أي مس ذهبي جديد من الجنون ذلك الذي أصاب هذه الأيام الأصفر الرنان.. الرمز الأشهر للثراء علي طول التاريخ, فقد قفزت أسعار المعدن الأصفر إلي أعلي مستوياتها علي الإطلاق لتغازل مستوي ألف وستمائة دولار للأوقية, وليسجل هذا المعدن النفيس أطول موجة صعود له منذ حوالي خمس سنوات. ووصل الأمر ليس فقط إلي حد تنامي حدة التكهنات التي تتحدث عن إمكان وصول الأسعار إلي مستوي ألفي دولار للأوقية, بل إن ثمة من يتحدث الآن عن احتمال وصول قطار الأسعار إلي مستوي خمسة آلاف دولار للأونصة علي النحو الذي ذهبت إليه مؤسسة كابيتال إيكونومكس الدولية التي تعد واحدة من أكبر المؤسسات الاستشارية المالية في العالم. هذا الأمر كرس مكانة الذهب كملك للملاذات الاستثمارية الآمنة التي يهرع إليها الناس إبان الأزمات وما أكثرها هذه الأيام. وهناك من يتحدث عن ثلة من العوامل التي ساهمت في تعزيز بريق الذهب في أعين المستثمرين في شتي أرجاء العالم منها:1- أزمة الديون السيادية التي تعصف بالاتحاد الأوروبي.2- الأزمة المشتعلة حاليا داخل الكونجرس الأمريكي بشأن رفع سقف الدين العام للدولة. 3- تصاعد المخاوف من تعرض العالم لموجة غلاء جديدة جراء تريليونات الدولارات التي جرت طباعتها وضخها في شرايين الاقتصاد العالمي. 4- تنامي مشتريات البنوك المركزية الكبري من هذا المعدن رغبة في تنويع احتياطياتها بعيدا عن العملات.5- تسارع اتساع رقعة الثورات في المنطقة العربية التي تستحوذ علي السواد الأعظم من احتياطيات العالم النفطية وهو ما يعزز مشتريات الذهب العالمية. لكن هناك من يطرح هذا التساؤل.. هل فعلا أسعار الذهب الحقيقية أي تلك التي تأخذ في اعتبارها تآكل القدرة الشرائية للنقود وصلت حقا وصدقا إلي أعلي مستوي لها علي الإطلاق؟ هؤلاء يقولون إن أسعار الذهب في عام ألف وتسعمائة وثمانين بلغت ثمانمائة وخمسين دولارا وأن هذا الرقم يعادل بدولارات اليوم ألفين وخمسمائة دولار. وهذا يعني أن أسعار الذهب الحقيقية الراهنة أقل بما يقارب الألف دولار عن مستوي مثيلتها في عام ثمانين من القرن الماضي, وهو, ما قد يدفع البعض إلي الحديث عن إمكانية أن يواصل قطار الذهب انطلاقه.