نجوم90 يكتبون عن فارس أحلامهم في ذكراه السادسة:

محمود الجوهري.. الجنرال الذهبي

في مثل هذا اليوم قبل6 سنوات, ودعت مصر مدربها الأسطوري وجنرالها الكروي الأول, وفارسها المونديالي الراحل محمود الجوهري المدير الفني الاسبق للأهلي والزمالك والمنتخب الوطني عن عمر يناهز74 عاما قضاها لاعبا أسطوريا ومدربا فذا حقق مالم تحققه أي شخصية كروية مصرية أخري.
عرفه من اقترب منه رجلا يعشق العمل وشخصية وطنية تمارس كرة القدم باحترافية شديدة ومع العروض السيئة الأخيرة للمنتخب الوطني تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر في كأس العالم الأخيرة, تذكر الجميع ملحمة الجوهري سابق عصره حينما قدم مع الفراعنة عروضا تاريخية أمام انجلترا وهولندا وايرلندا كبار منتخبات العالم في مونديال1990.
وفي ذكراه السادسة لم نجد أفضل من نجوم هذا الجيل الفذ من اللاعبين الذين عاصروه في عنفوانه وقوته حينما كتب التاريخ بقيادة المنتخب الوطني إلي بلوغ نهائيات كأس العالم ليكتبوا شهادتهم عن جنرال الكرة المصرية محمود الجوهري.
وأجمع نجوم90 الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم بإيطاليا, علي أن الجنرال محمود الجوهري, والذي تحل اليوم الذكري السادسة لرحيله, ظاهرة لن تتكرر بكل المقاييس, ومدرب من طراز رفيع, فالجوهري هو أول مدير فني يرسم خطة لمواجهة المنافسين في كأس عالم90 بإيطاليا والمدرب الوحيد الذي حصل علي العلامة الكاملة في تدريب منتخبنا الوطني والتي لم يحصل عليها أي مدرب حتي الآن بالتتويج ببطولة أمم أفريقيا98 وهو ثاني أفريقي يحصل علي البطولة كلاعب ومدرب حيث حصل علي كأس الأمم كلاعب1957 وكان هدافا للبطولة فضلا علي وصوله إلي كأس العالم عام1990 بإيطاليا للمرة الثانية في تاريخنا, وفاز بالبطولة العربية في السعودية عام92.
ونرصد في السطور التالية كيف يري نجوم90 فارس أحلامهم محمود الجوهري في ذكراه السادسة.
حسام حسن: أعظم ظاهرة
وصف حسام حسن, المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي المصري البورسعيدي, الراحل محمود الجوهري بأنه أعظم من مارس لعبة كرة القدم في تاريخ مصر وأفريقيا والعالم العربي, موضحا أن الجوهري يعتبر الوحيد الذي نجح في التتويج بكأس الأمم الأفريقية لاعبا ومدربا, بجانب قيادته للمنتخب الوطني إلي منصة التتويج ببطولة العرب بسوريا عام1992, بالإضافة إلي الإنجاز العظيم والذي يتمثل في تأهل المنتخب الوطني إلي كأس العالم بإيطاليا1990 وتقديم الفراعنة لعروض مشرفة أمام قوي عاتية في أوروبا مثل هولندا وأيرلندا وإنجلترا, بشكل دفع الاتحاد الدولي وقتها إلي زيادة عدد مقاعد أفريقيا في المونديال من اثنين إلي ثلاثة, كذلك أرسي الجوهري دعائم نظام الاحتراف في مصر.
وقال حسام حسن: أنا فخور بكوني شريكا أساسيا في معظم الإنجازات التي حققها هذا الرجل.. تعلمت منه الكثير ولا أخفي أنني أكون في قمة سعادتي عند تشبيهي به في أسلوب التدريب.. الجوهري كان عاشقا لمصر بشكل حقيقي ويمتلك موهبة نقل هذا الحماس إلي اللاعبين وذلك كان له دور في تتويج عودة الزمالك بطلا لأفريقيا في عام1993 تحت قيادة محمود الجوهري أول أهلاوي يتولي قيادة الزمالك.
إبراهيم حسن: تحول إلي أسطورة
قال إبراهيم حسن إن الحديث عن محمود الجوهري يحتاج الي مجلدات ليدرك كل عاشق ومتابع للكرة المصرية والأفريقية أنه أحد العظماء الذين أنجبهم هذا الوطن.. بتلك الكلمات تحدث إبراهيم حسن مدير الكرة بالفريق الأول للنادي المصري البورسعيدي عن محمود الجوهري الذي كان إبراهيم حسن أحد أهم أسلحته في صفوف المنتخب الوطني خلال فترات الثمانينيات والتسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.
وأضاف أن الجوهري تحول إلي أسطورة, ومدرسة خاصة في التدريب, لامتلاكه القدرة علي توظيف اللاعبين وإخراج أفضل ما لديهم بجانب أنه كان الشديد الصرامة وقت الشدة, ولديه القدرة علي أن يحبه ويهابه الجميع, فكان مديرا فنيا وإداريا وصديقا لكل اللاعبين وأعضاء الفريق.
جمال عبدالحميد: المدرب العالمي
أكد جمال عبدالحميد نجم ناديي الأهلي والزمالك والمنتخب الوطني الأسبق أن محمود الجوهري قدم كرة القدم في مصر إلي العالمية وأثبت أن مصر لديها مواهب كبيرة ولكن ينقصها من يكتشفها ومن الشخصيات التي لا تعوض في عالم التدريب.
وأضاف أن الجوهري هو أول مدير فني يرسم خطة لمواجهة المنافسين في كأس عالم90 بإيطاليا لأن كرة القدم في العالم بشكل عام كانت تعتمد علي المهارات الفردية دون وجود خطة أساسية لمجموعة اللاعبين في التحركات داخل الملعب وهو ما انعكس علي الأداء في كأس العالم الذي أبهر به الجميع بعد أن ظنوا أن المنتخب الوطني سيعود بفضيحة كبري
ويعتقد عبدالحميد أن الجوهري سبق عصره في التدريبات التخصصية بمعني أنه كان يدرك إمكانيات كل لاعب ومجهوده البدني, فمثلا أي مدير فني يطلب من جميع اللاعبين أن يخوضوا تدريبات الإحماء بشكل مشترك دون تفرقة وهو أمر غير صحيح, فالمجهود البدني للاعب في العشرينات يختلف عن مجهود لاعب في الثلاثينيات وأذكر أنني كنت أكبر اللاعبين سنا عن عمر30 عاما وأغلب زملائي تتراوح أعمارهم ما بين22 إلي26 فكنت أخوض تدريبات بدنية أقل منهم لطبيعة عمري حتي لا يستنزفني في المران وحتي يستفيد من جهدي في المباريات الرسمية وأوضح أن الجوهري غير مفهوم قائد الفريق عندما كنت قائدا للمنتخب الوطني في المونديال فلا يقتصر دوره فقط علي حمل شارة القيادة في الملعب ولكنه بمثابة مسئول مسئولية كاملة أمام المدير الفني عن كل كبيرة وصغيرة تخص الفريق فهو يتحول إلي إداري ومنسق ويحل أي أزمة تنشب في المعسكر.
هشام يكن: عقل من ذهب
أكد هشام يكن لاعب المنتخب الوطني الأسبق أن محمود الجوهري كان مدربا سابقا لعصره في كثير من النواحي التدريبية, وكان يتميز بامتلاكه للإدراك الحسي للناحية الفنية في الارتقاء بمستوي لاعبيه وتنمية مهاراتهم في اللعب الجماعي الذي يقترب من اللعب الأوروبي مثل السرعة في نقل الكرة والتمركز الجيد.
وأضاف يكن أن الجوهري كان يتميز بالتنسيق في التدريبات التخصصية فمثلا المدافعون لهم تدريبات معينة سواء منفردين أو مع حارس المرمي, وكذلك المهاجمون منفردون أو مع لاعبي الوسط, وكيفية أن يكون اللاعبون داخل الملعب علي قلب رجل واحد طوال90 دقيقة.
طارق سليمان: أنصفني بعد الظلم الويلزي
أكد طارق سليمان, المدرب العام للمصري البورسعيدي, ونجم وسط المصري والمنتخب الوطني في الثمانينيات والتسعينيات أن محمود الجوهري لعب دورا كبيرا في حياته, بعد أن ضمه للمنتخب الوطني عقب فترة عاني فيها طارق من ظلم الويلزي مايكل سميث المدير الفني السابق للفراعنة, مشيرا إلي أنه محظوظ بالتعامل مع مدرب يمثل قيمة كبيرة بحجم محمود الجوهري والتدريب تحت إشراف مدير فني يستحق بالفعل لقب أسطورة.
وقال: الجوهري كان يعاملنا معاملة عسكرية.. جعلنا ندرك تماما معني كلمة وطن والشعور بتقديم كل مالدينا لإسعاد الملايين من المصريين.. كنت حريصا علي التعلم منه وحفظ جمله الخططية.. رحم الله أعظم من مارس لعبة كرةالقدم في مصر.
أحمد الكأس: معسكراته ثكنات عسكرية
أكد أحمد الكأس نجم الأوليمبي والزمالك والمنتخب الوطني, أن الراحل محمود الجوهري, كان يقيم معسكرات المنتخب الوطني, التي تشبه إلي حد كبير الثكنات العسكرية, نتيجة الجدية والالتزام التي كان يفرضها علي اللاعبين, من أجل زيادة التركيز في المباراة التي سنخوضها, وكان يعرض علينا مباريات المنافس أكثر من مرة, لقراءة أوراق المنافس جيدا, وتحديد دور كل لاعبي في المباراة.
وقال الكأس, كان إعداد الراحل العظيم محمود الجوهري مختلفا تماما عن أي مدير فني, من أجل تجهيز اللاعبين, بدرجة كبيرة, والحكم علي التشكيلة الرئيسية التي سيخوض بها اللقاءات الرسمية, فكانت المباريات الودية المكثفة هي الطريق الأمثل, للوصول للفورمة التي يراها في كل اللاعبين.
وقال الكأس, الجوهري أسهم بشكل كيبر في رقي الكرة الأردنية, ووضعها علي طريق العالمية, من خلال توليه القيادة الفنية لفترة طويلة حتي رحيله عن عالمنا.
مجدي عبد الغني: أبهر العالم بصرامته
قال مجدي عبد الغني نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني, وصاحب الهدف الوحيد في مرمي هولندا من ركلة جزاء, إن الراحل محمود الجوهري, علي الرغم من صرامته كمدرب قدير, كان قبل كل شيء إنسانا, يستطيع احتواء لاعبيه بشكل كبير, من أجل أن يتقبل المعلومة والتوجيه خلال المران, فكنا نقبل علي الرمان بشهية مفتوحة, قبل المباريات الرسمية, وهو ماكان ينصب في النهاية لمصلحة المنتخب الوطني.
وأشار عبد الغني, إلي أن طريقة الجوهري الدفاعية, أمام فرق كبيرة في مونديال90 كانت ضرورية, لأنه كان يسعي, للوصول للمحطة التالية, لولا عدم التوفيق في مباراة إنجلترا, مشيرا إلي أن طريقته استفزت مدرب منتخب أيرلندا آنذاك, جاك تشارلتون, بعدما أغلق أمامه كل المساحات, في محاولة غزو مرمي أحمد شوبير, عندما انتهت المباراة بيننا بالتعادل السلبي.
ربيع ياسين: مبدع وموهوب ومفكر
وصف ربيع ياسين لاعب المنتخب الوطني والنادي الأهلي سابقا, محمود الجوهري بالمدرب الموهوب والمبدع وكثير التفكير ومطلع علي كل صغيرة وكبيرة في عالم كرة القدم أحدث الخطط التي يبتكرها مدربو الكرة في العالم حيث كان يترجم بعض الكتب الأجنبية التي تصدر عن تطور كرة القدم أو الصحف الإنجليزية والفرنسية حول فنيات كرة القدم وكيفية تطوير الجانب الخططي سواء من خلال طريقة اللعب المناسبة مع إمكانيات لاعبيه ومهارات منافسه.
وأشار إلي أن الجوهري كان مبدعا في الجانبين البدني والخططي وكيفية تحضير لاعبيه لكل مواجهة بشكل جيد وكيف يخلق الحلول الدفاعية والهجومية داخل الملعب وتوزيع الأدوار في حالة امتلاك الكرة أو فقدانها ويعرف كيف يقرأ منافسه بشكل جيد وهذه أمور قلما تتواجد في أي مدير فني, فهناك مدربون يفضلون الاهتمام بلاعبيه عن المنافس ظنا منه أنه بالتجهيز الجيد للاعبين دون معرفة طبيعة خصمك, ومن هنا جاءت فكرة تسجيلات المباريات ومشاهدة تحركات لاعبي الفريق ومعالجة الأخطاء سواء للاعبيه أو نقاط الضعف والقوة لدي المنافس للتعامل معها.
مجدي طلبة: واقعيا وليس دفاعيا
دافع مجدي طلبة نجم ناديي الزمالك والأهلي والمنتخب الوطني, عن أسلوب الراحل محمود الجوهري وطريقة لعبه, مشيرا إلي أن الدليل علي أن الجوهري لم يكن يعتمد اعتمادا كبيرا علي الطريقة الدفاعية, بل كان واقعيا, ويحترم قدرات المنافسين جيدا, مشيرا إلي أن الفرق الأوروبية بدأت بعدها بسنوات تطبق طريقة لعب الجنرال في أكثر من بطولة وهي الطريقة السائدة في جميع مدارس الكرة الأوروبية.
وقال نجم الزمالك والأهلي, الدليل علي نجاح الجوهري, بطولة أمم إفريقيا1988 التي أقيمت ببوركينا فاسو, فالكل كان يسيطر عليه حالة من التشاؤم, بخروج منتخبنا الوطني من الدور الأول, وكان البعض يطمح في عبور الدور الأول كنتيجة ستكون مرضية للجوهري حسب تصريحه قبل البطولة, وإذا بمنتخبنا الوطني يعود من بوركينا فاسو بكأس البطولة, وهو إنجاز كبير للجنرال الراحل محمود الجوهري.
وقال طلبة, إن منتخبنا الوطني كان صاحب أقوي خط هجوم في البطولة برصيد10 أهداف, ومتساوية مع الكونغو الديمقراطية التي أحرزت المركز الثالث علي حساب بوركينا فاسو.
عادل عبد الرحمن: طبيب نفسي
أكد عادل عبد الرحمن نجم النادي الأهلي, والمنتخب الوطني الاسبق, أن الراحل محمود الجوهري, كان يجيد التعامل مع اللاعبين فنيا ونفسيا, وهو ما أكد نجاح شخصية الجنرال التي تمثلت في حب اللاعبين الشديد له والانصياع لأوامره لأنهم كانوا يتخذونه كوالد لهم ويعلمون جيدا أن هذه النصائح من خبرة كبيرة في التدريب ستكون لهم في المستقبل وكان ذلك يظهر دائما في التزام اللاعبين في الملعب وأداء المطلوب منهم مثلما ينفذ اللاعبون المحترفون.