فى كلمته خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن صاحب هذه الذكرى العظيمة سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم، علمنا أنه لم يشكر الله من لم يشكر الناس، وقال «من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره». وأضاف: وإننا لنذكر للرئيس من الفضل الكثير، وأخص بالذكر أمرين، الأول دعوتكم الشجاعة إلى تجديد الخطاب الدينى الأمرَ الذى أصبح واجب الوقت ومن أولى أولوياته فى حق العلماء والمثقفين والمفكرين, فهو عملية ديناميكية لا تتوقف ولا ينبغى أن تتوقف أو تحد بحد, مع الحفاظ على الثوابت والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير, فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت, وإلباس المتغير من الفكر البشرى الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة, بل عن ركب الحياة كلها, والخروجِ عن أسباب التقدم بالكلية. وأشار جمعة إلى أن مراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى والخطاب الدينى الرشيد معا، وقد أكد علماؤنا الأوائل أنهم اجتهدوا لعصرهم فى ضوء ظروفهم وأحوالهم, وأن علينا فيما يتصل بالمتغيرات والمستجدات أن نراعى ظروف عصرنا وأحواله, وألا نوصد أبواب الاجتهاد، وأن من أفتى الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وأعرافهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل, وقد عدوا ذلك خلاف الإجماع وجهالة فى الدين, بل إن أبا يوسف صاحب الإمام أبى حنيفة وغيرَه من كبار الفقهاء والعلماء ذهبوا إلى أن الأحاديث المبنيةَ على العادة يختلف استنباط الحكم منها باختلاف العادة, بل ذهب أبو يوسف إلى أبعد من ذلك فقال: إذ لو كان صاحب النص (صلى الله عليه وسلم) بيننا عند تغير العادة لغير النص لتغير العادة, إنها شجاعة الوعى والفهم والتجديد المنضبط بضوابط الشرع. ووجه وزير الأوقاف الشكر للرئيس لعنايته البالغة بشئون الأوقاف وحرصه الكبير على الحفاظ على مال الوقف وحمايته وصرفه فى مصارفه الشرعية مما أحدث نقلة نوعية فى تعظيم عائدات الأوقاف, وعظم من إنفاق الوزارة فى مجال البر وفق شروط الواقفين .