طوابير طويلة وساعات انتظار أطول قد لا تؤتي في النهاية بنتيجة مرضية, وآباء وأمهات يبحثون عن قوت أطفالهم الذين ينتظرون عبوة اللبن الصناعي بديل لبن الأم أو المساند له بأمر الطبيب, وشكاوي واستغاثات يطلقها الأهالي يوميا مؤكدين وجود نقص كبير في الألبان داخل المنافذ الرسمية والأسواق, وحياة طفل متوقفة علي مصدر الغذاء الوحيد له. كان هذا هو الحال المرير المستديم الذي واجهته مشكلة الألبان الصناعية في مصر التي لم يكن يمر يوم دون التأكيد علي استمرارها وتحولها إلي أزمة بلا حل تواجه كل من شاء قدره أن يولد طفله بحاجة لهذا المصدر الإضافي, وكان يصرف الألبان الصناعية في مصر ما يقرب من265 ألف طفل سنويا لكونهم يعانون وفاة الأم أو عدم استجابتهم للرضاعة الطبيعية لسبب ما أو لإنجاب الأم لطفلين أو أكثر وحاجتهم لكميات وفيرة من اللبن لا يمكن للأم توفيرها لهم بالرضاعة الطبيعية وحدها. رصيد ومخزون لم يكن نفي الأزمة مجديا ولا كافيا في ظل واقع يؤكدها بقوة ويبرز معاناة أطرافها, ولكن يمكن اعتبار2016 هو عام التحول في أزمة الألبان مع الإعلان عن منظومة صرف الألبان الجديدة للقضاء علي مشكلة نقصها والعجز الذي كان يواجهها بين الحين والآخر حيث بدأ تطبيق منظومة صرف ألبان الأطفال بالكروت الذكية وفقا للنظام الجديد الذي وضعته وزارة الصحة لتوزيع الألبان المدعمة من خلال الكارت الذكي وفقا لمناقصة لعام20172016 حيث تم صرفها للمستفيدين من خلال منافذ الأمومة والطفولة بوزارة الصحة بالكارت الذكي بلا من الصيدليات. كما تمت زيادة منافذ توزيع ألبان الأطفال من608 إلي1005 مع مراعاة التوزيع الجغرافي حتي تتوافر المنافذ بكل إدارة داخل كل محافظة. خطة تأمين الاحتياطي لذلك سعت وزارة الصحة إلي خطة تأمين عاجلة تستهدف وجود احتياطي إستراتيجي من الألبان الصناعية تصل القيمة التقديرية له1.2 مليار جنيه مع إعلان الرصيد المتاح حاليا من أنواع الألبان داخل الجمهورية حيث أوضحت أن الرصيد الحالي من الألبان المخصصة للأطفال أقل من6 أشهر هو735 ألف عبوة متوفرة داخل المديريات الصحية وكذلك362 ألف عبوة موجودة في مخازن الشركة المصرية للأدوية. أما عن نوع الألبان المخصص للأطفال أكبر من6 أشهر فإن الرصيد الحالي داخل المديريات الصحية348 ألف عبوة بخلاف112 ألف عبوة بمخازن الشركة المصرية للأدوية, كما تنتهي الصحة من ميكنة جميع المخازن خلال8 أشهر بعد التعاقد علي منظومة مخازن مركزية وإقليمية تضمن توفير المخزون الإستراتيجي ليكون كافيا لمدة3 أشهر علي الأقل تفاديا لتكرار مشاهد الاحتياج والانتظار التي لا تتناسب مع سلعة إستراتيجية مهمة ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الأطفال وينبغي توافرها بصفة مستمرة وعدم تعرضها لأي عجز أو نقص حيث لا يقل مخزونها الإستراتيجي أهمية عن السلع الأساسية. التعاقد مع الخدمة الوطنية وبحزمة إجراءات تقتضي دقة تزامنها معا وسرعة التنفيذ أعلنت الصحة بعض الخطوات التي تم اتخاذها وأخري تسعي لاستكمالها حتي يتم القضاء علي أزمة نواقص الألبان الصناعية حيث بدأت أولا بالتعاقد مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية علي توريد22.5 مليون عبوة منها12 مليونا للأطفال تحت سن6 أشهر بالإضافة إلي3 ملايين عبوة كمخزون إستراتيجي لهذه السن, وكذلك توفير6 ملايين عبوة للأطفال فوق سن6 أشهر بالإضافة إلي1.5 أيضا كمخزون إستراتيجي لهذه السن علي أن يكون التوريد بمتوسط1.5 مليون عبوة لبن شهريا من الجهاز. ميكنة الألبان بالمحافظات وتستكمل الصحة خطتها لتنفيذ تكليفات وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالسعي نحو التعاقد في التخزين بالمخازن الإقليمية للشركة المصرية للأدوية لتسهيل التوزيع علي المديريات الصحية, كما تسعي لضمان متابعة المخزون والتنبؤ بأي نواقص قبل وقوع أي أزمة من خلال استكمال منظومة ميكنة الألبان التي بدأت في محافظاتالسويس والإسماعيلية وبورسعيد والغربية بالإضافة إلي التشغيل التجريبي في المنوفية وبني سويف علي أن تكتمل ميكنة باقي المحافظات بالكامل خلال8 أشهر.