وهو يفكر في المصير المجهول الذي ينتظره بعد سقوطه في قبضة رجال الأمن بأسوان متلبسا بحيازة كمية من البانجو المخدر كان يحلم بترويجها خلال فترة الأعياد وإجازة نصف العام الدراسي ولم ينطق إلا بكلمات كشفت عن ندمه فيما ارتكبه من جرائم بلغت9 قضايا سابقة ولسان حاله يقول ياريت اللي كان ماجري! مرت الأيام عليه ثقيلة بعد أن أدمن تدخين السجائر بشراهة, وعندما تخطي مرحلة المراهقة المبكرة ثم عرف طريق الكيف والبانجو فتلقفته شلة الأنس ومع أول صفقة بانجو نجح في الحصول عليها, لعب المكسب الحرام برأس أيمن الذي ظن أنه سيملك الدنيا بما عليها فتمكنت منه شياطين الجن والإنس وذاع صيته وسط المدمنين بعد أن تنقل كثيرا بين القري والمراكز حتي استقر به المقام في مدينة أسوان لترصده عيون رجال الشرطة السرية الذين نجحوا في القبض عليه أكثر من مرة, ولكن وبسبب ألاعيب المحامين وثغرات القوانين وإجراءات الضبط والتحريات كان يفلت من هذه القضايا الواحدة تلو الأخري ليتملكه الغرور الذي منه أطلق علي نفسه لقب باشا أسوان الذي لن يستطيع أحد كبح جماحه. وأمام اللواء فتح الله حسني مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسوان تعددت الشكاوي المتضررة من قيام أيمن بالاتجار في المخدرات, خاصة أن هناك شبابا كبارا يقبلون علي شراء البانجو منه الأمر الذي أصبح يهدد السلم الاجتماعي للمدينة الهادئة, وعلي الفور كلف مدير الأمن العميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية. وبحس رجل المباحث الذكي وضع مدير المباحث الجنائية خطة محكمة للقبض علي أيمن اعتمدت علي عنصر المفاجأة, حيث تمكن رجال المباحث من خداع كل سكان المنطقة وإيهامهم بأن هذه الحملة ما هي إلا إجراء روتيني فقط من أجل فرض السيطرة علي المنطقة, فيما كان عدد من رجال المباحث المدعومين برجال الشرطة السريين يتحركون بهدوء إلي بؤرة الباشا الذي فوجئ برجال الأمن وهم يلقون القبض عليه غير مصدق نهايته المؤلمة, حيث كان بحيازته بندقية خرطوش و4 طلقات و18 كيلو جراما من البانجو.