دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي, العلماء والأئمة والمثقفين إلي بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري, لاستدعاء القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم( صلي الله عليه وسلم), والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان لمواجهة الداعين إلي التطرف والإرهاب, مشيرا إلي أنه لا شك أن بناء الإنسان وتنوير العقول, وتكوين الشخصية علي أسس سليمة يعد المحور الأساسي في أي جهود للتقدم وتنمية المجتمعات, وهو ما وضعته الدولة هدفا استراتيجيا خلال الفترة الحالية. وقال الرئيس السيسي خلال كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف أمس: إنه رغم جهود العلماء والأئمة والمثقفين ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية, إلا أننا نتطلع إلي المزيد من جهود العلماء لإعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة واقعية مستنيرة, ونقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زمننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالي لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا. وشدد الرئيس السيسي علي ضرورة نشر المفاهيم الحقيقية السمحة للإسلام وغرس القيم الإنسانية السامية في القلوب والأذهان لنبذ العنف والكراهية والبغضاء. كما دعا إلي الاقتداء بنبي الرحمة, الذي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق, لجعل وطننا الحبيب مصر منارة للسلام والرقي, ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والعلم والثقافة للإنسانية جمعاء. وحرص الرئيس السيسي علي تكريم عدد من الشخصيات التي أثرت الفكر الإسلامي الرشيد في مصر والعالم. ومن جانبه حذر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من الصيحات التي دأبت علي التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها, والطعن في رواتها من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم, والمطالبة باستبعاد سنته الشريفة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام, والاعتماد علي القرآن الكريم وحده في كل ما يأتيه المسلم من عبادات ومعاملات. وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة: إن إلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت, وإلباس المتغير من الفكر البشري الناتج عن قراءة النص المقدس هو عين الجمود والتحجر والتخلف عن ركب الحضارة والحياة والخروج عن أسباب التقدم الكلية. وأشار إلي أن مراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوي والخطاب الديني الرشيد علي حد سواء, موضحا أن من أفتي الناس بمجرد المنقول من الكتب علي اختلاف أزمنتهم وإمكاناتهم وأعرافهم وقوائم أحوالهم فقد ضل وأضل, وقد عدوا ذلك خلاف الإجماع وجهالة في الدين..بل إن كبار الفقهاء والعلماء ذهبوا إلي أن الأحاديث المبنية علي العادة يختلف استنباط الحكم منها باختلاف العادة.