معاينة المحكمة لكنيسة مارمينا بحلوان تكشف:

أمين الشرطة أنقذ300 مصلي بإغلاق البوابة.. وتعذر إحضار المتهم خوفا من بطش الأهالي.. والبطل صلاح الموجي: أنقذت الأهالي بالإمساك بالمتهم قبل هروبه

كشفت المعاينة التصويرية لموقع الهجوم علي كنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس بحلوان عن تفاصيل الحادث الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد9 مواطنين وفرد شرطة حيث تبين أن المتهم قام بالتسلل والهجوم علي الكنيسة, من شارع مصطفي رفعت وأطلق النار علي حارس الكنيسة ومجموعة من المسيحيين
وأكد شهود العيان أن يقظة أحد أمناء الشرطة أنقذت300 مواطن كانوا يؤدون الصلاة في الكنيسة وأحال دون استهدافهم بإغلاق البوابة من الداخل في وجه الإرهابي الذي أصيب بحالة جنونية وقام بإطلاق النار بشكل عشوائي.
انتقلت هيئة محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني وعضوية المستشارين وجدي عبد المنعم والدكتور علي عمارة, أمس الثلاثاء, إلي مسرح جريمة كنيسة مارمينا بحلوان بهدف استجلاء الحقيقة وتكوين صورة من موقع الحادث داخل وجدان وعقيدة وضمير هيئة المحكمة لان التصور كان علي الورق فقط والحادث استغرق فترة طويلة وكان لابد من المعاينة وربط الأحداث وفقا للتسلسل الزمني, وقامت هيئة المحكمة بمعاينة موقع الجريمة وأماكن إطلاق النيران, وسقوط الضحايا, في غياب المتهم الذي أكد الأمن تعذر حضوره خوفا من بطش أهالي الشهداء به.
واستمعت المحكمة إلي أقوال شهود العيان, وقامت بعمل رسم كروكي لمسرح الجريمة تضمن رسوما للموقع مدون عليها أسماء الشوارع التي سلكها المتهم أثناء تسلله للكنيسة ثم هروبه منها ورصدت المعاينة المنازل المحيطة بالكنيسة ومكان وتوقيت دخول المتهم ثم هروبه قبل القبض عليه وكشفت المعاينة اختراق15 رصاصة للبوابة الحديدية للكنيسة وتبين أن أبعد مدي للطلقات داخل الكنيسة كان21 مترا.
وصلت هيئة المحكمة إلي مسرح الجريمة الساعة الثانية عشرة ظهرا وقامت بمعاينة موقع استهداف عدد من الأقباط بمحل العدوي للأجهزة الكهربائية, بمساكن أطلس بحلوان وأكد شهود العيان قيام المتهم إبراهيم إسماعيل بإطلاق الأعيرة النارية تجاه المحل مما أسفر عن استشهاد عاطف شاكر وشقيقه روماني ثم أطلق النار بكثافة تجاه عمر محمد وآخرين ليتمكن من الهرب, ولكن العناية الإلهية أنقذتهم.
وقال شهود العيان أمام المحكمة إن المتهم استقل دراجته البخارية وتوجه صوب كنيسة مارمينا وعقد العزم علي قتل المسيحيين رواد الكنيسة وكل من يصادفه في طريقه إلي الكنيسة وقال محمد السيد أمين شرطة وأحد شهود العيان إنه كان واقفا خدمة علي بوابة الكنيسة وسمع صوت إطلاق رصاص ثم صرخ الشهيد رضا عبد الرحمن أمين شرطة بقسم حلوان قبل مقتله اقفل الباب وسقط بجوار كشك الأمن فاستجاب سريعا وقام بإغلاق الباب موضحا ان المصلين بالكنيسة حاولوا الهروب ولكنه رفض خروجهم خوفا علي حياتهم وكان يصرخ أبوس أيديكم اقفلوا الباب.
وأشار إلي ان المتهم قام بإطلاق الرصاص علي بوابة الكنيسة بشكل عشوائي مما أسفر عن استشهاد اثنين خلف البوابة و استمر المتهم في إطلاق النار علي الكنيسة أكثر من نصف ساعة وسألت المحكمة عن المبني المجاور للكنيسة فأكد انه مبني خدمات وتم دفن الشهداء فيه وأشار إلي أن المتهم كان يرتدي خوذة وجاكت وبنطلون جينز وعقب انتهاء المتهم من ضرب النار علي الكنيسة قتل عجوزا أثناء تواجده في محل توابيت مواجه للكنيسة.
واستمعت المحكمة إلي الشاهد الثاني ويدعي تامر الحكيم والذي أكد أنه كان متواجدا داخل الكنيسة وقام بإغلاق البوابة الحديد واستمر إطلاق النار حوالي ساعة كما استمعت المحكمة إلي شهادة يونس مصطفي وشهرته صلاح الموجي والذي قال انه يسكن في مشروع الإسكندرية بالشارع الغربي واستيقظ يوم الحادث علي ضرب النار ثم مقتل نرمين صادق وأعتقد أنه حادث ثأر ولكن بعدها سمع ضرب نار وهجوم علي الكنيسة فأسرع إلي مكان الحادث وتمكن من السيطرة علي المتهم قبل هروبه ونجح في انقاذ الاهالي لان المتهم كان يحمل قنبلة وسلاح آلي وكمية كبيرة من الذخيرة ووجه إليه سلاحه ولكنه كان قد سيطر عليه.
وقال أشرف عبد العزيز مأمور قسم حلوان أثناء الحادث تلقي بلاغا علي الجهاز اللاسلكي فتوجه علي الفور إلي مكان الجريمة وشاهد المتهم يطلق النار بالشارع الغربي وشاهد سيدة غارقة في دمائها فأخذ ساترا خلف عربة فول في تقاطع الشارع الغربي مع شارع المشير احمد بدوي وتعامل مع المتهم وأطلق عليه رصاصتين من سلاح رشاش وخلال3 دقائق تمكن بمساعدة صلاح الموجي وعدد من الاهالي من السيطرة علي المتهم وبتفتيشه عثروا معه علي قنبلة وسلاح آلي وحقيبة كان يحملها علي ظهره فيها كمية من الخزن وأوضح أن المتهم كان معروف بالنسبة له لأنه كان متورطا في عدد من الجرائم الإرهابية في حلوان وكان مميزا بحسنة في جبهته من الجهة اليسري.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أجلت أولي جلسات محاكمة11 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بالهجوم علي كنيسة مارمينا بحلوان والمتهمين فيها بتأسيس وتولي قيادة والانضمام لجماعة تكفيرية, وتمويل عناصرها, وقتل9 مسيحيين وفرد شرطة, والشروع في قتل آخرين, إلي جلسة24 فبراير, للإطلاع علي أحراز القضية ومشاهدة مقاطع الكاميرات الخاصة بالكنيسة.