يعتبر التعليم الفنى بارقة الأمل التى يترقبها المصريون حتى يقود قاطرة التنمية نحو مستقبل صناعى وزراعى واعد انتظرناه كثيرا.. فصنايعية مصر هم الذخيرة الإستراتيجية ووقود الانطلاقة المقبلة فى العهد الجديد، الذى يعيشه الوطن مع الرئيس عبد الفتاح السيسى. لذلك حرصت الدولة خلال الفترة الأخيرة على التوجه نحو دعم خريجى التعليم الصناعى والزراعى بنظرة مغايرة تماما عما كانت من قبل، وهى النظرة التى أعادت الثقة لهؤلاء الخريجين فى الالتحاق بركب مسيرة التنمية بعد تلقيهم التدريبات الكافية بالجامعات والكليات المتخصصة التى تؤهلهم لسوق العمل بما يعرف بمبادرة «صنايعية مصر». حالة من النشاط يعيشها طلاب المدارس الفنية بالدقهلية، لفرحتهم بالمشاركة فى مبادرة الرئيس «صنايعية مصر» التى تؤهلهم لمواجهة احتياجات سوق العمل من العمالة المدربة، والتى ستبدأ مرحلتها الأولى من 3 وحتى 18 أبريل المقبل. وقال الدكتور أشرف عبد الباسط، رئيس جامعة المنصورة، إن «صنايعية» مصر مبادرة ممتازة كونها ستزيد من خبرات طلاب التعليم الفنى ومهاراتهم تمهيدا لإلحاقهم بسوق العمل مشيرا إلى أنه سيتولى فريق من أساتذة الكليات تدريبهم فى المعامل وسيتم توفير أماكن مخصصة للطلاب وأكد أن خروج القانون الخاص للكليات التكنولوجية للنور عقب صياغة لائحته التنفيذية بالبرلمان سيتيح لهؤلاء الطلاب فرصة كبيرة للالتحاق بالكليات التكنولوجيا التى ستضيف لهم من خلال التعاون مع الجامعات خارج مصر وذلك سيغير نظرة المجتمع لهم والإقبال سيزيد على التعليم الفنى والوضع الاجتماعى سيتحسن وقيمة الخريجين ستزيد بسوق العمل. 120 طالبًا وأكد دكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية أن المحافظة ستتولى دعوة رجال الأعمال بالمحافظة لتوفير فرص عمل للطلاب المدربين على أحدث التقنيات العلمية الجامعية، عقب حصولهم على شهادة معتمدة من الجامعة وقال: أثق فى أن هؤلاء الطلاب يلقون تعليما متميزا فى مدارسهم وسيتم تأكيد كفاءتهم من خلال تدريبهم بالجامعة بمختلف الكليات، وأشار على عبد الرءوف وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية إلى أن المبادرة تشمل ثلاث مراحل، المرحلة الأولى ستشمل 120 طالبا سيتدربون على مدى الأسبوعين بالجامعة من جميع المدارس الفنية المتقدمة والمتوسطة الصناعى والزراعى والتجارى والفندقى. استفادة عملية أكاديمية وأضح عبد القادر إبراهيم - مدير عام التعليم الفنى - يقوم باختيار الطلاب مديرو الإدارات النوعية مع مسئولى التدريب ومعايير الاختيار التفوق العلمى والتدريب العملى وسيستفيد هؤلاء الطلاب استفادة عملية أكاديمية من خلال التدريب فى الجامعة بكليات الهندسة والزراعة والتجارة من 12 مدرسة صناعى وتجارى وزراعى وفندقى، وأضاف المهندس ناجى الشايب - مدير التعليم الصناعى بالمديرية - أن تدريب الطلاب فى الجامعة سيضيف لهم خبرات عالية ومن المبشر أن لجنة من إدارة التعليم الصناعى قد زارت كلية هندسة، تمهيدا لإنشاء مدرسة صناعية بنظام المزدوج داخل كلية الهندسة. «فنى أول» وقال عماد فكرى - مدير مدرسة المنصورة الفنية المتقدمة الميكانيكية - يوجد لدينا بالمدرسة أحدث الأجهزة للنواحى التعليمية من معامل وورش توازى كلية هندسة والهدف من المبادرة الاحتكاك الذى سيزيد الطلاب الخبرة النظرية بجانب الخبرة العملية التى يكتسبها داخل المدرسة. وتابع قائلا: المدرسة حصلت على الجودة لتطبيقنا معايير الجودة القياسية العالمية من حيث التعليم والتدريب والأنشطة وقمنا بالتقدم للحصول على الشهادة الدولية من المركز البريطانى ولدينا مدرسون يطبقون ما يدرسونه خارج المدرسة وأيضا معظم الطلاب يعملون فعليا بسوق العمل وهناك اتفاقية مع الاتحاد الأوروبى.. تخص التعليم المبنى على الجدارات المهنية والذى سيتم تطبيقه العام المقبل بالمدرسة، والمدرسون والموجهون تدربوا على هذا النظام بالشراكة مع الاتحاد الأوروبى الذى سيمدنا بجميع المعدات الحديثة لتدريب الطلاب لمواكبة سوق العمل. والطالب خريج الثانوى الصناعى المتقدمة يطلق عليه فنى أول ولو أتم دراسته بكلية الهندسة سينقل خبرته العملية والتى اكتسبها خلال الخمس سنوات «فنى أول» للفنيين الذين يعملون معه وأوضح أن الطلاب والمدرسين على اعلى مستوى فهم حاصلون على مجاميع مرتفعة فى الإعدادية فلدينا طالب حاصل على 98 % وهناك شركات ومصانع تأتى لاختبار الطلاب عمليا تمهيدا للعمل لديهم ونقوم بالكشف الطبى للطالب فى بداية قبوله للالتحاق بالمدرسة على أن يكون بنيانه سليما. مشروعى الخاص وقال الطالب يوسف السيد عبادة 20 سنة: المبادرة ستفيدنى كثيرا وسأتدرب فى قسم ميكانيكا وكهرباء لأحصل على مهارات تضيف لى لاحقا فى الحياة العملية وفى تخصصى وأضاف أن أول يوم التحقت بالمدرسة كان طموحى أن أتم دراستى بكلية الهندسة وأحصل على دبلومة فى التبريد والتكييف فى مشروع تكييف اسبليت بنظام (كهروحراري) يعمل بالطاقة الشمسية معامل أدائها منخفض فقد كان مجموعى بالشهادة الإعدادية 92 % وأصررت على الالتحاق بالمدرسة بقسم التبريد والتكييف، وقال الطالب محمد فتحى النجار 20 سنة من منية سمنود إن المبادرة ستفيدنى لتطوير مهاراتى ولاحقا أتمنى إقامة مشروعى الخاص فى تجارة مستلزمات التبريد والتكييف وقد التحقت بالمدرسة لأن لدينا مصنع أيس كريم ولذا قررت الدراسة فى نفس المجال. وأشار الطالب أحمد عبد المعطى «20 سنة» من طلخا إلى أن المبادرة ستكون بالنسبة لى ممتازة خاصة للتدريب بالورش والمعامل ويتنمى الالتحاق بقسم ميكانيكا power للاستفادة من تلك الخبرة فى تطوير عمله مع والده بقطع الغيار ويتنمى الالتحاق بالكلية، وأوضح الطالب عبد الرحمن حامد 20 سنة: بالنسبة لى تدريبى فى هندسة له حافز جيد لى لأكمل تعليمى وأتمنى إقامة مشروع مخزن تبريد مصغر فمنذ صغرى أحصل على المركز الأول بالمدرسة ولكن حدثت ظروف عائلية اضطرتنى للعمل ولذا التحقت بالمدرسة على الرغم من حصولى على 95 % بالإعدادية وسألتحق بكلية الهندسة. إمكانات كلية هندسة وأكد طارق مغارورى 19 سنة، أن المبادرة ستكون جيدة لأننى سأحصل على خبرة تضيف لى فى تخصصى التبريد والتكييف لإقامة مشروعى بعد التخرج فى هذا المجال. وأشار أحمد محمد إبراهيم من طلخا إلى أن المبادرة ستضيف خبرة فى تطوير تكييف السيارة من خلال دورة كهرو حرارى بدلا من الدورة العادية الميكانيكية «الانضغاط» وسأعمل على تصميم التكييف وطرحه بالسوق. وقال محمد أمين مدرس تبربد وتكييف: أرى أن المبادرة فرصة جيدة لاحتكاك الطلاب بناحية أكاديمية عالية وطلابنا دائما ما يحتكون بالمصانع مثل تصنيع ثلاجات و«تكييفات». وسيكون هناك احتكاك نوعى لكون إمكانات كلية هندسة عالية من حيث الأجهزة المتاحة ونوعية التكنولوجيا مما سيوسع أفق الطالب ويزيد طموحه لنقضى على نظرة المجتمع لطلبة التعليم الفنى أسوة بالعالم المتحضر.