يعد الشعير من المحاصيل المنسية رغم أهميته الغذائية العالية سواء للإنسان أو الحيوان، إلا أنه لا توجد مساحات محددة تم حصرها بالدقهلية لزراعة محصول الشعير، حيث يقومبعض الفلاحين بزراعته عقب حصاد الخضر فيتم إثبات تلك الأراضى فى الجمعيات الزراعية على أنها مزروعة بالخضر ويتم صرف المبيدات والأسمدة لها من الجمعيات الزراعية على هذا الأساس فيقع الظلم على المزارع الفعلى الذى يحتاج إلى المبيدات والأسمدة لحماية محصول الشعير من الأمراض، وتتركز زراعة محصول الشعير بمنطقة شرق السنبلاوين. ويقول صلاح الشربينىمزارع فى هذا الوقت من كل عام يقوم المزارعون بحصاد الشعير الذى يتم زرعه عقب الخضراوات لكونه من المحاصيل القليلة التكلفة ولا يمكث فى الأرض فترة طويلة، مشيرا إلى أنه من المهم جدا مكافحة الحشائش لأنها تنافس النبات فى غذائه، ويطالب بصرف المبيدات لمحصول الشعير لان الجمعية تتجاهله وتكتفى بصرف مبيدات للخضر فقط، حيث لا يوجد من يشجع المزارعين على زراعة هذا المحصول المهم رغم أنه يأتى بعائد مادى جيد حتى إن تبن الشعير يعد أفضل من القمح وسعره أعلى منه. ويوضح حسنى جابر مزارع أن الزراعة المبكرة للشعير تساعد على تفادى موجة الصقيع، فضلا عن أن الزراعة على عمق من 10 إلى 15 سم تساعد فى الحصول على نبات قوى وتفريع جيد وجذور قوية. وتؤكد نسرين أمير مهندسة زراعية أن زراعة الشعير بمساحات كبيرة ستقضى على فوضى الاستيراد من الخارج وإهدار العُملة الصعبة التى تضيع فى عمليات وصفقات الاستيراد، مشيرة إلى أن تبن الشعير يعتبر من الأعلاف الجيدة للحيوان . ويقول الدكتور رضوان عمار أستاذ بمركز البحوث الزراعية بالمنصورة إن محصول الشعير يستخدمفى عدة أغراض مثل تغذية الإنسان والحيوان، كما يمكن خلطه مع القمح لصناعة الخبز بنسبة 20 %، حيث إنه يتميز برفع القيمة الغذائية ويحسن نوعية الخبز، كما انه يسد جزءا من الفجوة الغذائية، وبالنسبة لاستخدامه كعلف فإنه يستخدم فى فترة الصيف حيث يحل محل الأعلاف الجافة ويتم تغذية الحيوان عليها، وبالتالى يوفر فى فاتورة استيراد الأعلاف. ويضيف الدكتور زيدان شهاب الدين أستاذ بمركز البحوث الزراعية أن فوائد الشعير لا تعد ولا تحصى لأنه غنى بالعناصر الضرورية للجسم ويساعد فى العلاج من عدة أمراض، كما يحافظ على الصحة العامة، وله فوائد أيضا للشعر والبشرة، ويستخدم كمنظم غذائى وفى أغراض علاجية أخري، مشيرا إلى أن الشعير يعد من الحبوب الكاملة الغنية بالقيم الغذائية فهو غنى بالألياف والمعادن والفيتامينات والبروتينات النباتية، ويحتوى على فيتامين B، والحديد، والكالسيوم، والماغنسيوم، ويحتوى على إنزيم الأميليز، وغنى بالمنجنيز،و السيلينيوم، والزنك، والنحاس، والبروتين، والأحماض الأمينية، والألياف الغذائية، وغنى بالبيتا جلوكان، ومضادات الأكسدة المختلفة، وغنى بالفسفور، ويحتوى على سكر المالتوز. ويؤكد الدكتور محمد شطا أستاذ الاقتصاد بكلية الزراعة بجامعة المنصورة أن الشعير محصول لا يستهلك أسمدة آزوتية ويزرع فى الأراضى التى لا تصلها مياه الرى فهو محصول استصلاحى يحسن من خواص التربة وغير مكلف فى زراعته. ويوضح محمد عبد الغنىمهندس زراعىأنه باتباع التوصيات الزراعية يمكن أن نصل إلى 20 أردبا للفدان، مشيرا إلى أنه يجب أن يتم تخصيص أراض لزراعة الشعير و يتم إدراجه ضمن المنظومة الغذائية لتقليل الفجوة الغذائية وخفض فاتورة استيراد القمح لكونه محصولا غير مكلف، لافتا إلى أن الشعير من المحاصيل التى تزرع فى الأراضى التى لا تجود فيها زراعة المحاصيل الشتوية الأخرى كالقمح والفول والبنجر فيصلح فى جميع الاراضى البكر الجديدة والأراضى التى بها ملوحة أو نسبة كالسيوم ويتحمل الجفاف. فيما أكد المهندس فوزى الحضرى وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية أنه يتم تنظيم يوم حقل موسع لمحصول الشعير بالدقهلية بمشاركة أساتذة متخصصين فى زراعة الشعير وفى وجود المزارعين، حيث يتم التعرض للعمليات التى تتم للمحصول فى هذا الوقت وكذلك أهم الأمراض التى تصيبه، فضلا عن متابعة زراعة المحصول من خلالالوحدات الإرشادية فى المواقع المعنية بزراعةالشعير، كما يتم تكثيف جولات التحرى والمراقبة على الحقول وفى حالة ملاحظة أى من الأعراض المرضية يتم توجيه المزارعين بضرورة القيام بالمكافحة الكيميائية.