انتخب البرلمان العراقي مساء أمس المرشح الكردي الأكثر قبولا لدي بغداد برهم صالح(58 عاما), رئيسا للجمهورية العراقية, وهو منصب مخصص للأكراد منذ العام2005, وشهد للمرة الأولي منافسة شرسة بين قطبين للسياسة الكردية. وبحصوله علي219 صوتا في مقابل22, فاز صالح علي منافسه فؤاد حسين الرئيس السابق لديوان رئاسة كردستان العراق والمدعوم من مسعود بارزاني, الذي تلقي الضربة السياسية الثانية بعد فشل استفتاء علي استقلال الإقليم في سبتمبر.2017 ويعتبر الرئيس العراقي المنتخب برهم صالح الشخصية الكردية الأكثر قبولا في بغداد, حيث سبق له أن شغل مناصب عليا عدة, غير أنه يبقي محط خلاف بين الأكراد المنقسمين بعد عام من استفتاء علي الاستقلال أدي إلي تداعيات كارثية. ويمكن لصالح خريج هندسة الكمبيوتر من جامعات بريطانيا, أن يتباهي بسيرة سياسية طويلة, سواء في إقليم كردستان ذات الحكم الذاتي منذ العام1991, أم في قلب السلطات الاتحادية بعد سقوط نظام صدام حسين في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في العام.2003 وبعدما كان عضوا في مجلس الحكم المؤقت الذي أسسته القيادة العسكرية الأمريكية, أصبح صالح الكردي الذي يتكلم العربية بطلاقة وزيرا للتخطيط في حكومة أفرزتها أول انتخابات متعددة الأحزاب في العام.2005 وبعد مرور عام, أصبح نائبا لرئيس الوزراء نوري المالكي. وبعد انتهاء ولايته, عاد إلي أربيل ليشغل منصب رئيس وزراء الإقليم بين عامي2009 و.2011 ويقول أحد السياسيين الذين عملوا معه في بغداد, طالبا عدم كشف هويته إن صالح يقدم نفسه علي أنه عراقي أولا, مضيفا انه عمل من أجل الدولة, ومقبول لدي العراقيين والأكراد وغيرهم. وفي العام2014, توقع البعض أن يعود برهم إلي بغداد من خلال منصب رئاسة الجمهورية الفخري. ولكن في اللحظات الأخيرة انسحب صالح لصالح فؤاد معصوم, زميله في الاتحاد الوطني الكردستاني. ويسيطر الحزب الذي أسسه عام1975 أول رئيس كردي للجمهورية العراقية الراحل جلال طالباني, علي موقع الرئاسة منذ العام2005, بموجب اتفاق ضمني يحفظ رئاسة إقليم كردستان للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني. وفي العام2017, حين قرر بارزاني تنظيم استفتاء علي استقلال الإقليم ضد رغبة بغداد والمجتمع الدولي, قرر صالح الخروج من الباب الواسع لحزبه. شكل صالح حينها حزب التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة, الذي فاز بمقعدين في برلمان بغداد خلال الانتخابات التشريعية في مايو الماضي, قبل أن يعود إلي قواعده في سبتمبر الماضي ليترشح للرئاسة. ويقول عضو الهيئة القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني خالد شواني للوكالة الفرنسية للأنباء إن الحزب كان يبحث عن مرشح لديه رؤية معتدلة ويحظي بقبول وطني, وقادر علي توطيد العلاقات بين الحكومة الاتحادية والشعب الكردي علي غرار برهم صالح. وفي المقابل, يضيف شواني, أن شخصية صالح التصالحية تحظي برضا إيران, الداعمة تاريخيا للاتحاد الوطني الكردستاني, والولايات المتحدة, وغيرهما من القوي الكبري المؤثرة في العراق. وعمل صالح علي إنشاء مشروعات كبيرة في السليمانية, مدينته ومسقط رأسه وثاني أكبر مدن إقليم كردستان في شرق العراق, التي تعد معقلا للاتحاد الوطني الكردستاني. فقد ساهم علي سبيل المثال في افتتاح الجامعة الأمريكية في السليمانية, وتعد اليوم من أهم الجامعات في العراق. وفي أولي كلماته بعد أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان الذي كان رفض مشروع الاستفتاء الكردي, قال صالح إن مهمته هي الحفاظ علي وحدة العراق.