شهدت مواسم الأعياد الثلاثة الماضية نشاطا سينمائيا كبيرا, حطمت فيه أرقام قياسية في إيرادات الأفلام, غير معهودة عن إيرادات السينما في الفترة الأخيرة, وتعد طفرة تشبه تلك التي حدثت, في آخر التسعينيات وبداية الألفية, عندما حقق فيلم إسماعلية رايح جاي15 مليون جنيه في وقت كانت أفضل الإيرادات لا تتخطي8 ملايين جنيه, ثم حقق صعيدي في الجامعة الأمريكية27 مليون جنيه, ثم حققت عدد من أفلام محمد هنيدي إيرادات قياسية في تلك الفترة. وفي الثلاث سنوات الماضية بدأت طفرة جديدة عام2016 عندما حقق فيلم لف ودوران أكثر من43 مليون جنيه وهو بطولة أحمد حلمي ودنيا سمير غانم وصابرين وميمي جمال وإنعام سالوسة وبيومي فؤاد وإخراج خالد مرعي وتأليف منة فوزي, وتم تصوير الفيلم في أقل من شهر ليلحق بموسم العيد وساعد في تحقيق هذا الرقم الكبير الشعبية الكبيرة التي يمتلكها بطلي العملي حلمي ودنيا. ليأتي بعد ذلك فيلم هروب اضطراري ويكسر سقف التوقعات ويحقق53 مليونا و500 ألف جنيه, ليقدم رقم قياسيا جديدا في تاريخ السينما, وهو تأليف محمد سيد بشير وإخراج أحمد خالد موسي وبطولة أحمد السقا, غادة عادل, أمير كرارة, فتحي عبد الوهاب, ومصطفي خاطر. وما أن جاء الموسم التالي وعرض فيلم الخلية ليتخطي هذا الرقم ويحقق إيرادات تجاوزت ال56 مليون جنيه, ليحتل قمة إيرادات السينما المصرية عبر تاريخها, وما ساعد الفيلم في تحقيق هذا الرقم هو عرضه لمدة20 أسبوعا بالسينمات, عكس الأفلام الأخري التي اقتربت منه في الإيرادات وعرضت10 أسابيع فقط, فيلم الخلية تأليف صلاح الجهيني وإخراج طارق العريان وبطولة أحمد عز ومحمد ممدوح والسوري سامر المصري وأحمد صفوت وأمينة خليل. ورغم اقتراب فيلم حرب كرموز من تحقيق رقم قياسي جديد منذ عرضه الموسم الماضي إلا أن الموسم الحالي لعيد الأضحي لم يترك له فرصة ورفع من السينمات في الوقت الذي ما زال يحقق فيه إيرادات يومية جيدة, فبلغت إيراداته52 مليونا و100 ألف جنيه, الفيلم تأليف وإخراج بيتر ميمي وبطولة أمير كرارة وغادة عبد الرازق ومحمود حميدة وفتحي عبد الوهاب ومصطفي خاطر. أما الموسم الحالي غير متوقع أن يصل فيه أي من الأفلام المعروضة لتحقيق مثل هذه الأرقام, خاصة أن الإيرادات موزعة علي الأفلام المطروحة حاليا ولا توجد فروق كبيرة بينهم, وهم فيلم البدلة لتامر حسني وأكرم حسني وأمينة خليل, تراب الماس لأسر ياسين ومنة شلبي, الديزل لمحمد رمضان وياسمين صبري وهنا شيحة, بني ادم ليوسف الشريف ودينا الشربيني, سوق الجمعة بطولة عمرو عبد الجليل وريهام عبد الغفور, بيكيا لمحمد رجب وأيتن عامر, والكويسين بطولة أحمد فهمي وشيرين رضا, وأحمد فتحي. وقال الفنان والموزع شريف رمزي إن أي مقارنة تقام بين الأفلام المعروضة حاليا وأفلام المواسم السابقة هي مقارنة ظالمة لأن ظروف العرض ليست واحدة من عدد القاعات ودور العرض وأيضا المدة الزمنية التي ظل بها في السينمات, كما أنه مع الوقت سعر تذكرة الدخول للفرد تتزايد فالرقم التي تحققه الأفلام هو إجمالي سعر التذاكر ليس عدد الأفراد الذين دخلوا, ولا توجد جهة رسمية يمكن اللجوء لها لمعرفة أرقام حقيقية. وأشار رمزي إلي أنه من الصعب حاليا تحديد الفيلم الذي يمكن أن يتصدر الموسم لان الأرقام متقاربة, كما أن كل جهة تروج إلي أن فيلمها هو رقم واحد, دون وجود أرقام حقيقية معتمدة, بجانب أن جمهور السينما الحقيقي لم يدخلها بعد فجمهور العيد له ذوقه الخاص غير الجمهور الذي سيذهب للسينمات فيما بعد, كما أن مقارنة الأفلام ببعضها في موسم واحد أيضا غير منصفة لأنه يتدخل في الموضوع عوامل كثيرة منها عدد القاعات المعروض فيها وسعر التذكرة وعدد الحفلات التي تقيمها دار العرض, كما يتحكم أصحاب السينمات أيضا في الموضوع عندما يكون هناك فيلم لا يحقق إيرادات مقبولة لهم يفتح القاعة الخاصة به لفيلم أعلي إيرادا. وأكد الموزع محمود الدفراوي أن الأفلام المعروضة حاليا لن تصل إيراداتها للحجم الذي حققته أفلام أخري في المواسم الثلاثة السابقة, موضحا أن السبب في ذلك هو تقارب الأرقام, وذلك لأن كل فيلم له طابعه الخاص وجمهوره وتنوعت الأفلام ما بين الكوميدي, والأكشن والشعبي, وأكثر فيلمين تحقيقا للإيرادات حتي الأن البدلة لتامر حسني, والديزل لمحمد رمضان وحقق رمضان إيرادات أعلي من افلام أخري لأن له جمهورا كبيرا في السينمات الشعبية, لكن لا يوجد فيلم سيصل لما حققه هروب اضطراي أو حرب كرموز, فتلك الأفلام كانت تحقق في ثاني يوم6 ملايين جنيه, لكن أعلي فيلم هذا الموسم حقق4 ملايين جنيه وهو البدلة, وبعده الديزل حقق3 ملايين و900 ألف وهو فارق بسيط جدا. وأضاف الدفراوي: رغم أن إجمالي إيرادات الأفلام كلها هو نفسه إجمالي إيرادات المواسم السابقة لكن الفرق أن الإيرادات هذا الموسم مقسمة علي7 أفلام وهو عدد كبير في موسم واحد, لذلك فالجمهور مقسم علي الأفلام خاصة أن كل واحد فيها له تيمة خاصة, لذلك الموضوع سيكون أكثر وضوحا بعد العيد, وأتصور أن يحافظ فيلم الكويسين وتراب الماس علي مستواهم, وأن يتراجع الديزل, خاصة أن جمهور السينما لم يدخل بعد والصورة الحقيقية تضح بعد العيد من إيرادات اليوم السبت.