في الواحات يمكنك رصد محاولات فردية للمحافظة علي تراثها وتنمية الصناعات التقليدية الخاصة بها, ومن تلك المحاولات جاءت فكرة متحف مصطفي معاذ للتراث بواحة الخارجة. جاءت الفكرة وفقا لصاحب المتحف الشاعر والباحث في التراث مصطفي معاذ, عندما قام بالتعاون مع30 شابا وفتاة من واحة الخارجة, وبعض الفنانين والقيادات الشعبية في بناء نموذج للبيت الواحاتي بانشاء جمعية أحباء التراث وحماية الموروث. كان أهم نشاطات الجمعية مركز دراسات الثقافة الشعبية الذي يطمح الي اعداد جيل من الباحثين في التراث يتحمل مسئولية جمع وتصنيف وتوثيق ثقافات الواحات الشعبية شديدة الخصوصية والتفرد والغائبة عن ذاكرة المصريين أنفسهم. وقال معاذ: قدمت الجمعية أكثر من عرض لفنون الواحات بأكثر من مركز ثقافي اذ قدمت الجمعية من خلال66 طفلا عرضا علي مسرح الهناجر عام2001, وعرضا في متحف محمود خليل وحرمه, ومركز رامتان الثقافي وغيرها من المراكز الثقافية. وأكد معاذ ان المتحف الذي هو اقرب لمحمية مفتوحة من هذا المنطلق للمحافظة علي التراث, لافتا ان قطعة الأرض التي اقيم عليها المتحف هي ملك لاجدادي وبها محمية لشجر السنط وهو نادر يخرج من قلب الرمال المرتفعة, وبها أكثر من لوحة طبيعية تشكلها الرمال والنخيل. وأوضح معاذ: بدأت الاهتمام بالمكان, من خلال تنشيطة بمجموعة من الحرف التقليدية المستمدة من الحياة في الواحة, أهمها الحفر علي جزع النخيل والتي لها اصول في تاريخنا ونحن الوحيدون الذين نقدم هذا النوع من الفن, والحفر علي الحجر الملون والذي تم جمعه من الصحراء, واستخدام المواد الطبيعية لانتاج شكل جمالي مثل نواة البلح أو بذرة الدوم, مؤكدا ان الخطوة القادمة هي انتاج أعمال خزفية من الفخار الشعبي قريبا. ويعمل علي تلك الحرف بالمتحف7 عمال أحيانا يزيدون للحاجة, ويستقبل المتحف بعض الورش لطلاب كلية الفنون الجميلة لتعليمهم هذه الحرف, وأقاموا معرضا عن أعمالهم في الواحات في اتيليه القاهرة, وشارك المتحف بأعماله في أكثر من معرض منها صالون التراث, ومعرض أليت, وغيرها من المعارض كان آخرها معرضنا بحديقة الأندلس. وأشار معاذ الي أن استخدامه للنخل لأنه خامة متاحة ومتوافرة بكثرة وغير مستخدمة فالغطاء النباتي للواحات يمثله السواد الاعظم من أشجار النخيل, كما نعمل علي خامة الخوص. وتطمح جمعية التراث وفقا لمعاذ رئيس الجمعية لعمل موسوعة مصورة عن تاريخ الواحات من خلال منهج علمي واعداد جاد وصبور, وقمنا بالجمعية بتدريب عدد كبير من الأطفال علي الحرف التقليدية لكنهم تركونا بعد اتقانهم لها بسبب صعوبة توزيع وتسويق القطع الفنية التي صنعوها.