فى الوقت الذى تعانى فيه زراعة القطن بمحافظة الفيوم، العديد من المشكلات التى أدت إلى نقص حاد فى إنتاجية محصول القطن وما ترتب على ذلك من تدهور صناعة النسيج القائمة عليه ظهرت بارقة أمل جديدة ترى النور قريبا لإحياء تلك الزراعة والصناعة مرة أخرى المتمثلة فى محلج قطن الفيوم الجديدة المطور وفقا لأحدث النظم وماكينات الانتاج فى الشرق الأوسط مما يؤدى بدوره إلى إنعاش زراعة القطن بعد عزوف الفلاحين عن زراعته لعدم وجود عائد مادي. ويعتبر المحلج الجديد نقلة نوعية فى قطاع الغزل والنسيج، حيث إن الفيوم ستودع المنظومة القديمة التى يتم العمل بها حاليا وهى ذات انتاجية ضعيفة جدا وبطيئة للغاية تصل إلى 25 كيلو فى الساعة، أما المنظومة الحديثة التى ستعمل فى المحلج الجديد فسترتفع بالإنتاجية إلى ما بين 350 و 400 كيلو فى الساعة. «الأهرام المسائي» ترصد ردود الأفعال بين المزارعين وأصحاب الصناعة عن تأثير محلج القطن الجديد على حجم زراعة وصناعة القطن بالمحافظة، والتى كانت تشتهر أنها من ضمن المحافظات الأعلى إنتاجية فى زراعة القطن. بداية أكد محروس عبد الرحمن مصطفي، «مزارع» (51 سنة)أنه قام بزراعة 4 أفدنة ونصف الفدان قطنا العام الماضي، على أمل الربح وتسديد الديون، ولكن ما حدث جاء عكس ذلك تماما، حيث تراكم المحصول وظل مكدسا فى المنازلوالمخازن فى انتظار من يشتريه، مؤكدا أن لديه حتى الآنبعض أجولة القطنبمنزله منذ العام الماضي.. وأضاف أن تطوير صناعة القطن بتكنولوجيا حديثة بالتأكيد سيعود بالنفع على الفلاح. وأضاف رجب محمود علي،«مزارع»، أن المحلج الجديد سيكون مصدر خير فى حالة واحدة إذا زادت إنتاجيته، وبالتالى يحتاج إلى محصول أكثر من الفلاحين، بالإضافة إلى التعاقد المباشر مع الفلاح، مشيرا إلى أنه يجب على الدولة ألا تترك الفلاح فريسة لتجار القطن المستغلين. وأوضح عاشور أحمد رمضان، «مزارع»، أن تكلفة زراعة القطن أصبحت مرتفعة جدا بدءًا من السماد حتى تكلفة جنى القطن، ويجب أن يحقق المحلج الجديد زيادة جدية فى أسعار التوريد بحيث لا تزيد من خسائر الفلاح المستمرة من زراعة القطن. وأوضح منير محمد صالح،»مهندس زراعي»، أن محلج الفيوم يأتى ضمن خطة لإعادة تأهيل محالج القطاع، التى تعد عصب صناعة النسيج فى مصر، مؤكدا أن القطن ليس المادة الخام الوحيدة فى صناعة النسيج بل إنه يمثل 45 % من الصناعة، فيما تدخل الألياف الصناعية بنصيب أكبر يتجاوز ال55 %، مؤكدا ان المحلج الجديد بالتأكيد سيكون إضافة لزراعة القطن والصناعة والاقتصاد المصرى كما سيسهم بشكل كبير فى توفير فرص عمل لأبناء المحافظة.وأشار إلى أنه يجب العمل فى مركز بحوث القطن فى وزارة الزراعة على استحداث سلالات من القطن المصرى على أن تكون هذه السلالات من القطن قصير ومتوسط التيلة التى تحتاجها الصناعة المحلية، والمفارقة أن مصانع النسيج المحلية تستورد هذا النوع من القطن الذى لا تتم زراعته فى مصر، والبدء فى التوسع الزراعى للقطن قصير ومتوسط التيلة. من جانبه أكد على عثمان، رئيس مجلس إدارة محلج الفيوم، أن المحلج الجديد يحتوى على 14 ماكينة بانتاجية نحو 100 قنطار فى الساعة، ما يعنى انتاجية تقترب من ال 10 أضعاف فى المتوسط، مشيرا إلى أن المساحة الإجمالية للمحلج الجديد تقترب من نحو 35 ألف متر شاملة الشون وغيرها، بينما المبانى الإنتاجية مقامة على مساحة تقترب من 3 آلاف متر، وأضاف أن المحلج الجديد سيتم فيه تطبيق منظومة الحلج المستخدمة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا أنها الاحدث عالميا ومن المتوقع أن تحدث نقلة نوعية فى مواصفات وجودة القطن ليكون خاليا من الشوائب، وكذلك زيادة الطلب العالمي، موضحا أن هذه الشوائب تتسبب فى فقد القطن 20 % من قيمته السعرية. وأكد اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم، أن إعادة تطوير وتشغيل محلج الفيوم يأتى فى إطار خطة الدولة نحو تطوير وإعادة هيكلة شركات الغزل والنسيج وحلج الأقطان حيث إنه تم الإتفاق على تطوير عدد 11 محلجا على مستوى الجمهورية وذلك بتكنولوجيا أمريكية ويعتبر محلج الفيوم المطور أول محلج فى الشرق الأوسط وإفريقيا يعمل بتكنولوجيا حلج متكاملة. وأضاف ان المحافظة قدمت كل الدعم حتى تم الانتهاء من المشروع العملاق الذى سيحقق إضافة حقيقية لمستقبل صناعة وزراعة القطن فى المحافظة حيث قامت المحافظة بتوصيل الكهرباء للمحلج، وتسهيل الإجراءات القانونية والتراخيص اللازمة، وكذلك توصيل المرافق للمشروع منمياه الشرب والصرف الصحي.