سياسيون.. ليبراليون. إسلاميون.. وشباب الفيس بوك..فئات تحالفت معا دون اتفاق مسبق علي الخروج لميدان التحرير والدعوة لخلع محمد حسني مبارك من ر ئاسة الجمهورية ورددوا مثل البسطاء الهتاف المدوي الشعب يريد اسقاط النظام. ونجحوا في18 يوما مابين الخامس والعشرين من يناير الي الحادي عشر من فبراير في تحقيق هدفهم وهدف الشعب المصري وهو اجبار حسني مبارك علي الرحيل من سدة الحكم. وفي ميدان التحرير ووسط الملايين من المصريين تضخمت شعبيتهم ووصلت الي عنان السماء وباتوا رموزا من رموز ثورة25 يناير وفجأة وبدون مقدمات وخلال أقل من6 أشهر لاحقتهم لعنات الانقسام ولم يعودوا محل اجماع وتوافق داخل الميدان ومنهم من تعرض للهجوم ليكتبوا ظاهرة مثيرة هي نجوم صنعهم الميدان وهاجمهم أيضا. ويتصدر المشهد هنا في ظاهرة اليوم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء نفسه, والذي كان في الساعات الأولي لثورة25 يناير اول وزير سابقا يظهر في ميدان التحرير زعيما لفئة اساتذة الجامعات حضروا لمساندة شباب مصر والهتاف صراحة بأعلي صوت الشعب يريد اسقاط النظام وأدي موقفه الشعبي إلي تحوله إلي أسطورة في قلوب الثوار خاصة بعد الروايات التي خرجت عن قصة اقالته من منصبه كوزير للنقل في النظام السابق. ومع اكتمال اول اهداف الثورة في11 فبراير بخلع حسني مبارك, من رئاسة الجمهورية ازداد اسم عصام شرف نجومية بعد أن طرحه الثوار من ميدان التحرير رئيسا للوزراء بدلا من أحمد شفيق وهو ماحدث وأسند إليه المنصب من قبل المجلس الأعلي للقوات المسلحة,ورد شرف الترشيح بقدومه للميدان والتأكيد للثوار علي حصوله لشرعيته من الشعب في مشهد لم يحدث في تاريخ مصر. ومرت أشهر علي توليه رئاسة الوزراء حتي اصبح وجود شرف في منصبه مثار جدل ورفض بدأ في الميدان باعتصامات ترفض استمراره وتطالب بتنحيه عن منصبه لعدم تحقيقه مطالب الثورة وكان هو اول أبطال الظاهرة التي سيطرت فيما بعد علي أسماء أخري معروفة للرأي العام انطلقت نجوميتها الأولي من خلال مشاركتها في ثورة25 يناير من النماذج الليبرالية التي تحولت الي رموز لميدان التحرير,الدكتور عمرو حمزاوي القادم من معهد كارنيجي للدراسات الديمقراطية, وهو أحد الوجوه التي وجدت بشكل مكثف عبر شاشات الميديا الفضائية خلال الثورة, وكان رأيه ثابت وهو تنحي حسني مبارك بل ويكاد يكون تحول الي أسطورة في عيون الشباب الطامحين الي ليبرالية النظام السياسي وجري ترشيحه اكثر من مرة لتولي حقيبة وزارية.فجأة انقلب الوضع بالنسبة إلي حمزاوي الذي تعرض لاحتكاك من جانب متظاهرين اثناء خروجه من مبني ماسبيرو عقب ظهوره في برنامج تليفزوني, ووقتها كانت هناك تظاهرات تحدث نقاشا بينه وبين المتظاهرين ورفض خلاله حمزاوي الاعتصامات الحالية في ميدان التحرير, وتدخلت الشرطة لابعاده عن الغاضبين من ارائه الجديدة. نفس السيناريو تعرض له نموذج آخر لمع اسمه وذاع صيته كوجه إسلامي في الثورة وهو الدكتور صفوت حجازي, الذي كان اهم القادة في ميدان التحرير والداعين لتنحي مبارك وكانت اراؤه الدينية مسمارا واجه به الثوار في ميدان التحرير ماخرج من مؤسسة الأزهر في بداية تظاهرات25 يناير عن عدم شرعيتها وتحول صفوت حجازي في الأيام الأولي لعهد مابعد مبارك لرمز ديني يدعو إلي التسامح ويرفض الفتنة الطائفية وكانت له كلمة مسموعة في انهاء أزمات لاحصر لها مابين مسلمين وأقباط تحت مظلة الثوار في مدن مختلفة ولكن فجأة تغير الوضع تماما مع رفضه لاعتصامات التحرير, خاصة التي رفضت منح فرصا جديدة للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء عندما خرج بيانه الأول بعد جمعة الثورة اولا في8 يوليو يؤكد خلاله سيرة نحو الاصلاح واتخاذه قرارات. وحدثت مناوشات وصلت الي حد انزال حجازي من احد منصات الميدان في مشهد غريب ومن فئة الشباب يظهر وائل غنيم الذي بدا في الفترة مابين25 يناير الي11 فبراير رمزا من رموز الثورة بسبب كونه مؤسس صفحة كلنا خالد سعيد, علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك علي شبكة الإنترنت, والتي كانت من أسلحة الدعوة للثورة ضد نظام حسني مبارك بل ولعب اعتقاله من قبل مباحث أمن الدولة ليلة جمعة الغضب الأولي, دورا في اشعال الثورة ضد مبارك وتعالي الاصوات لتنحيه عن السلطة واتهامه باستخدام الأمن في قمع النشطاء وظل وائل غنيم من رموز ميدان التحرير لاخلاف حوله حتي ظهر في الولاياتالمتحدةالأمريكية يتلقي الجوائز الحقوقية والديمقراطية وكانت مناسبات ظهوره هناك سببا في الانقسام الذي طارده فيما بعد وظهور فئة ترفضه وتهتف ضده وهي تزامن ذلك مع اعتراضات إسرائيلية ومباركات أمريكية لها ضد قرار مصر بتنبي ملف الصلح بين منظمتي فتح وحماس في فلسطين, ولم يعد إسم وائل غنيم له نفس الشعبية حاليا التي كان يلقاها في الأيام الأولي للثورة. ويقول الدكتور أحمد عكاشة الاخصائي في عالم الطب النفسي ماحدث من تناقض الآن هو نتاج طبيعي للغاية ولايمثل انحرافا خطيرا أو شرخا في العلاقة بين الثورة ورجال الميدان فمن بدأت الاضواء تنهال عليهم في الأيام الأولي للثورة ووجدوا ترحيبا شعبيا وصنعوا لأنفسهم مكانة كبيرة في القلوب وهذا يرجع لأن ثورة25 يناير كانت تسعي وراء هدف واحد في البداية وهي تنحي حسني مبارك, وهؤلاء نجحوا من خلال الميديا توجيه رسالة الشعب للعالم بأسره, وبمرور الوقت بدأت مطالب أخري في الظهور من الميدانايضا وليس من وموزه, منهم من يري انهامطالب فئوية ولايجب مناقشتها حاليا ومنهم من يريد التركيز في الاصلاح السياسي ومنهم من يتهم بقضية الشهداء ومحاكمة الرئيس المخلوع, وعندما تتعدد الاراء, يحدث الاختلاف خاصة وان النضج في الشارع المصري لم يكتمل بعد ولذلك اعتبر ان الانقسام الحالي طبيعي للغاية ولايمثل خطورة علي الثورة