تشهد الدبلجة المصرية لأفلام الرسوم المتحركة تطورا جديد كل عام خاصة مع دخول فنانين جدد لهذا المجال ممن حققوا نجاحا في مجال التمثيل في أفلامهم ومسلسلاتهم, لتجذبهم الرسوم المتحركة لعالمها المحبب للكبار والصغار. وكان آخر المنضمين لكتيبة المدبلجين باللهجة المصرية الفنان تامر حسني الذي يعرض له حاليا فيلم سبايدر مان: في عالم العنكبوت ويقدم فيه الأداء الصوتي لشخصية باركر الرجل العنكبوت, والتي يجسدها في النسخة الأمريكية نيكولاس كيدج. وقال تامر إن سبب مشاركته في دبلجة الفيلم أنه من عشاق شخصية الرجل العنكبوت, حيث تم ترشيحه من قبل شركة كلومبيا, سوني, وأمبير العالمية لوضع صوته علي النسخة العربية للفيلم, مؤكدا أن الدبلجة لا تلتزم بالنص الأجنبي ولكن يضاف لها بعض الإفيهات التي تعطي الطابع المصري للدوبلاج. وفي العام الماضي انضم أيضا لسوق دوبلاج أفلام الكارتون الفنان أحمد حلمي لأول مرة من خلال فيلم إيموجيز وقدم حلمي الدبلجة الصوتية لشخصية بطل الفيلم زين, حيث تتحول في هذا الفيلم علامات الانفعالات علي الموبايل إلي شخصيات حقيقية في عالم افتراضي. وشارك حلمي في الفيلم بجانب عدد من الفنانين الشباب والعرب, خاصة أن العمل ضم عددا من اللهجات العربية كان علي رأسها اللهجة المصرية ما يجعل أطفال الوطن العربي يشعرون جميعا بألفة للفيلم وقصته, التي تصحبهم في رحلة حول ما يمكن أن يحدث داخل عالم الهاتف المحمول, إذا ما أصبحت هذه الإيموجيز, أو علامات الانفعالات شخصيات حقيقية, يتعامل كل منها من منطلق ما ترمز إليه العلامة. كما أعلن الفنان محمد هنيدي منذ فترة عن أنه سيقوم بعمل دبلجة للجزء الثاني من فيلم الرسوم المتحركة شركة المرعبين والذي شارك في دبلجة جزئه الأول وقدم الأداء الصوتي لشخصية مارد وشوشني, ولاقي الخبر صدي واسعا بين الجمهور لتعلقهم بالفيلم بسبب الدبلجة المصرية للجزء الأول. وتعد هذه الأعمال التي تحولت إلي المصرية انتعاش لسوق الدوبلاج المصري بعد أن عاني في الفترة الأخيرة بسبب توقف شركة ديزني عن دبلجة أفلامها بالعامية المصرية, واستبدالها بالفصحي, مما أثار موجة من الغضب بين الجمهور لأن للدوبلاج المصري له طابع خاص يضيف للعمل ويختلف عن دوبلاج اللهجات العربية الأخري التي تكون أقرب لترجمة النص الأصلي, وأثيرت الاعتراضات خاصة بعد عرض فيلم قلبا وقالبا بدبلجة لبنانية لم تلق إعجاب الجمهور. وانتصرت في النهاية موجة الرفض لتقرر شركة ديزني استكمال دبلجتها لأعمالها باللجة المصرية, ليعيش المدبلجون المصريون حالة من النشاط الفني بعد قرار الشركة دبلجة عدد من أفلام الكرتون القديمة بالعامية المصرية بدلا من العربية الفصحي, ليضيفوا طابع مصري إلي بعض أفلام هوليوود الشهيرة. لتقوم بعد ذلك أحد منصات العرض عبر الإنترنت الشهيرة نت فليكس بعرض الأفلام الكرتونية المدبلجة بالمصرية من الأفلام القديمة لوالت ديزني وتم إنتاجها خلال الفترة من2000 وحتي2008 باللهجة المصرية, لفتح المجال للجمهور العربي, وإضافة قائمة كاملة بالعناوين التي يرغبون في دبلجتها, عبر صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. تقول د.رشيدة الشافعي رئيس الجمعية المصرية للرسوم المتحركة: إن الأعمال المدبلجة من الرسوم المتحركة لا تعوض قلة الإنتاج المصري لهذا الفن تعويض كامل لكنها تساعد علي التواجد الدائم لهذا الفن لكي لا يحرم الأطفال منها خاصة أنها أعمال أنتجت علي مستوي عال. وأضافت أن الدبلجة بالعامية المصرية لها طابع خاص وهي الأقرب للمصريين, ويفهمها العرب بسبب انتشار السينما المصرية في الوطن العربي فأصبحت لهجتنا معروفة, لكن وجود دبلجة للرسوم المتحركة باللغة العربية أمر مهم لأنها تعلم الأطفال اللغة العربية بطريقة مميزة ويفهمها كل أطفال الوطن العربي. وأوضحت أن اختيار صوت الفنان الذي سيقدم الشخصية عامل مهم جدا لنجاح العمل, فكلما كان الصوت مميزا كلما كان أقرب للمشاهد ومنهم الفنان محمد هنيدي الذي يتمتع بصوت مميز جدا, ولكن يتم أيضا اختيار الصوت الأقرب للشخصية ليحقق نجاحا أكبر. وأكدت د.رشيدة أن أكبر أزمة تواجه الرسوم المتحركة في مصر هي أزمة الإنتاج لأن صناعة فيلما متحركا يحتاج إلي فريق عمل كبير لمدة شهور طويلة والفنانين الذين يتم اختيارهم يكونوا علي مستوي عال, فتكون أجورهم غير مرتفعة لكنها تمثل عبء علي المنتج بسبب أن دورة الربح ليست سريعة, ففي الوقت الذي يتم فيه صناعة فيلم كرتون يكون منتج آخر طرح أكثر من فيلم سينمائي وعاد عليه ربحه بشكل أسرع في السينمات, ونحن لدينا كفاءات كثيرة في هذا المجال لكن تحتاج من يجمعهم تحت مظلة واحدة لأن العمل الجيد يحتاج إلي كفاءات عالية. فيما قالت د. لمياء رجائي مدير إدارة العرائس في المركز القومي للسينما: إنه لا يمكن مقارنة دبلجة أفلام الرسوم المتحركة بإنتاجنا من هذه الأفلام, فالإنتاج مهم ويعبر عن هويتنا وثقافتنا وشيء مميز لنا, لكن الدوبلاج يسد فجوة بالفعل موجودة من قلة الإنتاج وتتم دبلجة أفلام عالمية تكون تعويضا للأطفال فيمثل إضافة للأعمال المعروضة للطفل. وأضافت لمياء أن دبلجة الأعمال الكرتونية باللغة العربية الفصحي مفيد جدا فنجد الأطفال ينطقون كلمات باللغة العربية قبل أن يتعلموا الكلام العادي ويمكن أن يتحدثوا مع بعضهم البعض بها, وهذا تأثير جيد وإيجابي وبه إفادة أكثر من العامية, ويساعد ذلك علي انتشار اللغة العربية والحفاظ عليها.