مع حلول شهر رمضان في كل عام يبدأ الحديث عن أزمة المرور المعتادة التي يخشي الجميع من حدوثها أثناء الشهر الكريم والسبب دائما ان معظمنا يذهب ويعود في نفس التوقيت تبعا لمواعيد الإفطار لتصبح العاصمة نهارا أشبه ب ساحة حرب فالمواصلات العامة تمتلئ عن آخرها ومترو الانفاق يعاني اختناقا شديدا وطرق السفر تشهد معاناة من نوع آخر والشارع المصري يرفع حالة الطوارئ التي تستمر ثلاثين يوما يعاني فيها الزحام الشديد سواء من كثرة السيارات بكل أنواعها أو من المواطنين حيث يقضي معظمهم نهار رمضان في الشارع.. وفي جولة للأهرام المسائي كشف بعض المواطنين عن معاناتهم خلال رمضان مع المواصلات والطرق وتحدثوا عن أزمة المرور التي تفسد هذا الشهر الكريم مؤكدين اختلاف الوضع المروري في رمضان عن أي وقت طوال العام. في البداية يقول محمد جعفر والذي يستخدم القطار يوميا للسفر من القاهرة إلي طنطا أن طرق السفر هي أكثر الطرق التي يشهد المواطنون فيها زحاما شديدا والسبب كما يوضحه في اختلاف مواعيد القطارات فهي غير منضبطة بالمرة ولا يوجد توازن في المواعيد فمثلا هناك مواعيد للسفر إلي طنطا في الساعة السادسة والسادسة والربع والسادسة والنصف والسابعة ومن الساعة الثامنة مساء لا توجد أي قطارات حتي منتصف الليل كما ان المشكلة تزداد عند المسافرين للإسكندرية حيث يضطرون أحيانا لركوب قطار طنطا ثم استكمال الطريق إلي الاسكندرية من خلال المواصلات العامة. ويشكو عبدالحميد عباس موظف من خط ميكروباصات امبابة الجيزة ويراها أكثر الطرق التي يشهد ركابها معاناة بسبب مزاج السائقين حيث يقسم معظم السائقين الطريق إلي اربع أو خمس مناطق فمثلا تم تقسيم خط الجيزة امبابة من امبابة لبولاق الدكرور ومنها إلي أرض اللواء ومن أرض اللواء إلي الجراج والمحكمة.. ويتساءل هل أصبح المواطنون لعبة في يد السائقين.. وماذا سيكون الوضع في رمضان قبل الافطار هل سيتم تقسيم المشوار حتي يصل كل منا إلي بيته؟ ويضيف عباس ان ازمة المرور تحدث كل عام رغم كل الاستعدادات والاجراءات رغم ان أزمة مرور شهر رمضان تحتاج لحلول جذرية يلتزم فيها المواطن والسائق وعسكري المرور حتي لا نقضي ساعات في مشاوير تستغرق دقائق. ويؤكد عباس ان ميدان رمسيس يشهد زحاما شديدا بسبب محطة مصر ووصول القطارات بكم هائل من المسافرين الذين يزحمون الميدان بشدة في رمضان وغيره. ويتحدث احمد حسانين موظف عن مترو الانفاق الذي يعتبر من اكثر وسائل المواصلات استخداما خلال شهر رمضان لانه اقل وسيلة مواصلات تستغرق وقتا بالمقارنة بالمواصلات الأخري نظرا لان طريقه مفتوح الا انه يشكو من طول زمن التقاطر الذي يصل أحيانا إلي أكثر من ربع ساعة ليزداد زحام المحطات وتطول مدد الانتظار علي كل محطة خاصة علي خط حلوان المرج الذي يشهد زحاما مروعا في الساعات القليلة التي تسبق موعد الافطار. ويضيف حسانين انه لا سبيل امامه سوي مترو الانفاق حيث يسكن في حي المرج ويشكو من حدوث بعض الاعطال التي قد تتسبب في كارثة خاصة اذا حدثت في نهار رمضان في الوقت الذي يعود فيه معظم المواطنين إلي منازلهم. ويؤكد ياسر جمال وهو يأتي يوميا من المطرية إلي شارع الجلاء مقر عمله ان الزحام لا يرتبط بشهر رمضان البلد علي طول زحمةلدرجة اننا نقضي معظم أوقاتنا نتنقل بين المواصلات علي حد وصفه لأن أي مشوار يستغرق ساعات مهما كان بسيطا ويؤكد ان المسألة لا ترتبط بمن يركب مواصلات عامة أو يستخدم سيارته الملاكي ففي النهاية الطريق واحد والزحام واحد. ويضيف ان المشكلة ستتضاعف هذا العام بسبب تلال القمامة ومخلفات البناء التي غطت معظم الشوارع فتجد الشارع الذي كان عرضه7 أمتار تحول إلي شارع2 متر فقط لمرور السيارات وبذلك تزدحم الطرق حتي لو لم يكن مزدحما. ويقول جمال ان ازمة السلوك هي السبب في هذه المعاناة فمثلا تجد مطالع الكباري تحولت إلي مواقف لتحميل سيارات الأجرة وهناك ايضا الباعة الجائلون الذين احتلوا معظم الميادين كميدان رمسيس الذي امتلأ بهؤلاء الباعة ولا أحد يمكنه الاعتراض فلا صوت يعلو فوق صوت البلطجة حتي في رمضان. ويري ان ازمة المرور لا تتعلق بالشهر الكريم بل هي كارثة دائمة لانه ليس هناك فرق بين رمضان وغيره من الشهور حيث يذهب معظم المواطنين لعملهم تقريبا في نفس الوقت بل ان البعض يغير مواعيد العمل في رمضان إلي بعد الافطار بالتالي هي أزمة تبحث عن حل بغض النظر عن رمضان.