فجر موسم البرتقال الجديد عددا من الازمات التي يعاني منها المزارعون في مختلف المحافظات خصوصا القليوبية والتي تعتبر أكبر منتج للبرتقال واليوسفي في مصر حيث برزت شكاوي متعددة من المزارعين بدأت بضعف الإنتاجية وتأخر نضج الثمار وتراجع أسعارها بعد الحصاد مما كبدهم خسائر فادحة خصوصا الصغار منهم. وفي الوقت الذي اتهم فيها المزارعون الحكومة برفع يدها عن الازمة أكدت وزارة الزراعة ان الأسعار مناسبة وأن ضعف الإنتاجية في بعض المناطق أتي بسبب عدم احلال المزارع القديمة وتجديدها لأن هناك أشجارا كبيرة بلغ عمرها اكثر من40 عاما فيما طالب نواب في البرلمان الحكومة بسرعة ايجاد حلول للأزمة ودعم صغار المزارعين كما أكد عدد من المنتجين أن الحل الامثل يكمن في انشاء صندوق مالي لتعويض المزارعين المتضررين من الأزمة كما أكد البعض أن إسبانيا تحركت لدعم المزارعين بتحويل البرتقال إلي عصائر محفوظة عن طريق معلبات صالحة للاستهلاك لمدة عامين. إدارة البساتين والمحاصيل: البعض لا يلتزم بالتعليمات والإرشادات .. وهناك أشجار عمرها أكثر من40 عاما يجب تغييرها قال المهندس محمود عطا رئيس الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية إن شكاوي الأهالي بشان ضعف انتاجية البرتقال والمانجو والموالح بشكل عام في بعض المناطق يؤكد ما حذرت منه الوزارة في حملاتها الإرشادية بضرورة تغيير وتجديد الحدائق والزراعات المختلفة حيث ان الأشجار بلغ عمرها في بعض المناطق أكثر من30 أو40 عاما وهي مدة طويلة يجب تجديد الأشجار فيها. وقال عطا في تصريحات للاهرام المسائي إن الوزارة قامت بحملات مكبرة للمرور الميداني علي الحقول لمتابعة المحاصيل الزراعية وتقديم النصائح والإرشادات للمزارعين لإنتاج ثمار عالية الجودة والإنتاجية كما تقوم لجان مشتركة بين الإدارة المركزية للمكافحة و الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية بالمرور علي زمام زراعات جميع المحافظات لمتابعة حالة الزراعات البستانية وما وصلت إليه مقاومة الآفات والظواهر المرضية لحدائق أشجار المانجو والموالح. ورصدت اللجان زراعات الموالح وكذلك المانجو وتم مقاومة العفن الهبابي بعد الكشف عنها وكذلك قدمت اللجان المختلفة خلال المرور للمزارعين بعض التوصيات ومنها شرح أهمية عملية التقليم الصحية لأشجار الموالح وإجراء الخدمة الشتوية في موعدها بعد الانتهاء من الجمع في الموالح مشددة علي ضرورة الاهتمام بنظافة الحدائق والتخلص من نواتج التقليم والحشائش في عمل كومة سمادية. كذلك يجب علي المزارعين التواصل مع لجان المرور الميداني علي أرض الواقع تحت كل الظروف وكذلك اللجوء إلي الجمعيات والإدارات الزراعية عند بروز مشكلة بهدف النهوض بالزراعات البستانية وتقديم التوصيات الفنية الحديثة للعمل علي زيادة الإنتاج وتحسين الصفات الثمارية وإنتاج ثمار تصلح للتصدير والسوق المحلي وذلك في إطار برتوكول التعاون الموقع بين الإدارة المركزية للبساتين والإدارة المركزية للمكافحة. نواب البرلمان يواجهون الحكومة لحل الأزمة في خطوة جيدة لصالح المزارعون قدم عدد من نواب البرلمان طلبات عاجلة واستجوابات للحكومة بشأن أزمة الموالح حيث أكد النائب محمد زكريا محيي الدين عضو مجلس النواب أنه تقدم بسؤال إلي رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفي مدبولي ووزير الزراعة عزالدين أبوستيت بشأن تأجيل الوزير قراره بفتح باب التصدير للبرتقال مؤكدا ان وزارة الزراعة لم تتابع قرارات وإجراءات تصدير البرتقال لاسيما وأن هناك عراقيل بشأن تصديرها تسببت في تكبد المزارعين خسائر فادحة وذلك علن مزارعو البرتقال الصيفي غضبهم الشديد بسبب تقاعس الحكومة عن حل أزمة تصدير المحصول مؤكدين أنهم عزموا علي اقتلاع الأشجار وبيعها كأخشاب لمكامر الفحم. وأضاف النائب في تصريحات للأهرام المسائي أن بعض الفلاحين أعلنوا تكبدهم خسائر وصلت لنحو5 آلاف جنيه في الفدان الواحد نتيجة تراجع أسعار محصول البرتقال خلال الموسم الجاري إلي نحو50 قرشا في الكيلو بالأرض الزراعية وهو الأمر الذي لا يستطيعون معه تحمل تكلفة ومستلزمات الإنتاج نظرا لأن الخسائر في الكيلو الواحد تصل لنحو جنيه. وطالب عضو مجلس النواب وزير الزراعة بالتدخل وتعويض المزارعين من جراء الخسائر التي لحقت بهم وعدم صدور قرارات تضر بهم خصوصا أن قرار تأجيل تصدير الموالح ضاعف خسائرهم هذا الموسم فضلا عن أن معظم محصول هذا العام أصبح لا مكان له سوي إلقائه في الترع وعلي الجسور. فيما يقول النائب عبدالحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية ووكيل لجنة الزراعة في البرلمان إن زيادة إنتاج إسبانيا والتي تعتبر أكبر دول العالم في إنتاج البرتقال هو سبب تكدس محصول البرتقال في مصر مما يجعل المنافسة صعبة معها خصوصا وانها بدأت تنتج المحصول للموسم الجديد بشكل مبكر وغزت الأسواق الأوروبية قبل نزول البرتقال المصري. وأضاف الدمرداش أن اسبانيا أنتجت هذا العام25% زيادة عن الأعوام الماضية من البرتقال وكذلك مصر والمغرب وإسرائيل وبالتالي المنافسة شرسة جدا بين الدول الأكثر انتاجا للبرتقال في العالم وبالتالي فالأزمة عامة وليست تخص مصر وحدها. الزراعة: لا نتدخل في التصدير.. والأسعار مناسبة أكد الدكتور حامد عبدالدايم المتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن الحديث عن خسائر المزارعين في محصول البرتقال ليس صحيحا حيث أن اسعاره مازالت مناسبة وتتراوح في القاهرة ما بين3 إلي5 جنيهات ويمكن ان يكون في المزرعة بسعر3 جنيهات للكيلو وهو سعر طبيعي في وقت زخم الموسم. وحول دور وزارة الزراعة في ضعف التصدير أكد عبد الدايم أن التصدير له نظام خاص يبدأ بتكويد وتسجيل المزارع في الحجر الزراعي والتعامل مع شركات واسماء محددة للتصدير وذلك بسبب المسئولية أمام الدولة والدول الخارجية في التصدير وذلك بعد أن عانت مصر بشدة من فوضي التصدير مما ادي إلي حظر المنتجات المصرية في الخارج وتم إعادتها إلي الأسواق مرة اخري بعد جهود مضنية. واشار إلي أن وزارة الزراعة تقدم برامج ارشادية للمزارعين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة والنشرات وكذلك حملات التوعية والندوات الإرشادية في المزارع ميدانيا بالإضافة إلي الدعم المادي مثل المبيدات والتقاوي والشتلات وغيرها ولا تتدخل في مسالة تحديد الأسعار لاي سلعة وكذلك لا تقوم الوزارة بنشاط التصدير والذي يقوم بها القطاع الخاص والوزارة تقوم فقط بتنظيم العملية وتقنين وضع المصدرين وذلك للحفاظ علي سمعة المنتجات المصرية وجودتها في الخارج. المصدرون: إنشاء صندوق لتعويض المزارعين خلال الأزمات مثلما فعلت إسبانيا برر منتجو ومصدرو البرتقال اسباب تدني أسعار الفاكهة الأكثر تصديرا في مصر إلي قرار حكيم من الحكومة بتأخير التصدير لحين اكتمال نمو الثمار ونضجها بشكل كامل لعدم النيل من سمعة المنتج المصري الذي أصبح العالم يثق فيه. وقال خالد أبو عميرة رئيس الجمعية المصرية للزراعة المستدامة أن أسعار البرتقال أبو صرة سجلت هذا الموسم للسوق المحلي1.5 جنيه للكيلو من المزرعة بينما كانت في نفس الوقت من العام الماضي تسجل2.5 جنيه للكيلو الواحد مبررا ذلك بسبب تراجع الطلب المحلي علي البرتقال إلي جانب تراجع طلبات التصدير خاصة من دول الخليج وعلي رأسهم السعودية. وأضاف أبو عميرة أن قرار فتح باب التصدير في بداية ديسمبر الماضي بدلا من نوفمبر هو في صالح المنتج المصري لأن القرار اهتم بجودة المنتج المصدر إلي الخارج لأن مع حلول شهر ديسمبر تنضج الثمار وتتركز فيها السكريات والسوائل وتكون جودتها أعلي تسويقيا مطالبا بضرورة أن تتبع الدولة نظام إنشاء صناديق تعويض المزارعين في فترات انهيار أسعار المحاصيل لتضمن بقاء المزارع في السوق وهو ما فعلته إسبانيا هذا العام في مواجهة الانخفاض العالمي في أسعار البرتقال الذي تسبب في التخلص من كميات كبيرة منه فضمنت تعويضات للمزارعين إلي جانب شرائها للبرتقال بسعر جيد لدعم المزارع وحولته إلي عصير يحفظ في البرادات وصلاحيته عامان. من جانبه أكد طاهر صديق أحد منتجي ومصدري البرتقال أن الكميات المصدرة هذا العام قليلة لانخفاض الطلب العالمي إلي جانب أن أغلب دول العالم المستوردة للبرتقال شددت بشكل أكبر من اشتراطاتها علي صعيد متبقيات المبيدات خاصة الدول العربية والآسيوية. وأضاف أن هناك اتجاها عالميا لطلب المنتجات الزراعية العضوية وهو ما لم نستطع هنا في مصر مواكبته بعد ولكن في المواسم المقبلة سيتحسن التزام المزارعين والمصدرين بتلك الشروط. وأكد أن تراجع الأسعار يعود لغزارة إنتاج البرتقال أبو صرة هذا الموسم عن كل المواسم السابقة إلي جانب فتح باب التصدير في أول ديسمبر بدلا من نوفمبر خاصة أن جنوب أفريقيا تنتهي مبكرا من تصدير إنتاجها الذي يبدأ تصديره في شهر مايو. مزارعو البرتقال: أنقذونا من الإفلاس بسبب تراجع الأسعار طالب عدد من المزارعين في القليوبية والتي تعتبر الأولي في انتاج الموالح بسرعة تدخل البرلمان والحكومة لحل الأزمة التي تفاقمت مع بداية الموسم الحالي للبرتقال بسبب تراجع الإنتاج لأسباب متنوعة منها منها ما يرتبط بالظروف الطبيعية مثل التغيرات المناخية ومنها ما يعود إلي اجراءات من المفترض ان تقوم بها الأجهزة المعنية. حيث يقول الحاج محمد حسن ربيع مزراع إن انتاج المحافظة من الموالح بدأ يتراجع منذ سنوات لعدة أسباب منها تغير المناخ حيث تتسبب حرارة الجو وشدة رياح الخماسين في التأثير المباشر علي علميتي العقد والتخصير مما يؤدي إلي قلة المحصول. فيما يقول عواد السيد عبدالوهاب مزارع إن أصحاب محطات التصدير الخاصة يقومون بوضع اسعار زهيدة لشراء المحصول لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج حتي وصل سعر البرتقال للكيلو من نوع أبوصرة160 قرشا ويمثل ذلك السعر نسبة1 إلي3 من سعره في الخارج وذلك في ظل عدم تواجد المحطات الحكومية التي كانت تقوم بهذا الدور منذ سنوات. ويقول السيد عبدالمنعم شعبان مزارع إن بعض الأهالي من أصحاب الاراضي قاموا بإقتلاع اشجار الموالح تمهيدا للقيام بزراعة محاصيل أخري بسبب عدم تغطية زراعة الموالح لنصف تكلفتها تقريبا نتيجة لإرتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وزيادة أجور العمالة وقلة انتاج المحصول مطالبا بتدخل الأجهزة المعنية لإنقاذ محصول الموالح من التراجع وعودته إلي ما كان عليه وإعادة إنشاء محطات التصدير الحكومية لإعادة الإنضباط إلي السوق والاسعار مما يدعم الفلاح في الزراعة وتكاليفها ويعود بالمحافظة ومصر إلي سابق عهدها حيث كانت مقدمة دول العالم المصدرة للموالح. الحجر الزراعي: مصر تنافس علي المركز الأول عالميا في إنتاجها كشف الدكتور أحمد العطار رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي عن ارتفاع إجمالي الصادرات الزراعية المصرية خلال الفترة من الأول من يناير وحتي31 ديسمبر من عام2018 الي5 ملايين و و200 ألف طن من المنتجات الزراعية التي تم تصديرها إلي الخارج بزيادة500 الف طن مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث بلغت الصادرات الزراعية لعام2017 حوالي4 ملايين و740 ألف طن من13 صنفا من المحاصيل الزراعية المختلفة. وقال العطار في تصريحات للأهرام المسائي إن الحجر الزراعي رصد ارتفاع كبير قي صادرات الموالح للعام2018 بزيادة بلغت150 ألف طن من من الموالح والتي بلغت مليونا و700 ألف طن بدلا من مليونا و530 ألف طن لتحتل المركز الأول في الصادرات الزراعية المصرية. واضاف العطار أن مصر تحتل المركز الثاني عالميا في تصدير الموالح وذلك ضمن منظومة الصادرات الزراعية والتي تعتبر مسألة كبيرة للاقتصاد القومي المصري ومصدر أساسي للعملة الصعبة لمصر حيث تم فتح أسواق جديدة أمام الحاصلات الزراعية المصرية وكلما حافظنا علي سمعة الحاصلات الزراعية زادت ثقة الدول الأخري في المنتج المصري وهذا يكون بمجهود مهندسي ومفتشي الحجر الزراعي ورغم تعرض الموالح لأزمة في السنوات الأخيرة إلا أن الأوضاع تتحسن وفي عام2018 رغم أن هناك كساد تجاري علي المستوي العالمي بينما تزيد الصادرات المصرية. فهيم: التغيرات المناخية السبب.. والرياح بريئة كشف الدكتور محمد فهيم الخبير بالتغيرات المناخية في مركز البحوث الزراعية أن السبب الرئيسي لأزمة البرتقال في الموسم الجديد يعود إلي تأخر تلوين الثمار تزامنا مع بدء موسم التصدير والذي يبدأ من نهاية اكتوبر حيث تبدأ الدول العربية في استقبال المنتج المصري ثم اوروبا وروسيا حيث تسببت الظروف المناخية في تأخر تلوين الثمار بسبب زيادة الحرارة مما أدي إلي تأخر ظهور الصبغة في الثمرة وهي التي تكون مسئولة عن لون الثمار وهو ما دفع الدولة إلي تأخير فتح باب التصدير لأن الحكومة تهتم بإكتمال نمو الثمار والمنتج بعيدا عن التبكير في التصدير علي حساب الجودة. وأضاف فهيم بأن فتح باب التصدير للبرتقال أبوصرة جاء في نفس توقيت أو بعد دخول دول اخري منتجة له مثل تركيا واسرائيل واسبانيا والمغرب وبذلك كانوا قد سبقوا مصر إلي الأسواق الأوروبية باسعار أقل من العام الماضي بسبب وفرة الإنتاج وبذلك غزوا الأسواق الأوروبية هي الأكثر استقبالا للمنتج المصري. وعن تأثير الرياح علي التزهير والعقد للثمار أكد فهيم أن تأثير رياح الخماسين لم يكن كبيرا حيث أن المناطق الواقعة في الدلتا والظهير الصحراوي والتي بها أكبر مساحات من البرتقال واليوسفي وتاثير تلك الرياح علي النباتات لا يمثل سوي من5 إلي15% فقط لأن تلك الرياح كانت في شهر مارس وبالتالي تؤثر علي المانجو والزيتون بنسبة أكبر.