قالت آمال يعقوب كامل حنا 50 سنة مدرسة لغة إنجليزية ابنة مدينة القوصية والحاصلة على لقب الأم المثالية عن محافظة أسيوط: إنها «ترددت فى التقدم لمسابقة الأم المثالية لأنها كانت ترى أنها لم تقدم ما يستحق، فمثلها كثيرات ممن ربين أولادهن وكان أقصى طموحاتى هو الحصول على لقب الأم المثالية على مستوى الإدارة. وأضافت تزوجت من أحد أبناء مدينتى وكان يعمل مأمور ضرائب وهو الابن الأصغر لوالديه وكانوا يحبونه حبًا شديدًا وبعد أشهر من الزواج رزقنا بابنتنا «ديانا» والتى حصلت على بكالوريوس تجارة إنجليزى وتعمل محاسبة بأحد البنوك، و«ديفيد» طالب بالفرقة الخامسة كلية الطب البشري، وبعد زواجنا رفض زوجى أن أعطى دروسا خصوصية وبعد عملى بالمدرسة مرت 4 سنوات سريعًا كانت أشبه بالحلم لأستفيق على صدمة رحيله رغم مرور نحو 23 سنة عليها. وتكمل ورغم قسوة الحياة رفضت إعطاء أى دروس أو الارتباط بأى عمل ناهيك عن رفض الزواج وكان على أن اختار بين الدروس الخصوصية.. الفلوس.. والأولاد وكان القرار أن تكون حياتى لأولادى تحت أى ظرف ورغم محدودية الدخل فإن راتبى كان يكفينى ولم أفكر يومًا فى طلب مساعدة ودائما ما كنت أتذكر كلمات زوجى لى «لابد أن نكيف ظروفنا على قدر دخلنا وربنا بيبارك فى القليل جدًا» ولم نحتج لأحد حتى الآن وأنا أسير على مبدأه. وأكدت أن الحياة لم تكن وردية بالنسبة لها قائلة: لا أزال أتحمل المسئولية بمفردى وأشكر ربنا الذى يعيننى وهناك مواقف كثيرة كانت صعبة أولها وفاة زوجى ودفنه دون أن أحضر جنازته ثم الآن أجهز لزفاف ابنتى بعد عدة أشهر،أما ابنى ديفيد فلا يعرف والده سوى من كلامى وحكاياتى التى لا تتوقف عنه لأنه وقت رحيله كان عمره 4 أشهر وربما كان من أصعب لحظات حياتى أن ابنتى ظلت لعدة أشهر تبكى وتنتظر والدها خصوصًا فى الحضانة كلما كنت أذهب لإحضارها كانت تبكى وتقول: «أنا عايزة بابا يروحنى مش عايزة أى حد تانى وكلما كانت ترى زميلاتها عندما يحضر آباؤهم إليهن تبكى بحرقة وظلت كذلك كلما كنت فى مناسبة وتجد باقى البنات بصحبة آبائهن». وحول فوزها بلقب الأم المثالية، قالت «آمال»: بدأت الفكرة بطلب زميلاتى وزملائى فى العمل أن أقوم بملء الاستمارة الخاصة بالترشح فكنت أقول لهم: «أنا إيه اللى عملته أنا مثل أى أم ربت أولادها ولا أرى أنى قدمت ما أستحق عليه لقب الأم المثالية»، وبعد أن أقنعونى عرضت الأمر على أولادى فشجعونى وفرحوا وكان التقديم واجتزت خطوات المسابقة وأنا غير مصدقة بما حدث فأقصى أحلامى كانت أن أحصل على الأم المثالية على مستوى الإدارة فقط.