يعتقد بعض الأشرار إن نوعا من التراخي يضرب أجهزة الأمن في الأعياد والمناسبات فتكون كل الظروف مهيأة أمامهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية بعيدا عن العيون الساهرة علي حفظ أمن وسلامة المجتمع. من هذا المنطلق كان تفكير مجلي العاطل الذي نشأ في بيئة غير سوية داخل إحدي قري مركز إدفو عاني خلالها من نظرات الاحتقار من أهله وأصدقائه بعد أن دأب علي بيع المواد المخدرة وتحديدا البانجو منذ صغر سنه, ليصبح طريدا مذموما من نجع إلي آخر وكأنه رحالة يبث سموم دخانه الأزرق بين الشباب وقتما كانت طلقة البانجو تباع بعشرة جنيهات ومع الغلاء الذي شهدته الأسواق, لم يخل سوق المخدرات هو الآخر من الغلاء الذي رفع سعر هذه الطلقة من10 إلي30 جنيها دفعة واحدة, وهو ما دفع مجلي للاعتماد علي الزراعة المحلية لهذا النبات القاتل في الجبال وبعيدا عن الأنظار, الأمر الذي سال له لعابه بعد أن تضاعفت الأرباح وكثر المال الحرام في يديه, فلم يعد يري سوي هذه التجارة والمغامرة بها مهما كانت الدوافع والأسباب. وقبل حلول العيد ومع تشديد الرقابة علي بؤر بيع المواد المخدرة, تفتق إلي ذهن مجلي فكرة ترويج كمية من البانجو بين المدمنين الذين يحتفلون بالعيد بالمخدرات ولما لا وكل ما كان يفكر فيه هذا الداهية هو انشغال أجهزة الأمن في تأمين الحدائق والمتنزهات فقط. ودون أن يدري بأن العيون ترقبه من المرشدين ورجال الشرطة السريين الذين كانوا يرصدون تحركاته لحظة بلحظة, عقد مجلي العزم علي المغامرة معتمدا علي كلمة سر اتفق من خلالها مع أحد أرباب السوابق لمنحه الضوء الأخضر للتحرك وكانت كلمة السر هي أمان يا صاحبي التي التقطها رجال المباحث علي الفور لتبدأ رحلة المطاردة التي انتهت بالإيقاع به وبحوزته10 كيلو جرامات من البانجو كان علي وشك تسليمها إلي صبيانه للانطلاق بها إلي أماكن تجمع المدمنين المعروفة في إدفو, حيث هرب الصبيان وتركوه وحيدا يسقط في قبضة الحملة التي قادها المقدم سامح العنتبلي رئيس مباحث مركز إدفو بناء علي توجيهات اللواء فتح الله حسني مدير الأمن للعميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية بالمديرية, تم تحرير محضر للمتهم وإحالته إلي النيابة التي تولت التحقيق.