تفاءلت أسرته الطيبة بميلاده, فأسمته شريف فالمثل يقول لكل من اسمه نصيب, لكن شريف خالف وبدأ شريف مشواره مع المخدرات بعد أن هجر التعليم وخرج منه إلي عالم الشر, فكانت شلة من قرناء السوء تتولي أمره كل يوم, يجتمعون معا للمزاج والكيف الأسود. ورغم محاولات عائلته رده عن هذا الطريق المظلم, فإنه كان عاصيا متمردا علي أهله ونصائح أقاربه حتي فكر جيدا في ترك قريته والعيش في في مكان آخر مع صديق له يشاركه نفس أحلامه وطموحه في تحقيق ثروة هائلة بضربة واحدة بعد أن نجح في صفقته الأولي التي قبض من ورائها مئات الجنيهات التي لم يكن يعرفها, فبدأ ينفق علي ملذاته ودخل في عالم آخر لا يعرف سوي لغة المال. ومرت سنوات وسنوات والمال يجري بين يديه, مما زاد من جشعه ورغبته في امتلاك المزيد واضعا في اعتباره الانتقال إلي خارج محافظته للابتعاد عن ملاحقات رجال المباحث التي بدأت تتعقبه وتلاحقه حتي أفلت منها متوجها إلي مركز إدفو الذي اتخذ منه وكرا لتوزيع الأقراص المخدرة, خاصة وانها خفيفة الوزن باهظة الثمن ومكسبها مضمون ومن السهل اخفائها عن رجال الشرطة في الكمائن. وفي إدفو, ومع ذياع صيته وشهرته وسط المدمنين الذين يتهافتون علي تلك الأقراص التي تغيب وتدمر العقل, نبعت له فكرة إحدي الصفقات القوية التي ستجعله ملكا يتربع علي عرش هذا الصنف, حيث التقي شريف مع أحد الوسطاء الذي عرض عليه صفقة شراء18 ألف قرص بما يوازي نصف مليون جنيه تقريبا, فسال لعابه ولم يتردد في قبولها بالمشاركة علي أن يتم سداد المبلغ كاملا بعد التوزيع مناصفة بينهما. أغرت الصفقة شريف فلم يفكر في مخاطرها ولم يدر بخلده أن الوسيط تحت رقابة رجال المباحث. أمسك المقدم سامح العنتبلي رئيس مباحث إدفو طرف الخيط ليقوم علي الفور بإخطار العميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية بمديرية الأمن الذي وضع كل المعلومات أمام اللواء فتح الله حسني مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن. أشارت التحريات المؤكدة إلي بدء شريف في الاتصال بتجار التجزئة لاستلام حصة كل منهم, لتتحرك حملة شارك فيها رجال المباحث والأمن العام لضبطه وبحيازته كامل الكمية وتحرر المحضر6356 لسنة2017 إداري مركز إدفو.