بنظرة متدنية يجد خريجو التعليم الفنى في مصر أنفسهم محاصرين بمجتمع لا يؤمن بأهمية طلاب «الصنايع»، في حين تضع دول العالم هذا التعليم على رأس أولوياتها؛ لكن مدارس التعليم الفنى لدينا أصيبت بقصور في تنمية المهارات، وإهدار للإمكانيات البشرية، وعدم تلبية احتياجات سوق العمل. ورغم احتياجات سوق العمل الماسة لخريجى التعليم الفنى، سواء خريجى المدارس والدبلومات الفنية أو خريجى كليات التعليم الصناعي، أو المعاهد الفنية إلا أنها جميعًا لا تلبي احتياجات سوق العمل، عن طريق تأهيل طلابها بالشكل الأمثل، وعلى مستوى الجامعات المصرية يوجد 4 كليات للتعليم الصناعى، هي: «حلوان، بنى سويف، سوهاج، وقناة السويس»، لكنها كل عام تظل تبحث عن طلاب يلتحقون بها. كلية التعليم الصناعى جامعة حلوان، تعد من الكليات الأم على مستوى كليات التعليم الصناعى في مصر، وتم إنشاؤها عام 1989، وتضم 5 أقسام، هي: «السيارات والجرارات، الإلكترونيات، التبريد والتكييف، تكنولوجيا الكهرباء، وهندسة الإنتاج»، فقسم التبريد والتكييف من الأقسام التي تتميز وتنفرد بها جامعة حلوان، ويكون خريجوه مطلوبين للعمل في دول الخليج بكثرة عن مصر. من جانبه، قال الدكتور عبدالله جلال، عميد كلية التعليم الصناعي بجامعة حلوان: إن الكلية هذا العام استقبلت 55 طالبًا فقط، رغم أنها خاطبت مكتب التنسيق باحتياجها ل400 طالب، مشيرًا إلى أن هذا نتيجة خطأ من مكتب التنسيق، فبدلًا من أن يتم تخصيص 80% من الطلاب الملتحقين بالكلية من الحاصلين على الدبلومات الفنية أو ما يعادلها، وال20% من الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة حدث عكس ذلك، مما أدى إلى انخفاض الأعداد بصورة كبيرة هذا العام. وأكد عميد كلية التعليم الصناعي بجامعة حلوان أن هذا العدد الضئيل جدًا أدى إلى وجود خلل، فأصبح هناك كثرة في عدد أعضاء هيئة التدريس بالنسبة لعدد الطلاب الذين تم قبولهم هذا العام، موضحًا أن الكلية بها أعضاء هيئة التدريس من أعلى الكوادر العلمية المتميزة على مستوى مصر والوطن العربي، فالكلية بها 3 أعضاء هيئة تدريس يمثلون مصر كملحقين بالخارج، ومنها الحاصل على جوائز الدولة التشجيعية، ورغم ذلك لا يوجد اهتمام بالتعليم الصناعى. وأشار جلال إلى أن الكلية بها 35 عضو هيئة تدريس منهم 10 منتدبين بكندا، وأمريكا، واليابان، والسعودية، وإنجلترا، وهو بمثابة وفرة لعضو هيئة التدريس بالمقارنة بعدد الطلاب الملتحقين بالكلية، لافتًا إلى أن ما يقرب من 80% من أعضاء هيئة التدريس بالكلية تم تأهيلهم في «كندا، والسويد، وفرنسا، واليابان، وأمريكا». وتابع جلال قائلًا: «مفيش ميزانية مخصصة للكلية كل عام، ولكن في حال احتياج الكلية لأعمال تطوير وإنشاء يتم مخاطبة الجامعة عن طريق الصرف المركزي، أو الهيئة الهندسية بالجامعة من خلال الخطة الإستراتيجية». وأكد أنه رغم العدد الضئيل الذي يلتحق بالكلية، إلا أن جميع أقسام الكلية تحتاجها سوق العمل في شتى المجالات، كما أن الكلية تقوم بإعداد الطالب وتؤهله لسوق العمل، موضحًا أن نسبة البطالة بين صفوف الخريجين بالكلية صفر في المائة، فيما يتم إخراج فنى ماهر يعمل على تدوير عجلة الإنتاج والصناعة عن طريق اكتساب المهارات غير المتوفرة في المهندسين قائلًا: «كليات الهندسة مش بتخرج الصناعة في مصر».