صبرت «هدير» انتظارًا لزوج مناسب يليق بها اجتماعيا وفكريا فهى من أسرة ذات أصول طيبة بحى شبرا رغم أنها ما انتهت من دراستها الثانوية والتحقت بإحدى كليات القمة، تقدم لها عدد من الشباب لخطبتها لكنها أرجأتها لحين الانتهاء من دراستها الجامعية فمرت السنون تباعا لتصطدم بشبح العنوسة. فى هذا الوقت تقدم لها شاب لخطبتها فوافقت دون أن تتريث وسرعان ما تم الزواج فكانت الصدمة مؤلمة حتى قررت طلب الطلاق وعندما رفض تقدمت بدعوى طلاق للضرر. أمام خبراء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بزنانيرى كشفت هدير تفاصيل مأساتها قائلة إن والدها كان موظفا بسيطا فى إحدى المصالح الحكومية ووالدتها تعمل موظفة بإحدى المدارس حيث حرصا على تربيتها وأشقائها على الأخلاق والالتزام ورغم ظروفهم المادية المتواضعة فإنهم كانوا يعيشون فى سعادة بالغة لأن رأس مالهم الأخلاق والتربية والأصل الطيب موضحة أن الله ميزها بالجمال الذى حافظت عليه بأخلاقها وهو ما شجع الكثير من الشباب من مستويات اجتماعية مختلفة للتقدم لخطبتها ولكنها كانت ترفض لحين انتهاء دراستها الجامعية. تابعت هدير قائلة إنها انشغلت بدراستها ثم عملها الذى التحقت به عقب تخرجها مباشرة وسرقها العمر لتستيقظ على كابوس العنوسة ونظرات الندم فى عيون جيرانها وأقاربها وتأثرت كثيرا ولكنها تمالكت نفسها واستكملت حياتها ولعب القدر دوره وارتبطت بحسام ورغم أن مؤهله الجامعى غير مناسب بالنسبة لدراستها وطبيعة عملها فإنها وافقت حتى تقفز من مركب العنوسة وتتخلص من الكابوس الذى كان يطاردها ونظرات الشماتة التى كانت تلاحقها من أقرب الناس إليها. قالت هدير إن عريسها كان ميسور الحال وسريعا تمت الخطوبة ثم الزواج وانتقلت إلى منزل الزوجية لتكتشف ماضى زوجها الأسود وعلاقاته النسائية المتعددة فتحملت وحاولت إصلاحه، وكانت صدمتها الكبرى عندما اكتشفت أنه ينتمى إلى «عائلة سيئة السمعة» ووقعت بينهم العديد من المشاحنات والمشكلات التى تصاعدت مع الوقت حتى تحولت حياتها إلى جحيم رغم أنها ما تزال عروسا لم يمض على زواجها إلا عدة أشهر وقررت العودة إلى منزل أسرتها وطلب الطلاق ولكنها تراجعت عن الانفصال عقب اكتشافها أنها حامل. وافقت هدير على الصلح وتحملت وتحاملت على نفسها ووافقت على العيشة مع أسرة زوجها رغم ما سمعته وشاهدته ومرت الشهور سريعا وأنجبت وعكفت على تربية صغيرتها وعملها لتفاجأ بوالدة زوجها وشقيقاته يقمن بالوقيعة بينها وبين زوجها وتشويه سمعتها أمامه بالادعاء كذبا بأنها كانت مرتبطة بقصة حب مع ابن خالها واتفقا على الزواج ولكن مشكلات بين الأهل تسببت فى عدم إتمام الارتباط وغيرها من القصص التى كانوا يختلقونها بهدف الوقيعة بينهما. قالت هدير إنه على الرغم من أنها كانت مجرد حكاوى من نسج خيالهم فإنها صادفت هوى الزوج بالانتقام منها فحاولوا جميعا إهانتها والإساءة إلى سمعتها ولكنها رفضت وتمسكت بمبادئها وتربيتها ورغم أنها عاشرتهم أكثر من 40 يوما فإنها لم تصبح منهم وكانت نفسها وأخلاقها وتربيتها. قامت أسرة زوجها بترتيب المكائد للانتقام منها وتوقعت أن زوجها سوف يقف فى صفها ولكنه وقف فى صف أسرته بل وكان يحرضهم ضدها وتطور الأمر إلى قيامهم بإهانتها وسبها وعندما اعترضت صعدوا المشكلات إلى زوجها وبدلا من أن يسمع إليها قام بالاعتداء عليها بالضرب وطردها من منزله فقررت الخروج دون عودة. استطردت هدير تروى مأساتها مؤكدة أن الانتقام كان سريعا وضبطت شقيقة زوجها فى قضية دعارة أما زوجها فكان دائم السهر مع أصدقاء السوء حتى طرد من عمله وتزوجت والدته وتركت المنزل وانتقلت لمنزل زوجها رغم أنها فى نهاية العقد الخامس مؤكدة استحالة العشرة معه وطالبت بالطلاق وعقب رفضها الصلح الذى عرضه محامى الزوج أحيلت الدعوى إلى محكمة الأسرة للفصل فيها.