فرانسيس جارى: علينا الاستفادة من فوائد الابتكار لصالح المجتمعات تيدروس أدهانوم: وصول الأدوية محلية الصنع يتطلب الكثير من التخطيط والتركيز على النوعية شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، فعاليات الجلسة النقاشية «مستقبل البحث العلمى وخدمات الرعاية الصحية»، ضمن فعاليات اليوم الثانى لملتقى الشباب العربى والإفريقي، الذى يعقد فى مدينة أسوان. شارك فى الجلسة النقاشية الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، وتوماس سيجون رجل أعمال بريطانى من أصول إفريقية، وسارة إنيانج أجبور مفوض الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا فى الاتحاد الإفريقي، والدكتور مينا بخيت مؤسس ورئيس مجلس إدارة مبادرة «بانسيا»، والبروفسيور تشاس بونترا أستاذ الطب التحويلى فى قسم الطب السريرى فى جامعة أوكسفورد، وفرانسيس جارى المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. وقال فرانسيس جاري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية: «إن الملكية الفكرية ساعدت فى نقل الأبحاث العلمية فى القطاع الطبي، ووصول تلك المنتجات إلى عموم البشر، خاصة فى الدول النامية»، لافتًا إلى أنه بدون صحة ليس لدينا أى شيء، وهى من الأولويات السياسية لأى حكومة. وأكد جارى أهمية توافر المناخ السياسى المشجع للاستثمار، والاستفادة من فوائد الابتكار لصالح المجتمع، فى إطار التكنولوجيا الحديثة التى نشهدها، خاصة المتعلقة بالابتكار ضد الميكروبات. من جهته، وجه الدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، كلمة عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، أكد فيها أن أحد التحديات الأساسية التى يواجهها الكثير من البلدان العربية والإفريقية هى عدم الحصول على رعاية صحية ميسورة التكلفة، وأن أفضل السبل لتوفير هذه الاحتياجات هو الاستثمار فى التصنيع المحلي. وقال أدهانوم: إن وصول الأدوية محلية الصنع إلى الأشخاص ليس بالأمر السهل حيث يتطلب الكثير من التخطيط والتركيز على النوعية، فإذا كانت الأدوية ذات جودة رديئة قد تؤذى المرضى وتهدر الأموال وتهز الثقة فى الصحة العامة. وأعربت سارة أجبور، مفوض الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا بمفوضية الاتحاد الإفريقي، عن شكرها للرئيس عبد الفتاح السيسي، لما يقوم به من تعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار فى القارة الإفريقية، والاهتمام بالشباب، وتوفير منح للطلاب.. مشيرة إلى أهمية هذه المنح، حيث إن الكثير من الطلاب لديهم معرفة، ولكن ليست لديهم الإمكانات المادية لتحقيق طموحاتهم. وأضافت أن الإستراتيجية التعليمية التى يتبناها الاتحاد الإفريقى لعموم إفريقيا لعام 2024 تقوم على التعاون بين الجامعات الإفريقية المتخصصة فى مجالات التغيرات المناخية والمياه والعلوم والتكنولوجيا والإبداع والزراعة. وقال الدكتور تشاس بونترا، أستاذ الطب التحويلى فى قسم الطب السريرى بجامعة أوكسفورد: «إننا نواجه فى كل أرجاء العالم أجمع بعض التحديات العالمية الكبري، خاصة فى الرعاية الصحية، ونحن بحاجة إلى علاجات جديدة للسرطان ومرض السكر، وبحاجة إلى جيل جديد من المضادات الحيوية وعلاجات أخرى لأمراض نادرة». وأضاف: «هناك 7 آلاف مرض نادر على مستوى العالم، وهذا يمثل نحو 650 مليون مريض، كما أن هناك بعض الأمراض التى يستغرق تشخيصها نحو 5 سنوات، موضحًا أن 95% من هؤلاء المرضى لا يجدون العلاج وهذه مشكلات كبري». وأكد توماس سيجون رجل الأعمال البريطاني، ورائد أعمال من أصول إفريقية، ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعى فى مجال الخدمات الطبية والصحية، إذ يؤثر ذلك بالإيجاب على تقديم الخدمات على مدار السنوات الخمس عشرة المقبلة، موضحًا أنه يهتم بكيفية تطبيق البحث العلمي. وأكد توماس سيجون ضرورة توفير التمويل المناسب والكافى للشباب حتى يتم تمويل الشركات الناشئة فى مجال الخدمات الطبية، كما أنه يتعين على الحكومات خلق البيئة التمكينية للاستثمار فى مجال الشركات الناشئة فى المجال الطبي، وتحفيز الأثرياء على الاستثمار فيها. الابتكار وحده غير كاف وأكد الدكتور مينا بخيت، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «باناسيا»، أن الابتكار وحده غير كاف، ويجب أن يكون مدعوما ببحث علمى قوي، كما يجب أن تكون لدينا مخرجات لنحول هذا البحث إلى تكنولوجيا جديدة وفعالة، والتى تعد النواة التى سنؤسس بها الشركات الناشئة التى سنجمع من خلالها رءوس أموال واستثمارات لتحويل التكنولوجيا إلى خدمة يستفيد منها المجتمع والاقتصاد. وقال: «استطعنا من خلال شركة باناسيا مساعدة أكثر من 240 باحثا وأكاديميا وعالما ورائد أعمال، لتأسيس شركات تعتمد على البحث العلمي، فى مجالات لها علاقة بالرعاية الصحية، والصحة الرقمية». دور مصر فى النهوض بالبحث العلمي وبدوره، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، أن وجود مصر ضمن الدول المتقدمة فى مجالات البحث العلمى خلال عام 2018 جاءت نتيجة جهود كبيرة من الدول والباحثين، مشيرًا إلى أن الباحثين قدموا أبحاثا ترقى إلى النشر بمعدلات عالية فى مجلات البحث العلمى العالمية. وأضاف أن مصر تحتل المركز رقم 35 على مستوى العالم فى أعلى معدلات النشر الدولى فى مجال البحث العلمي، إلا أن التساؤل الذى يتردد دائما هو ما مردود هذه الأبحاث؟ وتابع عبدالغفار: «إننا دائما فى إفريقيا والدول النامية تُنقل إلينا التكنولوجيا ولا دور لنا فيها، فى حال استمرارنا على أن نكون دولًا متلقية للتكنولوجيا سنظل نواجه الكثير من المشكلات»، مؤكدًا أهمية تحويل البحث العلمى من البحوث التطبيقية إلى مراكز البحوث والتطوير فى المصانع. ولفت إلى أهمية دور الشركات التى تمول وتدعم الباحثين والبحث العلمي، مؤكدًا أنه لا توجد دولة فى العالم تستطيع أن تحول البحث العلمى إلى منتجات قابلة للتطبيق من مواردها. نجاحات مصرية فى مجال الرعاية الصحية وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان: «إن مبادرة 100 مليون صحة، للكشف عن فيروس سى والأمراض غير السارية، تمكنت حتى الآن من فحص 42 مليون مواطن».. مشيرة إلى أن العلاقة بين البحث العلمى والخدمات الصحية متصلة ومستمرة وقائمة على قاعدة بيانات سليمة، وتهدف إلى التوصل إلى حلول وخطط لتحسين الخدمة الصحية، واعتمدت الوزارة على التكنولوجيا الرقمية والابتكار والصناعة للاستفادة من البحث العلمى فى تحسين الخدمات الصحية. ولفتت إلى أنه تم الحصول على اعتماد دولى لإنتاج بعض الأدوية، مؤكدة سعى وزارة الصحة والسكان لنقل التجارب مع الأشقاء الأفارقة. وأشارت إلى أن وزارة الصحة تعمل مع جامعة زويل، لإنتاج منتج يساعد جميع دول العالم لإجراء مسح لفيروس سي، لافتة إلى وجود 21 مصنع دواء مصريًا لإنتاج علاج الفيروس.. مؤكدة أن الوزارة استطاعت تصنيع مصل لعلاج فيروس سى والأورام والهرمونات، مضيفة: «نمتلك مصانع تنتج 3 أطنان من الأدوية يوميا لعلاج أمراض الملاريا ومقاومة البعوض». وحول دور التكنولوجيا فى تطوير الخدمات الصحية، قالت الدكتورة هالة زايد: «إنها ساعدت على التحول الرقمى بوزارة الصحة والسكان، وميكنة المشروعات والخدمات، فضلا عن بناء قواعد بيانات وتحليلها، بالإضافة إلى التشخيص والعلاج عن بعد».