احترف الشغب وافتعال المشكلات والأزمات منذ صغره, حيث تركته عائلته وأقاربه ولم يتدخلوا لإصلاحه وتقويمه حتي تمادت أفعاله التي بلغت حد التنكيل والضرب المبرح لكل من يقترب منه; ف الحسن اتخذ قراره مبكرا ورفض الالتحاق بأي مرحلة من مراحل التعليم, فكان لشوارع القرية زبون دائم يترقب أقرانه ليتعدي عليهم كرها وبغضا وعداوة, وبمرور السنوات تفحم قلبه وأصبح مثل الحجر الصوان الجامد لا يعرف شفقة أو رحمة, والويل كل الويل لمن يختلف معه أو يصطدم به. دخل الشاب في مرحلة المراهقة ولم يكن يعرف طعم المخدرات وقتها علي الإطلاق, حتي جاءت اللحظة التي كان الشيطان في انتظارها عندما لمست شفتاه أول سيجارة محشوة بالبانجو ليتغلغل الدخان الأزرق داخل صدره فزاغت عيناه وتسمرت أقدامه مطالبا أصدقاء السوء بالمزيد من هذا المخدر العجيب الذي ذهب بعقله إلي دنيا أخري غيبته عن الواقع المرير الذي يعيشه. خضع الحسن لسلطان البانجو فكان يخرج من بيت أبيه كل صباح وهو يوهمه بأن يعمل في إحدي المزارع علي الطريق الصحراوي الغربي القاهرة- أسوان بينما كان همه البحث عن صديق يشاركه سيجارة مخدرة بعد أن وصل إلي مرحلة الإدمان التام فضاق به أصدقاء الشر ونصحوه بالعمل. التقطه أحد أفراد شلة الدخان الأزرق وأمسك بيده متوجها به نحو زعيم السموم البيضاء في إدفو وهناك توسط له هذا الصديق لكي يعمل ضمن حاشيته مقابل الحصول علي ما يكفيه من الكيف, وبعد أكثر من اختبار, نجح في اكتساب ثقة المعلم الكبير ليصبح واحدا من أهم معاونيه. في ستار من ظلام الليل وسكونه داخل إحدي قري مركز إدفو التي لا تبعد كثيرا عن ضجيج المدينة, كان الحسن يقابل عملاءه من رواد البندر; ورغم حداثة سنه الذي لا يتعدي22 عاما, اكتسب الحسن صيتا كبيرا بين المدمنين من خلال معاملته الحسنة معهم, فلم يكن يضيق عليهم كلما طلب واحدا منهم نوعا ما من أصناف المخدرات, خاصة أنه كان يضع أمامه سيناريو معاناته المريرة مع تدبير ما يحتاجه من دخان أزرق وقتما كان في بداية الطريق نحو السموم البيضاء, الأمر الذي جعله حنونا, يعطي لمن يريد دون التدقيق في الثمن, ولا مانع من الشكك في بعض الأحيان طبقا لحالة كل مدمن! وصل الخبر إلي رجال المباحث الذين وضعوه تحت رقابة رجال الشرطة السرية وبإجراء التحريات المكثفة توصلت معلومات رجال المباحث إلي تلقي الحسن اتصالا هاتفيا في منتصف أحد الليالي مفاده التأهب لاستلام كمية من مخدر البانجو وزنها6 كيلو جرامات خلال أيام. وبتدقيق الإجراءات تأكد لدي رجال البحث ساعة الصفر داخل قرية أخري من قري مركز إدفو النائية, وعلي الفور تم وضع كافة المعلومات أمام اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية الذي وجه إلي ضبطه متلبسا, وقامت حملة سرية بالمهمة الخاصة ونجحت في ضبطه وهو علي مشارف الدخول إلي وكره, ليسقط وبحيازته الكمية وسلاح ناري عبارة عن بندقية خرطوش, فأمر اللواء نائل رشاد مدير الأمن بتحرير المحضر اللازم وإحالته للنيابة التي أمرت بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيقات.