كيسي أفليك يتناول حب الأب لابنته في نور حياتي.. وجونا هيل ينتقد الصورة التقليدية للرجولة في منتصف التسعينيات اتجه عدد نجوم السينما الأمريكية في السنوات الأخيرة للإخراج السينمائي, حيث يميل أغلبهم إلي صناعة أفلام تعبر عنهم وأفكارهم حتي وإن كانت بعيدة عن طبيعة التيار السينمائي السائد الذي تشكلت شهرتهم كممثلين من خلاله, ومن بين أبرز هذه النماذج النجم برادلي كوبر الذي استطاع أن يحصد عدد من ترشيحات جوائز الأوسكار وغيرها من الجوائز التي نالها مؤخرا عن أول فيلم روائي طويل من تأليفه وإخراجه وهو ميلاد نجمة. ويدفع طموح نجوم هوليود لما هو أبعد من مجرد التواجد علي الساحة كمخرجين مبتدئين في الولاياتالمتحدةالأمريكية, ولهذا يفضلون أن تكون نقطة البداية لأفلامهم في واحد من المهرجانات السينمائية العالمية الكبري, وكما كان العرض العالمي الأول لفيلم ميلاد نجمة في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي, اختار النجم كيسي أفليك- الحائز علي حائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام2017- أن تكون الدورة ال69 لمهرجان برلين السينمائي الدولي منصة الإطلاق لفيلمه الروائي الطويل الأول لايت أوف ماي لايف أو نور حياتي وهو التجربة الإخراجية الثالثة له بعد أن قدم من قبل مجموعة من13 فيلما روائيا قصيرا من إخراجه تحت عنوان ذا بوك أوف تشارلز أو كتاب تشارلز عام1999, بينما كانت التجربة الثانية فيلم تسجيلي بعنوان مازالت هنا عام2010, عن مرحلة التحول في حياة النجم جواكين فينكس من ممثل سينمائي مشهور إلي مغني راب يستخدم الشعر والإيقاع الموسيقي للتعبير عن نفسه. وتعتبر هذه هي المرة الأولي التي يذهب فيها أفليك إلي مهرجان برلين بأحد أفلامه, وعرض المهرجان فيلم نور حياتي في قسم البانوراما, واحتفي بأبطاله من خلال العروض الخاصة والمؤتمر الصحفي, وكتب كيسي سيناريو الفيلم ويقوم ببطولته أيضا أمام إليزابيث موس والطفلة آنا بنيوسكي. وتدور أحداث الفيلم حول فكرة صراع البقاء ووحشية البشر من خلال محاولات أب حنون لإنقاذ حياة ابنته بشتي الطرق في ظل ظروف قاسية من خلال قصة خيالية عن انتشار وباء يصيب النساء, مما يدفع الرجال للتوحش والإصرار علي قتل كل النساء والفتيات للحفاظ علي أنفسهم. وقال كيسي عن فيلمه إنه قام بتطوير القصة علي مدار سنوات, ومزج فيها بين عدد من القصص والحكايات التي سمعها في طفولته, بالإضافة إلي بعض الحوارات المشتركة التي أجراها مع أبنائه في مناسبات عدة, وقام بكتابتها لأنه وجد فيها شيئا مثيرا للاهتمام ويعبر عن علاقته الديناميكية بهم, ومع الوقت بدأت هذه المقتطفات تتحول إلي مشاهد وشيئا فشيئا شكلت هذه المشاهد ما يشبه سيناريو فيلم سينمائي تطور إلي أن وصل للصورة النهائية علي الشاشة, مضيفا أنه لم يتعمد من البداية أن يكون الفيلم من نوعية الخيال العلمي لكن القصة تطورت بهذا الشكل, وإن كان لا يحب تصنيفه بشكل كامل علي أنه خيال علمي. وتابع قائلا إنه علي الرغم من حبه لهذه النوعية من الأفلام منذ الصغر, إلا أن التركيز الأساسي في الفيلم من وجهة نظره كان علي الجانب الدرامي الخاص بعلاقة الأب بابنته ومحاولاته لحمايتها أما باقي الأشياء الأخري في الفيلم فهي ليست أكثر من مجرد خلفية لهذا الخط الرئيسي. ومن جانب آخر, يشهد مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته ال69 ميلاد مخرج آخر من نجوم هوليود وهو جونا هيل المعروف بأدواره الكوميدية الخفيفة وأدواره المرحة في عدد من الأفلام التي تحقق أعلي الإيرادات في شباك التذاكر بأنحاء العالم, كما رشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد مرتين, حيث يشارك جونا في البانوراما بأول فيلم روائي طويلة من تأليفه وإخراجه وهو ميد90 أو منتصف التسعينيات. وتدور أحداث الفيلم في لوس أنجلوس في فترة التسعينيات من القرن الماضي حول الطفل ستيفي-13 عاما- الذي يعاني من علاقة سيئة مع شقيقه, فيخرج لشوارع لوس أنجلوس بحثا عن بديل ويجده في مجموعة من المتزلجين ليتعلم معهم الحياة الصاخبة التي لا تحكمها قواعد ويتخللها شرب الخمر وتعاطي المخدرات, فيتحول إلي مراهق يوقع نفسه في المشكلات باستمرار. وقال جونا إن كل صناع الأفلام يحاولون في أعمالهم الأولي التعبير عن أنفسهم وتحديدا أول20 سنة من حياتهم التي شكلت شخصياتهم, مؤكدا أن ستيفي لا يمثله شخصيا وهذه ليست حياته في الحقيقة, لكن يمكن القول إن كل الشخصيات التي يكتب عنها هي شخصيات يستطيع أن يري فيها نفسه, كما أن ستيفي يعبر عن الأطفال في مرحلة النمو وما يمكن أن يؤثر عليهم وعلي حياتهم. وأضاف أن واحدا من الأسباب الرئيسية التي تدفعه لصناعة الأفلام هو تحدي الطريقة التقليدية لتقديم فكرة الرجولة, حيث يقدم في الفيلم الطريقة التي يتحدث بها هؤلاء الأطفال مع بعضهم البعض, مشيرا إلي أن الصورة التقليدية للرجولة في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ذلك الوقت كانت تعني عدم إظهار المشاعر والضعف أو الحساسية لأنها تعتبر مشاعر نسويه وقد يتهم من يقوم بذلك بأنه شاذ, ولكن الحقيقة أن هذه الحالة هي التي تؤدي إلي مسار خاطئ تماما وتصرفات عنيفة, ولهذا أراد أن يظهر في الفيلم هذه المشكلة التي تدفع الأطفال والمراهقين لاتخاذ قرارات خاطئة وتدمر العلاقات لأنهم غير قادرين في أغلب الأحيان علي التعبير عن آلامهم.