.. وتتوالي المعجزة المصرية

تحت شعار100 مليون صحة اتجاه اختياري للنجاة من الوجع

ليس مجرد معجزة ولا نظرة علي إعجاز ولا تعامل مع إنجاز وبنظرة عادية لا يتجاوز الأمر تعبير عن إرادة قائد وأمنية وطن من أجل سلامة مواطن.. بكل تلك المفردات كانت حملة100 مليون صحة وعلي رأسها التخلص من وجع ارتبط بالمصريين حتي أصبح وصمة كبيرة لهم في البحث عن العمل وهم ثقيل في البحث عن الدواء واتجاه إجباري نحو الموت عند تمني الخلاص منه وهو فيروس سي القاتل اللعين, والتي تبدل خلالها السير في اتجاه اختياري للنجاة من الوجع.
ما بين الإصابة بفيروس سي والبحث عن ترويض أوجاعه وهمومه وآلامه كانت هناك سنوات من القلق والخوف من خطر تلك الإصابة وما يرتبط بها من آهات الأمراض المزمنة خاصة أن أمراض الكبد والضغط والسكر والسمنة والتي كانت كلها بمثابة مؤشر علي القاتل الصامت.
وكانت الإصابة بواحد من تلك الأمراض أو أكلها بمثابة مؤشر علي تلك الأوجاع التي تهدد الحياة بالخطر, وتتسبب في مشاكل صحية خطيرة, وكانت إرادة دولة30 يونيو التي وضعت نصب أعينها ملف صحة المصريين وضرورة وجود خريطة صحية وكشف طبي شامل والذي يعد الأكبر عالميا للاطمئنان علي الصحة العامة للمواطنين في إطار جهود الدولة وخطتها الطموحة للقضاء علي الأمراض المزمنة.
ومن هنا كان إطلاق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي, للقضاء علي فيروس سي, والكشف عن الأمراض غير السارية, تحت شعار100 مليون صحة, والتي تستهدف نحو50 مليون مواطن مصري.
ومن مرحلة أولي إلي الثانية تواصل الإقبال غير المسبوق علي تلك الحملة والذي كان بمثابة مؤشر واضح المعالم علي وعي المواطن وحرصه علي الاستجابة التامة لتلك الحملة التي كان عنوانها الرئيسي البحث عن سلامة المصريين وأن تكون الصحة تاجا علي رءوس كل مواطن مصري.
وكانت ثمار إرادة30 يونيو وإيجابية إقبال المواطن علي الحملة ووعيه بأهميتها بمثابة تأكيد توجه مصر قيادة وشعبا نحو المزيد من أي التعافي من التهاب الكبد الوبائي فيروس سي, الذي يكون في نظر كل مواطن أو مريض بالفيروس بمثابة ولادة جديدة جربها الآلاف مع تطبيق مصر للعلاج بالأدوية الجديدة والمستحدثة والذين أصبحوا يمارسون حياتهم الطبيعية دون معاناة أو تحمل مصاريف علاج ومن العلاج الفردي إلي الجماعي تحت شعار100 مليون صحة والتي اتخذت قوتها من علاج أكثر من2 مليون مريض خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة حسب بيانات وزارة الصحة لتفتح الباب أمام إرسال تذكرة الشفاء والنجاة من الأوجاع لملايين أخري من المواطنين المصريين من خلال تلك الحملة.
العالم يشيد والمنظمات تقدر
العديد من منظمات العالم أشادت بالمبادرة واعتبرت التجربة المصرية نموذجا يحتذي به وبعض الدول طلبت بشكل رسمي الاستفادة من التجربة المصرية وكيفية تطبيقها; حيث قام ممثلو البنك الدولي بزيارة غرفة عمليات المبادرة وبعض نقاط المسح, وأكدوا أن البنك يتطلع لنقل التجربة المصرية في هذه الحملة وتطبيقها في دول إفريقيا والعالم, موجهين الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي, علي المجهود المبذول في المبادرة الرئاسية مطالبين وزيرة الصحة بإطلاع العالم خلال المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة العالمية, المقبل والذي يعقد بجنيف, علي التجربة المصرية الناجحة وغير المسبوقة للاسترشاد بها في دول إفريقيا والعالم, ووصل التقدير العالمي للمبادرة المصرية إلي الدرجة التي جعلت الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية, يؤكد أن هذه المبادرة كانت بمثابة الإستراتيجية التي تطبق للمرة الأولي في إقليم الشرق الأوسط واعتبرها نموذجا يحتذي به في العالم كله.
مبادرة تاريخية وإنجاز غير مسبوق
الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية يصف هذه المبادرة بالتاريخية ويبرر ذلك بأن الإصابة بفيروس سي وانتشاره في مصر كانت كبيرة وكان لها تفسيرات عديدة في الكثير من مراحلها, موضحا أن نسب الإصابة بالفيروس انخفضت بسبب طرق التوعية والوقاية التي تقوم بها الدولة, مشيرا إلي أن هذه المبادرة ستساعد في علاج كل المواطنين.
ويذكر الدكتور عبد الحميد أباظة, أن ما يحدث الآن مع مبادرة100 مليون صحة يساعد في وضع ملفات صحية لكل المواطنين وكذلك طلاب المدارس بما يسهم في الوقاية من الأمراض والعلاج مبكرا وتجنب مضاعفات الأمراض المزمنة.
ويضيف أن ما تم من قبل الرئيس من مبادرات إنجاز تاريخي ساهم في وضع مصر علي الخريطة الصحية الدولية بمشروعات قومية تعتبر نموذجا سيتم تطبيقه في منظمة الصحة العالمية, موضحا أن تحقيق المستهدف من المبادرة سيساعد في الإستراتيجية العامة للدولة خاصة فيما يخص المجال الصحي والخدمات المقدمة.
ويلفت إلي أنه لا توجد جهة تتولي علاج المصابين بفيروس سي سوي الدولة المصرية مشددا علي أن مرضي فيروس سي والأمراض المزمنة عانوا تجاهلا كبيرا خلال الحقبة الزمنية الماضية, ويذكر أن تكفل الدولة بتحمل كل تكاليف العلاج للمرضي وكذلك الفحوصات أمر إيجابي ويخفف عن كاهل محدودي الدخل ويساعد علي عملية التقييم والعلاج, من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية, وكذا الكشف المبكر عن السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة, وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقي العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية, وذلك بهدف التوصل إلي مصر خالية من فيروس سي بحلول عام2020, وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتي تمثل نحو70% من الوفيات في مصر.
بداية النجاح بفرق العمل
ونعود إلي سرد نجاحات الحملة في إعجازها وإنجازها بالتوقف أمام بداياتها; حيث كان الانطلاق بتشكيل فرق عمل لتنفيذ المبادرة ضمت نحو5484 فردا, وكان كل فريق يتكون من3 أفراد( عضو طبي, وتمريض, ومدخل بيانات) ويعمل كل فريق علي فترتين, لاستقبال60 مواطنا خلال فترة العمل الواحدة, وإجراء فحص فيروس سي, والأمراض غير السارية, وذلك للمواطنين ممن تزيد أعمارهم علي18 عاما. كما تم تخصيص نحو1412 مقرا لإجراء الحملة, منها وحدات الرعاية الأساسية, ومستشفيات وزارة الصحة, وسيارات العيادات المتنقلة, ومنشآت أخري منها مراكز الشباب وقصور الشباب, وغيرها, وما تمت إتاحته بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجهات المعنية لتوفير3108 أجهزة كمبيوتر وتابليت لاستخدامها في الحملة وتمت الاستعانة بقاعدة بيانات الناخبين للوصول لجميع المستهدفين بالمسح.
مراحل تنفيذ المبادرة
تشرح لنا الدكتورة ريهام غلاب, مديرة الحملة القومية للكشف عن الأمراض غير السارية بمبادرة100 مليون صحة ما مرت به الحملة من مراحل وتقول إنه تم اختيار منسق من كل محافظة; حيث بدأت المرحلة الأولي خلال الفترة من أكتوبر وحتي نوفمبر2018, وتم مدها حتي نهاية ديسمبر الجاري وتضم9 محافظات, هي جنوب سيناء ومطروح وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والفيوم وأسيوط, ثم المرحلة الثانية بين ديسمبر2018 وفبراير2019, وتضم11 محافظة, هي شمال سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والإسماعيلية والسويس وكفر الشيخ والمنوفية وبني سويف وسوهاج وأسوان والأقصر, وأخيرا المرحلة الثالثة, ما بين مارس وإبريل2019, وتضم7 محافظات, وهي الوادي الجديد والجيزة والغربية وقنا والدقهلية والشرقية والمنيا.
وتضيف أنه تم وضع آليات للتواصل معها, منها تدشين موقع إلكتروني, وإطلاق خط ساخن للمبادرة إلي جانب إرسال نحو50 مليون رسالة نصية قصيرة للتعريف بالحملة وأماكن إجراء المسح.
النجاح يبدأ بمهارات مجموعات العمل
تؤكد مديرة الحملة القومية للكشف عن الأمراض غير السارية بمبادرة100 مليون صحة أنه تم تأهيل القائمين علي المبادرة الرئاسية للقضاء علي فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية قبل بدء كل مرحلة, والدورة التدريبية تستمر لمدة خمسة أيام تضم800 متدرب من الأطقم الطبية و170 مدخل بيانات و25 متطوعا من الجامعات المصرية, ويتم إعطاء شهادات تكريمية لكل القائمين علي المبادرة تحفيزا لهم, لمشاركتهم في هذه الحملة القومية الفريدة من نوعها.
وتضيف أنه يقوم كل متدرب بتدريب مجموعة عمل, لافتة إلي أن الدورات التدريبية تقوم علي التدريب علي استخدام الكواشف الخاصة بفيروس سي, والتدريب علي أساسيات فحص الأمراض غير السارية, وعلي مهارات الاتصال والتعامل مع المواطنين المفحوصين, كما سيتم التدريب علي الإدخال الإلكتروني علي برنامج المسح الشامل للمرض.
وتتوقف أمام فحص فيروس سي وتضيف أنه سيصبح من ضمن متطلبات دخول الطلاب للجامعات المصرية, لافتة إلي أن الحكومة عازمة علي اعتبار شهادة الخلو من فيروس سي, أحد المستندات المطلوبة في الخدمات الحكومية, من منطلق تحفيز المواطنين علي إجراء المسح الشامل.
إقبال المواطنين= الوعي الكبير بالخطر
الدكتورة هالة زايد, وزيرة الصحة والسكان, تشدد علي أهمية الحملة وتؤكد أنه تم خلال المرحلة الثانية من الحملة فحص أكثرمن9 ملايين و141 ألفا و960 مواطنا قبل نهاية المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء علي فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية, تحت شعار100 مليون صحة هو بمثابة إنجاز غير مسبوق وتشدد علي أن إقبال المواطنين كان نتيجة الوعي الكبير بخطر المرض وخطورة الإصابة.
وتشير الدكتورة هالة زايد, إلي أن إجمالي المفحوصين في المبادرة الرئاسية منذ انطلاقها في الأول من شهر أكتوبر الماضي وصل إلي أكثر من22 مليون مواطن, وأن الدولة تستهدف الوصول لكل المواطنين المحتمل إصابتهم بفيروس سي, والاطمئنان عليهم, وعلاجهم مجانا, كما أنه تم فحص480 ألفا و889 طالبا بالمرحلة الثانوية منذ إطلاق المبادرة في محافظات المرحلة الأولي التسع.
وكانت محافظة الإسكندرية حسب بيانات رسمية لوزارة الصحة أكثر محافظة إقبالا بإجمالي تردد105 آلاف و492 طالبا, والبحيرة98 ألف طالب, وأسيوط78 ألفا و507 طلاب, والقليوبية74 ألفا و819 طالبا, موضحا أن المسح بالمدارس بدأ يوم1 ديسمبر2018, وينتهي بنهاية المرحلة الثالثة من المبادرة في أبريل2019, حيث يتم تحويل الطلاب المصابين إلي وحدات صرف العلاج بالمجان.
كما أن هناك9 ملايين و141 ألفا و960 مواطنا تم فحصهم في محافظات المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية وذلك منذ إطلاق المبادرة; حيث تصدرت محافظة القاهرة أكثر المحافظات مشاركة علي مستوي الجمهورية بإجمالي عدد مشاركين3 ملايين و389 ألفا, تلتها المنوفية ب مليون و146 ألف مواطن ثم سوهاج ب مليون و137 ألف مواطن, ثم كفر الشيخ ب915 ألفا و795 مواطنا, ثم بني سويف ب787 ألف مواطن.