في محاولة لإعادة بناء الدولة السورية وإعادة الاستقرار والأمن الي شوارعها, شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, أمس, علي ضرورة انسحاب القوات الأجنبية بما في ذلك القوات الروسية من سوريا بعد الانتصار علي الإرهاب. وقال بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدي أسبوع الطاقة الروسي في موسكو: من الضروري السعي لانسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا بما في ذلك الروسية بموافقة دمشق. وأضاف الرئيس الروسي أن علي الولاياتالمتحدة أن تحصل علي تفويض أممي أو دعوة من دمشق لتواجد قواتها في سوريا, جدير بالذكر أن تصريحات الرئيس بوتين جاءت بعد ثلاثة أيام من الذكري السنوية الثالثة لبدء العملية العسكرية الروسية في سوريا, والتي غيرت ميزان القوي وسير تطورات الأزمة السورية ميدانيا وسياسيا. وعلي عكس الولاياتالمتحدة, فقد دخلت القوات الروسية بدعوة من دمشق إلي سوريا لمكافحة الإرهاب, والحفاظ علي وحدة سوريا وسيادتها, والمساهمة في إيجاد تسوية سياسية لأزمتها التي طالت تداعياتها المدمرة القريب والبعيد. وبدعم من القوات الجوية الروسية, تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة السيطرة علي75% من أراضي سوريا, وترافقت العملية العسكرية الروسية بجهود دبلوماسية حثيثة, حتي تسني جمع إيرانوتركيا الخصمين الأساسيين علي الساحة السورية سابقا, في إطار صيغة أستانا, التي مهدت لتفاهمات واتفاقات هامة, أطلقت عملية الحوار الوطني السوري عبر مؤتمر عقد في سوتشي الروسية في يناير2018, ونجح مؤتمر سوتشي في إطلاق مساع عملية تحت رعاية أممية لتشكيل لجنة صياغة الدستور السوري, كخطوة أولي نحو الإصلاح السياسي المنشود. ومن جانبها نشرت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية تقريرا أشارت فيه إلي نية واشنطن الإبقاء علي قواتها في شمال شرق سوريا وذلك تحت عنوان الأكراد مقابل النفوذ الإيراني, وجاء في المقال: تقوم الولاياتالمتحدة مرة أخري بمراجعة إستراتيجيتها في سوريا, كما اشارت صحيفة واشنطن بوست إلي ذلك, استنادا إلي تصريحات أدلي بها ممثلو الإدارة الرئاسية حول نية واشنطن الحفاظ علي وجودها العسكري في سوريا, بل توسيعه, حتي يتم حل النزاع الأهلي في البلاد بشكل كامل. واقتبست الصحيفة قول الممثل الخاص لوزارة الخارجية لشؤون سوريا, جيمس جيفري: الرئيس, يريد أن يرانا في سوريا حتي يتم الوفاء بهذه الشروط وغيرها. بالطبع, هناك, في قائمة الشروط بند حول الحد من نشاط إيران في سوريا, وأضاف كاتب المقال أن الارتداد إلي المبادئ القديمة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يرفع الرهانات في الصراع السوري, حيث تنوي واشنطن, كما تكتب واشنطن بوست, الاعتماد علي قوات سوريا الديمقراطية. يأتي ذلك فيما تواصل تركيا استفزازاتها علي الأراضي السورية إذ دخل رتل عسكري تركي جديد امس إلي مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال غرب سوريا في خطوة تتزامن مع بدء العد العكسي لإقامة منطقة عازلة في ادلب. وتضمن الرتل أكثر من أربعين عربة معظمها ناقلات جند وشاحنات وحافلات صغيرة, سلكت طريق دمشق حلب الدولي, في طريقها إلي نقاط مراقبة سبق لتركيا أن إقامتها في محافظة ادلب ومحيطها. وأقلت العربات بمعظمها, قوات تركية قال المرصد السوري لحقوق الانسان إنها تمركزت في نقاط مراقبة في منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي.