عندما لا تقدر التضحيات ويعتبر أحد الطرفين الآخر كما مهملا, يموت الحب وينتقل هذا الشعور القاتل ليفتك بكرامة الطرف المهمل فتتضائل الحياة أمامه, ويضرب بكل القيود عرض الحائط. ربما تكون هذه الكلمات وصفا أقرب للدقة لمآساة شهيرة, تلك الفتاة التي قدرت أسرتها وزوجها وأطفالها وتركت أحلامها, لكن زوجها أطاح بكل ذلك. وقفت شهيرة أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة تروي مأساتها مع زوجها الذي مارس ضدها جميع أنواع العذاب النفسي من ضرب وإهانة وأجبرها علي ترك دراستها الجامعية والتفرغ للمنزل وعقب سنوات من الزواج أثمر عن إنجاب3 أطفال فوجئت بإهماله لها ولهم واكتشفت أنه تزوج عليها من سكرتيرته بالمكتب مما دفعها لطلب الطلاق وأمام رفضه تطليقها تقدمت بدعواها للطلاق للضرر. كشفت شهيرة تفاصيل مأساتها وأسباب طلبها للطلاق أمام محكمة الأسرة مؤكدة أنها تفوقت في دراستها الثانوية رغم ظروف أسرتها المادية الصعبة والتحقت بإحدي كليات القمة وتفوقت في الجامعة وفي السنة الثالثة تقدم أحد الشباب لخطبتها وكان يدعي إبراهيم ينتمي إلي أسرة ميسورة الحال في المنطقة ويعمل مع والده في التجارة فرفضت لعدة أسباب أهمها أنه خريج تعليم فني بالإضافة إلي رفضها فكرة الزواج لحين انتهائها من الدراسة الجامعية ولكن أمام ضغوط أسرتها رضخت ووافقت علي إتمام الخطوبة رغم فارق السن الكبير بينهما والذي يزيد علي10 سنوات بشرط أن يتم الزواج عقب تخرجها من الجامعة. استطردت تروي قصتها مؤكدة أنها فوجئت بعد عدة شهور بخطيبها يطلب منها إتمام الزواج في إجازة الصيف وتعهد أن تقضي السنة الأخيرة في الجامعة بمنزل الزوجية فرفضت ولكن فوجئت بترحيب أسرتها بالفكرة وسريعا تم الزواج وانتقلت لعش الزوجية ومع بداية الدراسة فوجئت برفض زوجها نزولها للجامعة ثم استغل حملها وتمسك برأيه وحرمها من إتمام دراستها الجامعية. قالت شهيرة إنها رضخت لأوامر زوجها والتزمت المنزل ورزقهما الله بثلاثة أطفال عكفت علي تربيتهم وتعليمهم وإبعادهم عن العمل بالتجارة مع والدهم إلا في الإجازات واستمر حالها حتي فوجئت بتغير الزوج وتغيبه خارج المنزل فاعتقدت في البداية أنها بسبب ظروف عمله ثم اكتشفت بعد فترة من المعاناة انه تزوج عليها فتحملت العذاب والألم النفسي من أجل أسرتها وصغارها ولكنها فوجئت بإهانة الأب المستمرة لها واعتدائه عليها بالضرب أمام أطفالهما وأسرته مما دفعها لمغادرة منزل الزوجية والعودة إلي منزل أسرتها بعد أكثر من15 سنة من خروجها منه إلي عش الزوجية. أكدت أنها انتظرت توجه زوجها لمصالحتها ولكنه تأخر عليها كثيرا ولم يكلف خاطره بالاطمئنان عليها أو علي أولادهم وبعد ما يقرب من شهرين أرسل أحد أقاربه للصلح ولكنها رفضت العودة إلي منزل الزوجية واتفقت علي أن يلتزم الأب بالإنفاق علي صغاره ويتركهم في منزل أسرتها حتي تستقر الأمور وهو ما أعجب الزوج في البداية لكنه بعد فترة توقف عن الإنفاق عليهم وامتنع عن إرسال أي أموال لأسرته بهدف التنكيل بزوجته وإجبارها علي العودة إليه. رفضت شهيرة الرضوخ ونزلت إلي العمل وتكفلت بالإنفاق علي صغارها وبعد فترة من التفكير تقدمت بدعوي نفقة صغار طالبت فيها بإلزام زوجها بالإنفاق علي صغاره ولكنه رفض وتوجه إلي منزل أسرتها وأهانها واعتدي عليها بالضرب ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل قام بتهديدها مما دفعها إلي طلب الطلاق وأمام رفضه تطلقها تقدمت بأوراق دعواه بالطلاق للضرر.