تدخلت لتكثيف المشاهد..وتعمدت أن تكون شخصية الصاوي قريبة الشبه من إبراهيم عيسي غاب المخرج هادي الباجوري عن السينما نحو3 أعوام, بعد أن حقق نجاحا بفيلم هيبتا, عاد من جديد بعمل سينمائي تعرض لجدل واسع سواء قبل أو بعد عرضه, وهو فيلم الضيف الذي يتناول قضايا دينية من خلال وجهتي نظر متضادتان وهما يحيي التيجاني الذي يجسد دوره الفنان خالد الصاوي هذا المفكر الديني صاحب الآراء الصادمة في عدد من القضايا الدينية لدرجة دفعت البعض لاتهامه بالعلمانية والكفر, وأسامة هذا الضيف صاحب التوجهات الدينية المتشددة وعلي مدار أكثر من ساعة ونصف يستعرض الباجوري داخل لوكيشن واحد هذه المناظرة التي تدور بين الطرفين, وفي حواره مع الأهرام المسائي أكد هادي الباجوري أن العمل يحمل نقاط تحدي كثيرة لأي مخرج كان أهمها هو السيناريو وكذلك التصوير داخل لوكيشن واحد وبالتالي كان أمام تحدي يتمثل في تنوع الصورة والحوار حتي لا يشعر المشاهد بالملل وهو داخل مكان واحد, كما تحدث الباجوري حول كواليس اختيار الفنانين, ولماذا رفض أن يكون ماجد الكدواني بطلا للعمل, والأزمة التي واجهت العمل داخل أروقة الرقابة, وتفاصيل أخري في هذه السطور: ما هي العناصر التي شجعتك علي خوض تجربة إخراج فيلم الضيف؟ الحقيقة أن أحد أهم العناصر هي الفكرة نفسها التي يدور حولها الفيلم, فمنذ عرضت علي الجهة المنتجة الفيلم جذبتني فكرته, في المقابل كان مؤلف العمل إبراهيم عيسي متخوفا من عدم إعجابي بالفكرة, لما تحمله من جرأة شديدة, وبالفعل الفيلم مليء بالتحديات تجعل أي مخرج يتخوف منه سواء بالنسبة للفكرة أو أنه عمل تأليف إبراهيم عيسي, إضافة إلي أن يكون الفيلم حواريا ويدور في لوكيشن واحد دون أن يشعر المشاهد بالملل, كل هذه التحديات تجعل أي مخرج يخشي التجربة, ولكن هذه الأسباب هي نفسها ما حمستني, لكنني كان لدي بعض التحفظات علي السيناريو وتساءلت هل المؤلف سيرضي بالأفكار الأخري, وتحدثت معه ووجدته يرحب بأي تغيير. هل معني ذلك أن هناك تعديلات أجريتها علي السيناريو؟ ليست تعديلات بالمعني الصحيح, لكنني ألممت الموضوع قليلا, نظرا لأن العمل يدور في لوكيشن واحد وبالتالي كنت حريصا علي ألا يكون مملا, وبالتالي إذا وجدت مشهدا طويلا أقوم بتقطيعه وأقلل مساحته لعدم وجود أماكن كثيرة, والأصعب أن النصف الثاني من الفيلم في مكتب البطل يحيي وهذا كان بالنسبة لي كابوس. لماذا لم تتدخل إذن لتكون التعديلات هو التصوير بأكثر من لوكيشن حتي تبتعد عن نقطة الملل؟ لأن جمال الفكرة وصعوبتها في اللوكيشن الواحد, وهذا تحد بأن يتم تقديمه كما هو دون أن يكون مملا, وعلي سبيل المثال العمل في البداية كان لا يوجد به مشهد زيارة الخال ماجد الكدواني, ومشهد الضابط محمد ممدوح, وخلال جلسات العمل احتجنا للتطوير لفصل المشاهد قليلا حتي يأخذ نفسه, وأعجبني المشهدان بعدما قام المؤلف بكتابتهما وبالتالي أضفناهما في الحال. الفيلم يعتمد بشكل أساسي علي السيناريو والحوار بين البطل هل كان ذلك صعبا خلال التصوير؟ الصعوبة الحقيقية والتحدي يتمثلان في أهمية الإحساس بالفيلم متي يبدأ المشهد وأين ينتهي. لكن هناك مشاهد جدلية بين خالد الصاوي وأحمد مالك جعلت رسالة الفيلم مباشرة وهذا ليس مستحبا في السينما فما تعليقك؟ بالطبع, لكن لا تنسي أنها معركة, وهناك خوف دائم من الرسائل المباشرة, ولذلك أشعر أنني مسكت العصا من النهاية, فرغم أن الرسالة مباشرة ألا أنها لم تضايق المشاهد, والبعض قال إن هذا الحوار كان من الممكن أن يقال في برنامج, ولكننا ابتعدنا عن ذلك بتسليط الضوء علي موضوعات مهمة ومنها العنعنة والحجاب, في إطار تمثيل كما أن كوميديا الصاوي خففت من حدة وملل هذه المشاهد. وما تعليقك علي ما ردده البعض أن العمل مناظرة حوارية؟ لم أغضب من ذلك لأنني كنت أقصد ذلك وهذا ما قلته لمالك والصاوي أثناء التصوير إن الفيلم أكثر من جولة بينكما, ولكن البعض اعتقد أننا كنا متحمسين لرأي الصاوي وهذا خطأ فالدليل علي ذلك أنه خلال الحوار بينهما علي المنضدة في الحديقة كانت الجولة في صف مالك عندما أكدت فريدة أنها اقتنعت بالحجاب, والنصف الثاني من العمل كان يريد مالك إذلال الصاوي أمام ابنته وزوجته وكسره, وبالتالي العمل مقسوم نصفين, وظهر أيضا بوضوح في مشهد المطبخ عندما قال الصاوي لمالك لما عرفت أن ميمي مسيحية أثرت فيك فرد عليه مالك ولما عرفت أن ابنتك ستتحجب أثرت فيك وأصبحت مشاجرة صريحة بينهما. كيف تم اختيار الأربعة أبطال فقط؟ اخترتهم من المرة الأولي, ولم يكن لدي اختيار آخر, والحقيقة أن خالد الصاوي عرض عليه مسلسل في وقت الفيلم وهنا كان عليه الاختيار, ولكنني تحدثت معه قائلا ماينفعش تسيب الفيلم ده وليس لأن لدي بديلا ولكن لأنه سيفرق معه. ما حقيقة ترشيح ماجد الكدواني لدور البطولة بدلا من الصاوي؟ لا لم أرشح الكدواني لأنه مسيحي, لأن الجميع في هذه الحالة سيتركون كل شيء في العمل ويتحدثون فقط حول كيف تتم الاستعانة بممثل مسيحي لتأدية شخصية مفكر ديني آراؤه تحمل جدلا, خاصة أن المنتج مسيحي أيضا, وبالتالي كنت سأقضي علي العمل من البداية, وهذا السؤال سأله لي الصاوي وأجبته بالنفي لأنه لا يجوز. القضايا التي يطرحها الفيلم جريئة ألم تخشوا حدوث انتقادات أو مشاكل من قبل الرقابة؟ قلقنا بالطبع, وكنت أتوقع بعد الجدال الذي حدث أن الرقابة علي المصنفات الفنية ستحذف مشاهد, لكنهم لم يحذفوا شيئا, فعندما شاهدت النسخة الأخيرة من العرض مع إبراهيم عيسي قلت له ياريتهم كانوا حذفوا شيئا لأن هناك مشاهد من الممكن أن تسبب لنا مشكلة كبيرة, ولكن ردود أفعال الجمهور جاءت جيدة وتفهموا أنه عمل جريء, وهو ما يهمني. علي ذكر الرقابة كيف تكون هناك نية للمنع من قبل الرقابة وتم عرضه كاملا؟ لأنه لا يجوز تقطيعه بعد الموافقة عليه كسيناريو, واقتنعوا به لأسباب معينة لا نعلمها ومن الممكن أن تكون سببها عدم حجب الحرية, ولذلك كيف سيقتطعون من أحداثه. لكن البعض تساءل كيف يصنف الفيلم+16 وهو في الأساس يحاور الشباب من خلال شخصية أحمد مالك؟ في البداية كان+18 ثم تم تغييره بعد ذلك, وأعتقد أن السبب وراء ذلك يرجع إلي أنهم لا يريدون أي شاب لم يصل تفكيره لمرحلة معينة من النضوج بالتأثر بكلام دون تفكير, وبالتالي عدم الوعي سواء بالسلب أو بالإيجاب حتي يكون وصل للنضج. هل يأتي العمل في ظل توجه الدولة لمحاربة قوي الشر وتجديد الخطاب الديني؟ بالطبع وهذا ما جعلني أتعجب أن الرقابة رفضت الفيلم وهو يحارب الإرهاب ويسلط الضوء علي مدي حقارتهم وجهلهم. البعض شعر أن خالد الصاوي استلهم شخصية إبراهيم عيسي الحقيقية في الفيلم هل هذا كان مقصودا؟ بالفعل وهذا كان طلب مني لهم, فخلال جلسات العمل أحببت شخصية إبراهيم عيسي وتشجعت علي ذلك عندما وجدت أن الصاوي به بعض الصفات من إبراهيم واقترح أن يأخذ منه أشياء وحمسته علي ذلك, وفكرة ارتداء الصاوي الجلباب في المنزل استخلصتها من إبراهيم عندما زرته في منزله, وعمل الصاوي علي زيادة وزنه وقص شعره وعمل صلعة, بينما النظارة شبيهة من نظارة الفنان الراحل فؤاد المهندس. لماذا تم الاستغناء عن الموسيقي التصويرية طوال الفيلم إلا في مشهد النهاية؟ الموسيقي في النهاية كانت منفسا للمشاهد, أما طوال الفيلم كنت أريد المشاهد أن يتعايش مع الفيلم ويسمع كل الأصوات وكأنه معهم في المنزل, والموسيقي عموما أداة للمخرج عندما يكون هناك ضعف في المشهد, ولم أشعر بذلك, خاصة أن الموضوع لا يريد ذلك. ما أسباب الإضاءة الخافتة؟ عقدنا كثير من الجلسات للاتفاق علي شكل الإضاءة, هل تجوز أن تكون خافتة وقت استقبال الضيوف, إلي أن وجدنا وقت التصوير أن الإضاءة التي ظهر بها الفيلم ملائمة للقصة حتي يتعايش الجمهور مع الممثلين وكأنه حقيقي, وكان كل هدفنا الواقعية.