لا شك أن الحرف التقليدية والفنون التراثية دليل على الأصالة والحضارة رغم أى مستجدات أو مستحدثات على المجتمع وهنا جاء الاهتمام بإحيائها فى المهرجان القومى السادس للحرف التقليدية بوكالة الغورى الذى أقيم ولمدة 6 أيام، حيث تم عرض هذه الحرف والمنتجات المرتبطة بالبيئة المصرية وتشمل التطعيم بالصدف والزجاج المعشق والرسم بالصدف وعلى الجلد والنسيج اليدوى، وشمل المهرجان عروض أزياء قائمة على الصناعات النسجية التراثية وكذلك عروضا للفنون الشعبية أثناء الافتتاح وشارك فى المهرجان صندوق التنمية الثقافية ووزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية وجمعية تنمية الحرفيين ومجموعة من الجمعيات الأخرى، منها الجمعية المصرية لتنمية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة. تقول الفنانة ناهد رستم المشرف العام على المهرجان ورئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى: «يقوم المهرجان هذا العام على فكرة التواصل بين الأجيال وهذا ما يميزه عن السنوات السابقة فعندنا شيوخ الصنعة نستفيد من خبرتهم لتعليم الشباب والأطفال حرفا قاربت على الاندثار بسبب إما رحيل شيوخ الصنعة عن عالمنا وإما لعدم تواجد العمالة الماهرة التى تعلمت الحرفة من الجيل الرائد فى هذا المجال والإدارة عندنا تتكون من 4 مراكز، الإدارة العامة للبحوث التراثية وتعمل على البحوث التى تساهم فى ترسيخ وتطوير الحرف والفنون التقليدية ومركز الفن والحياة ومركز النسجيات المرسمة ومركز الإبداع بقرية حسن فتحى وتتكاتف جميعاً للاهتمام بحرفنا التقليدية والمحافظة عليها، من نقش على النحاس والتطعيم بالصدف ورسم على الجلد ونسيج يدوى وتعشيق الزجاج وورش العمل القائمة ندرب فيها الشباب بما ننتجه من أبحاث نضفى عليها نوعا من العصرية دون المساس بالأثر، فما المانع من لبس جلابية مطرزة أو حقيبة تظهر فننا وأصالتنا!! عرض المشكلات وحلها ويرى الفنان طه عشماوى منسق عام المهرجان ومدير إدارة المعارض بالإدارة أن المهرجان فرصة ذهبية لمقابلة العارضين من مختلف الجهات التابعة للحكومة أو الجمعيات الأهلية والتى يجمعها فن واحد هو فن التراث الشعبى لمناقشة مشاكل الحرف عن طريق حلقات الحوار التى تعطى الزخم لهذا المهرجان.. وهذا هو المهرجان السادس قومياً حيث يضم جميع محافظات مصر، والعاشر من حيث إقامة مهرجان حرفى كان لكل سنة موضوع مختلف من حيث فكرة المهرجان وقد حصل المهرجان مؤخراً عند عرضه فى ليبيا على استحسان كبير واستفاد الجمهور هناك كثيراً من خبرة فنانينا وهذا المهرجان بمثابة آخر حجر يمكن وضعه للحفاظ على كيان وهوية من الممكن أن تختفى. جمال وأصالة بين جنبات وكالة الغورى يعرض العارضون أعمالهم الفنية الرائعة؛ لوحات من الجلد ولوحات نسجية وأشغال من الصدف والنحاس وكان لنا لقاء مع بعض المشاركين: آلاء الشاذلى إحدى العارضات تقول: أنا من شمال سيناء طالبة بكلية الزراعة وجئنا للمهرجان لعرض مشغولاتنا اليدوية وأيضاً زيت الزيتون المميز لنا، ونحن هنا نعرض فى الجزء الخاص بالمجلس القومى للشباب تحت رعاية الدكتور صفى الدين خربوش والمعرض فرصة رائعة لعرض منتجاتنا والتعرف على الحرف الأخرى والتعرف بفنانين للفنون التقليدية التراثية. ورش الأطفال أمل وإسراء وإيمان وعبدالرحمن أطفال لم يتجاوزوا التاسعة بدت عليهم السعادة بجانب لوحاتهم ويقولون أنهم يشتركون طوال السنة فى نشاط الحرف التقليدية فى بيت العينى بجانب وكالة الغورى وهم سعداء جداً بالمهرجان لعرض منتجاتهم. أمانى مصطفى مدير مركز إبداع الطفل بيت العينى التابع لصندوق التنمية الثقافية تقول: تقوم بتدريب الأطفال على الرسم على الزجاج والسيراميك والجلد وكذلك الطباعة وأشغال من الصلصال وهى خدمات مجانية لأطفال المناطق المحيطة بالوكالة فى محاولة لبث روح الفن بين الأطفال وتحبيبهم فى الفن التراثى والمحافظة على الأصالة. رقية محمود أيضاً المسئولة عن النشاط الثقافى بورش الأطفال موظفة فى مركز الإنتاج الفنى التابع لقطاع الفنون التشكيلية تقول: «الأطفال الأسوياء وكذلك ذوو الاحتياجات الخاصة يقبلون طوال العام على هذه الورش ولنا فروع فى مركز الفن والحياة بالسيدة زينب وسبيل أم عباس ووكالة الغورى وهى خدمة اجتماعية وأنا سعيدة بأنى جزء من المساهمين فى تقديمها للأطفال عن طريق هذه الورش». شيوخ الصنعة الأسطى يحيى البطل سعيد بعرض أعماله التى تقوم على التطعيم بالصدف يقول: «ظهر هذا الفن عند الفراعنة وهو أعرق الفنون الحرفية التى ازدهرت فى العصر الفاطمى وتستخدم الأصداف البحرية وسن الفيل لزخرفة الأخشاب بقطع متجاورة دقيقة بأشكال هندسية وبعد ازدهاره فى العصر المملوكى وعندما بعث العثمانيون بعد ذلك الحرفيين إلى الآستانة تدهورت الحرف ونحن فى الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى قسم التطعيم بالصدف نحاول إحياء هذه الحرفة وإعادة رونقها كما كانت من قبل ونحاول توصيل الحرفة لمن يصغروننا حتى لا تختفى هذه المهنة». أما الأسطى كمال حسن على فهو مدرب تطعيم الفضة على النحاس وهو ما يسمى «التكفيت بالفضة» يقول الأسطى كمال: «عشقت التراث واستمتعت بوكالة الغورى بالإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى ويكفت النحاس الأصفر أو الأحمر بأسلاك من الفضة مما يعطيها ثراءً وتميزاً مستلهماً من القيم التراثية». عرض من الأزياء التراثية أشاع روح الأصالة والتراث فى أرجاء وكالة الغورى من خلال مجموعة من أزياء تراثية تمثل مختلف مناطق مصر ومحافظاتها مثل واحة سيوة والواحات الخارجة والداخلة ومحافظات الصعيد والشرقية والبحيرة ومحافظات شمال وجنوب سيناء وجميعها مستلهمة من التراث ممزوجة بطبيعة العصر فى ذات الوقت وباستخدام وحدات تطريز وزخارف وفن الخيامية. رؤى مصرية هو معرض للفنانين التشكيليين به لوحات لأربعة من الفنانين؛ محمد الطحان، مصطفى يحيى، حسن كريم ومحمد غانم ضمن فعاليات المهرجان يقول حازم بكرى المسئول ومدير المكتب الفنى بالإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى التابع لوزارة الثقافة إن فكرة المعرض قائمة على استلهام اللوحات من التراث المصرى ومواضيع اللوحات فى نفس السياق من حيث التيمات الشعبية والمنمنمات والزخارف وكل سنة يقام المعرض ضمن فعاليات المهرجان للصلة الوثيقة بهدف المهرجان وروح الفن والأصالة».؟