اوجيه يعودإلي الحياة بعد17 عاما

ظلت السنوات تمضي الواحدة تلو الأخري وعايدة تنتظر في لهفة وشوق عودة زوجها وجيه الذي سافر إلي الأردن بحثا عن لقمة العيش لكن أباره انقطعت نهائيا منذ سفره عام.2001 كانت الزوجة تحلم بخطاب واحد يطمئنها عليه ولكن دون جدوي وعندما مضت تسع سنوات علي غيابه وهي لا تعرف إن كان علي قيد الحياة أم وافته المنية في بلاد الغربة وفقدت الأمل في عودته, فقررت تحرير محضر عن غيابه واستطاعت استخراج شهادة وفاة لزوجها.
وبعد مرور17 عاما فوجئت عايدة بطرقات علي باب منزلها وعندما قامت بفتح الباب لم تصدق عينيها بأن زوجها وجيه أمامها فأصابتها حالة من الذهول سرعان ما تحولت الي مشاعر الفرح الممزوجة بالدهشة واحتضن الزوجان بعضهما البعض وقد انهمرت الدموع من العيون لتمحي آلام الفراق التي أوجعت قلبيهما.
خشيت الزوجة أن تجرح مشاعر زوجها إذا أخبرته عن شهادة الوفاة التي استخرجتها له وظلت تكتم هذا الأمر عنه ظنا منها بأنه لن يكتشفه ولكن زوجها أخبرها ذات يوم بأنه يريد استخراج بطاقة رقم قومي بدلا من بطاقته الورقية القديمة التي ألغيت ولكن الخبر وقع علي رأسها مثل الصاعقة وأصابتها حالة من الارتباك حاولت خلالها إظهار تماسكها أمام زوجها حتي لا ينكشف أمرها.
وفي السجل المدني كانت المفاجأة التي زلزلت كيان الزوج فعندما تقدم باستمارة بطاقته أخبره موظف السجل بعد الكشف عن بياناته علي الحاسب الآلي بأنه متوفي منذ عام2010 فأسرع إلي مركز شرطة أخميم لتحرير محضر إثبات حالة وأنه لايزال علي قيد الحياة. تم إخطار النيابة فطلبت تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة وباشرت التحقيق.
كان اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا من العميد محمد سامي مأمور مركز شرطة أخميم يفيد بتلقيه بلاغا من وجيه43 عاما ويقيم بقرية جزيرة محروس بمركز اخميم بأنه كان يعمل بالأردن منذ عام2001 حتي عام2018 وانقطع اتصاله بأسرته وعقب عودته توجه إلي السجل المدني لاستخراج بطاقة الرقم القومي حيث فوجئ بأنه مقيد ضمن المتوفين نتيجة قيام زوجته عايدة بتحرير محضر ساقط قيد وفاة عام2010 وطلب إثبات حالة أنه علي قيد الحياة لاستخراج بطاقة رقم قومي.
تم تشكيل فريق بحث ضم العميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية والعقيد احمد شوقي رئيس فرع البحث للشرق والمقدم طارق ابو سديرة رئيس مباحث أخميم بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لكشف ملابسات الواقعة. جار استدعاء الزوجة لسؤالها حول ملابسات الواقعة وتم إخطار النيابة وباشرت التحقيق.